تراجعت وزارة الخارجية الأمريكية عن تأكيدها بأن الهجوم على قنصليتها في بنغازي، الذي أدى إلى مقتل السفير كريستوفر ستيفنز الشهر الماضي، كان نتيجة مظاهرات مناهضة للفيلم المسيء للنبي محمد خرجت عن السيطرة. وأشارت إلى مشاركة العشرات من المسلحين بالهجوم. ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤولين اثنين في وزارة الخارجية، رفضا الكشف عن اسميهما، مساء الثلاثاء المنقضي، قولهما إنه لم يتم رصد أية حركة غير طبيعية في محيط القنصلية في بنغازي يوم 11 سبتمبر، التاريخ الذي قتل فيه ستيفنز. وقالا إن الإشارة الأولى على وجود خطب ما كانت عند الساعة 9:40 مساءً، حين سمع عناصر الأمن صراخاً وأصوات رصاص وانفجارات. وأجاب مسؤول، رداً على سؤال حول ما إذا كان الهجوم عفوياً وجاء في إطار خروج المظاهرة عن السيطرة، مثلما كانت إدارة الرئيس باراك أوباما قالت في السابق، ”هذا ليس الاستنتاج الذي توصلنا إليه”، وأضاف: ”ليس لدينا بالضرورة استنتاج”. وقال المسؤول الثاني إن ”عشرات الرجال المسلحين” تنقلوا من مبنى إلى آخر في المجمع وأطلقوا قنابل الهاون”. وأشار إلى أن السفير ستيفنز وعنصريّ أمن احتميا في غرفة محصنة، غير أن المهاجمين الذين دخلوا المبنى سكبوا الوقود وأشعلوا النيران، فقرر السفير وعنصرا الأمن الدخول إلى حمام للتمكن من التنفس. وأشارا إلى أنه في ظلّ الفوضى والدخان لم يتمكن عناصر الأمن من العثور على السفير، وقال مسؤول إنه لا يزال من غير المعلوم كيف نقل السفير إلى المستشفى حيث تم إعلانه ميتا. وأوضح أن طاقم المستشفى عثر على هاتفه الخليوي واتصل بأرقام عليه، ما مكّن المسؤولين الأمريكيين من تحديد مكانه. وشدد المسؤولان على ما سبق وقاله مسؤولون في إدارة أوباما بأن عناصر الأمن الأمريكيين والليبيين كانوا يواجهون حشداً أكبر منهم، ما يتعذر على أي تواجد أمني ردعه. وقال مسؤول إن ”عدد المسلحين وقدرتهم غير مسبوقة، ولم يسبق أن حدث أي هجوم مماثل في ليبيا”. وكان مسؤولون أمريكيون بينهم السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة، سوزان رايس، قالوا في البداية أن الهجمات كانت نتيجة احتجاجات معادية لأمريكا وخرجت عن السيطرة.