شخصيات شعبية لونجا أسطورة الجمال.. من امرأة إلى قطعة موسيقية

كثيرا ما نسمع في المجتمع الشعبي النسوي في الجزائر جملة "شابة تقول أعليها لونجا"، التي تعني أن المرأة فائقة الجمال مثل لونجا. ولونجا هذه، التي تحولت إلى أسطورة الجمال في المخيال الشعبي، هي شخصية إحدى القصص الشعبية المشهورة جدا في الجزائر، لونجا بنت السلطان أو لونجا "بنت الغول"، وهي المرأة ذات المهر الغالي التي يقطع من أجلها الشاب الأمير كل الصعاب و الأهوال من أجل أن يفوز بجمالها الذي لا مثيل له.
القصة مشهورة جدا تقريبا في كل البيوت الجزائرية، خرجت من قاموس الحكايات لتدخل قاموس الجمال النموذجي و المثالي أو الكمال الذي يبحث عنه أي رجل. وهي في إحدي معانيها أيضا في الموسيقى العربية تعني مقام موسيقي تصاغ غالبا في ميزان2/4 أو 6/8، وهو ميزان ثنائي مركب ويعرف هذا المقام بالطابع السريع والبسيط وتعتمد ألحانها على الفقرات الموسيقية التي تبرز مهارة العازف وقدرته على الأداء الجيد.. ويتكون قالب لونجا عادة من أربع خانات وتسليم، فهي صورة مصغرة من البشرف، وقد تصاغ أحياناً من ثلاث خانات فقط على أن تحل الخانة الأولى محل التسليم والختام. وقد صيغت عليه أجمل الروائع العربية و أبدع من خلالها الموسيقيون العرب أجمل روائعهم منها " لونجا" أو "لونڤة" رياض السنباطي وفريد الأطرش وغيرهم. كما نجد هذا الاسم أيضا يمتد إلى ربوع الحضارة الأندلسية، حيث توجد في إسبانيا سلسلة من الفنادق الراقية "كالا لونجا" في منطقة مينوركا السياحية.