شباب باتنة يصنع الاستثناء في البطولة الوطنية المحترفة

هرب من السقوط إلى المرتبة السادسة بسبعة انتصارات متتالية

لم يحقق شباب باتنة إنجازا يذكر خلال الموسم المنقضي، غير أنه كان استثناء حقيقيا خلال المرحلة الثانية من البطولة وفي جولاتها الأخيرة تحديدا، حيث استطاع قلب الموازين وخلط الأوراق، وجعل الأنظار تتجه إليه بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من السقوط إلى الرابطة المحترفة الثانية، إثر سلسلة من النتائج السلبية والتعثرات داخل باتنة وخارجها، أثرت على نفسية اللاعبين وأدائهم فوق المستطيل الأخضر، غير أن تغيير الطاقم الفني سرعان ما أحيا “الكاب” بعد موات وحرك الآلة الباتنية التي ضربت بقوة ولم ترحم أحوج الفرق إلى النقاط من أجل البقاء،
فريد نزار ل”الفجر”: “ما حققناه هذا الموسم تحد كبير لمشاكلنا المالية”
اعتبر رئيس شباب باتنة في تصريح ل”الفجر” أن ما حققه الكاب خلال الموسم المنقضي يعتبر إنجازا كبيرا وتحديا أكبر للمشاكل المالية التي يمر مر بها الفريق ولا يزال، واعتبر المتحدث أن مسيرة الكاب خلال هذا الموسم ناجحة جدا، وقد تمكنت الإدارة من تحقيق الأهداف التي وعدت بها المناصرين وهي البقاء ضمن حظيرة الرابطة المحترفة الأولى وإنهاء الموسم في مرتبة مشرفة. ورغم الهزات التي تعرض لها الفريق من جهة النتائج السلبية في فترة من فترات البطولة، وكذا عدم استقرار الطاقم الفني للكاب، بعد رحيل العراقي عامر جميل، وقدوم روابح على رأس العارضة الفنية، إلا أن الاستثناء صنعه شباب باتنة في هذه البطولة، بواقع سبعة انتصارات متتالية رفعت الفريق في الترتيب إلى المرتبة السادسة ب44 نقطة، بعد أن كان ضمن الفرق المعنية بالسقوط إلى القسم الأدنى.
روابح أكد امتلاكه لشفرة “الكاب”
أكد المدرب الخلوق توفيق روابح أنه يمتلك شفرة تشكيلة شباب باتنة، حيث لم ينهزم مع الفريق منذ اعتلائه العارضة الفنية إلا مرة واحدة ضد مولودية الجزائر، وهي المباراة التي أكد نزار أن الكاب لا يستحق الخسارة فيها، واستطاع روابح أن ينشط الخط الهجومي الذي اكتسح الفرق المنافسة خلال الجولات السبع الأخيرة التي حصد جميع نقاطها داخل وخارج الديار، واستطاع أن يهزم كلا من شباب بلوزداد وجمعية الخروب بملعبيهما وعلى مرأى من أنصارهما، وختم مشوار البطولة بخماسية ضد مولودية وهران في ملعب زبانة صفق لها الحمراوة كثيرا وأعجبوا بأداء رفقاء مساعدية، الذي أكد بدوره أن “الكاب” جدير باللعب على الألقاب خلال المواسم المقبلة.
وقد نجح المدرب روابح في التحدي الذي رفعه من الكاب بنسبة كبيرة واستطاع ضمان البقاء قبل جولتين من انتهاء البطولة، ما جعل الإدارة والأنصار أكثر تمسكا به.
الإدارة تعمل على استقرار الطاقم الفني
أكد الرئيس نزار أن الإدارة حاليا تعمل على استقرار التشكيلة ككل والطاقم الفني خاصة، نظرا للدفعة النوعية التي قدمها روابح للتشكيلة. ومن مصلحة الكاب أن يكمل المدرب المشوار والعمل الذي قام به، ويواصل بذات المنوال إلى الموسم المقبل، وهو مطلب الأنصار كذلك، بعد أن بينت النتائج قدرته الفائقة على تسيير الأمور، بدليل النجاح الدائم للتغييرات التي يقوم بها وكذا العودة من الخسارة والتسجيل خلال الشوط الثاني، وهو ما يؤكد قيام المدرب بعمل نفسي وبدني كبير.
