تخوف خبير الشؤون الاقتصادية، فارس مسدور، من احتمال إغراق السوق الوطنية بالمنتجات التونسية، المستفيدة من تخفيض الرسوم الجمركية وإعفاء بعض السلع منها في إطار الاتفاق التجاري التفاضلي الذي سيدخل حيز التنفيذ قريبا بين البلدين. وأشار المتحدث، أمس في اتصال مع ”الفجر”، إلى أن مؤهلات الاقتصاد التونسي أفضل من نظيرتها الجزائرية، بالنظر إلى الكفاءة التي يتمتع بها نسيج المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التونسية، القادر على المنافسة والتصدير خارج الاقليم التونسي، من منطلق أنه قال بأن المؤسسات التونسية تستفيد من تسهيلات في مجال الإجراءات البيروقراطية، على خلال الاستثمار في الجزائر والعراقيل الكبيرة التي تواجهه في الحصول على العقار، التمويل والتسويق.وذكر الخبير الاقتصادي في هذا المجال بقوة الاقتصاد التونسي في المجال الفلاحي عبر انتاج بعض المحاصيل الزراعية على غرار زيت الزيتون، بمقابل ضعف القطاع الفلاحي الجزائري وعجزه على تغطية الطلب المحلي، حيث قدرت فاتورة استيراد الغذاء خلال سنة 2013 ب10 مليار دولار، الأمر الذي يكشف عدم قدرة الانتاج الجزائري على المنافسة. ودعا فارس مسدور، تبعا لذلك، السلطات العمومية إلى ضرورة العامل على يكون اتفاق التبادل عادلا بين الطرفين، في إطار العلاقات الاقتصادية القائمة على مبدأ رابح رابح، لاسيما وأنه أشار أن للجزائر تجربة سابقة في هذا المجال مع مصر لم تكلل بالنجاح على المستوى الاقتصادي، ليستدرك بأنه على السلطات العمومية التوجه إلى وضع أسس لمنطقة تبادل بين الدول العربية ضمن معايير ترجع بالفائدة لجميع الأطراف.