روابح لم يفصل في مستقبله بعد
رغم الشائعات الكبيرة على أن المدرب روابح سيبقى في شباب باتنة الموسم المقبل، إلا أن المدرب أكد أنه لم يفصل في وجهته بعد، وأن ذلك سيكون في اجتماع مع الإدارة خلال اليومين المقبلين، ويكون المدرب قد تأكد من رغبة الإدارة في الاحتفاظ به وأنه يحقق الإجماع من طرف أسرة الفريق والمناصرين، غير أنه تريث في الإعلان عن بقائه، وهو ما فسره الكثيرون بتحفظ من جانب روابح على بعض الأمور داخل البيت الباتني في انتظار ما سيسفر عنه اتفاق الإدارة مع روابح.
مساعدية نائب هداف البطولة
كاد الهداف المتألق لشباب باتنة أحمد مساعدية أن يعتلي ترتيب الهدافين هذا الموسم، سيما بعد أن تمكن من توقيع أربعة أهداف كاملة في شباك مولودية وهران لحساب الجولة الأخيرة من البطولة، رافعا رصيده إلى 13 هدفا، كانت ستة منها ضد الحمراوة، حيث سبق وأن وقع مساعدية هدفين ضد مولودية وهران في مرحلة الذهاب، غير أن رصيد المهاجم أهله ليكون في المرتبة الثانية بين هدافي البطولة بعد مهاجم أولمبي الشلف مسعود.
ماني سابول صفقة ناجحة بكل المقاييس
احتل المهاجم الطوغولي لشباب باتنة ماني سابول، منذ استقدامه خلال المرحلة الثانية من البطولة، اهتمام الكثير من التقنيين ورؤساء النوادي في الجزائر، بعد أن أظهر مهارات كروية عالية أمتع بها أنصار الكاب وكل المتتبعين، ما جعلهم يصفون استقدام ماني سابول بالصفقة الناجحة بكل المقاييس، وأن الكاب لم يسبق له أن جلب لاعبا أجنبيا بمستوى مهارة سابول الذي كان وراء الكثير من الأهداف والانتصارات، بفضل تمريراته الحاسمة ودوره الكبير وسط الميدان، وقد ذهب بعض التقنيين إلى أنه أفضل أجنبي في البطولة.
الحارس الشاب أسامة متحزم اكتشاف الموسم
من اللافت خلال الجولات الأخيرة للكاب هو بروز الحارس الشاب ابن مدينة قايس، أسامة متحزم، البالغ من العمر 18 سنة، حيث اعتمد عليه المدرب بعد الإصابة التي تعرض لها بابوش وغياب الحارس بولطيف. وقد استطاع اللاعب رغم قلة خبرته أن يسير المباريات التي شارك فيها بنجاح كبير، ومنها مواجهة وفاق سطيف بباتنة، واستطاع الحفاظ على نظافة شباكه، ولم يتلق خلال الخمس مباريات التي شارك فيها سوى هدفين. وقد اعتبر السيد دمبري مدرب الحراس أن متحزم هو اكتشاف الموسم وهو مستقبل الكاب في حراسة المرمى.
وهو ما ذهب إليه الرئيس نزار الذي أثنى على بعض اللاعبين الشبان على غرار هلال، ذبيح والحارس متحزم.
الكرة في مرمى المسؤولين
أكد الرئيس فريد نزار في تصريحه ل”الفجر” أن الكاب أدى ما عليه خلال الموسم وأكد أنه أفضل ممثل للكرة الأوراسية في البطولة المحترفة الأولى، وعلى المسؤولين تقديم يد المساعدة للفريق الذي يبقى يسير بإمكانيات مالية لا تليق بحجمه ولا بأهدافه، غير أنه استطاع تحقيق مرتبة مشرفة هذا الموسم، وهو ما لم تحققه فرق كبيرة صرفت الملايير. وتمنى الرئيس أن يكون المسؤولون أكثر اهتماما بالكاب خلال الموسم المقبل.
الجولات السبع الأخيرة حلم يراود الشواية الموسم المقبل
اعتبر أنصار شباب باتنة أن حلمهم برؤية الفريق يلعب على الألقاب وعلى مراتب أكثر تقدما الموسم المقبل هو حلم مشروع، بالنظر للإمكانيات الكبيرة للتشكيلة والسيناريو الرائع المتمثل في الفوز في سبع مباريات متتالية والابتعاد السريع عن منطقة المهددين بالسقوط. وقد أكد المدرب روابح أن الفريق يمتلك إمكانيات فردية وجماعية عالية تمكنه من رفع تحديات وطنية وإفريقية خلال المواسم القادمة، لو وجد الاهتمام اللازم من قبل المسؤولين والإدارة، فيما يحلم أنصار الكاب بمواصلة الانتصارات على نفس النسق خلال الموسم المقبل.