سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الفاو" يثني على تربية الأسماك في الجزائر باستخدام المياه الساخنة المستمدة من الحفر الاصطناعية أكد أن هناك 38 بلداً تستخدم الطاقة الحرارية الأرضية في تطبيقات مباشرة للإنتاج الزراعي
أثنى تقرير حديث أصدرته منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، على مشروع دعم عمليات تربية الأسماك باستخدام المياه الساخنة المستمدة من الحفر الاصطناعية الممول من الحكومة في الجزائر، حيث نجحت في تدفئة برك أسماك البلطي. وبُني حتى الآن ثلاثة نماذج منها، تبلغ طاقتها الإنتاجية 1700 طن من أسماك البلطي سنوياً في المتوسط. وأورد تقرير ”الفاو”، حسبما أوردته جريدة ”الحياة اللندنية” أن الطاقة الحرارية المتدفقة من جوف الأرض، توفر فرصاً فريدة من حيث الكلفة بالنسبة إلى الإنتاج الغذائي المستدام وتصنيع المواد الغذائية في البلدان النامية. وفي بعض الاقتصادات النامية، يقدر أن يؤول نصف مجموع الغذاء المنتج في مرحلة ما بعد الحصاد إلى الفاقد، ويعود ذلك جزئياً إلى نقص موارد الطاقة بأسعار معقولة للتجهيز والتصنيع، وفقاً لدراسة ”استخدامات الطاقة الحرارية الجوفية في الغذاء والزراعة”. ويجعل ذلك استخدام الطاقة الحرارية لتجفيف الأغذية، وبسترة الحليب، وتعقيم المنتجات، إمكاناً جديراً بالاهتمام بالنسبة إلى البلدان النامية، حيث من الممكن أن يتلقى تصنيع الأغذية دفعاً قوياً باتجاه تحقيق الأمن الغذائي. وفضلاً عن أن تجفيف المواد الغذائية يطيل العمر الافتراضي لتخزين المواد الغذائية في حالة سليمة، مثل الأسماك والخضار، بل يتيحها كمورد متوافر على مدار السنة بما في ذلك فترات الجفاف، تفي الطاقة الحرارية الأرضية أيضاً بدور مهم في الزراعة المغطاة، وتدفئة التربة، وتربية الأسماك، وفقاً للتقرير. وتشير البحوث إلى أن استخدام الطاقة الحرارية الجوفية في الزراعة المغطاة، يقلل من تفشي الفطريات، ويقلص تكاليف الوقود بنسبة تصل إلى 80 في المئة، محققاً بذلك وفورات ضخمة في موازنات التشغيل.وفي حين قد تكون موارد النفط والغاز مكلفة على الأكثر بل ربما نادرة للبعض في أجزاء من العالم، فإن 42 مليون ميغاواط من الطاقة التي تشع من جوف الكرة الأرضية بحرارة تبلغ 5 آلاف درجة مئوية، ليس من المقدر أن تنفد قبل مرور البلايين من السنين. وذكر الخبير ديفاين نجيي، نائب مدير قسم فاو للخدمات الزراعية وأحد محرري الدراسة قيد البحث، أن ”استخدام الطاقة الحرارية الأرضية في الزراعة، في حين يمكنه أن يحصل على مراحل محدودة ونطاق صغير، فهو قادر على أن يقدم مساهمات كبرى لأهداف توليد الدخل، وتوفير فرص العمل، وتحسين الأمن الغذائي والتغذية في البلدان النامية”. وفي كل أنحاء العالم، ثمة 38 بلداً في الوقت الحاضر تستخدم الطاقة الحرارية الأرضية في تطبيقات مباشرة للإنتاج الزراعي، وثمة نحو 24 بلداً تسخر هذا المورد في توليد الكهرباء، ويُحصّل كل من إيسلندا وكوستاريكا والسلفادور وكينيا، ونيوزيلندا والفليبين، أكثر من 10 في المائة من حاجاتها الكهربائية من الموارد الحرارية الطبيعية. ومن بين 23 بلداً نامياً تستخدم الطاقة الحرارية الأرضية، فإن الغالبية تقصر الاستخدام على عمليات التدفئة والأغراض الترفيهية مثل الاستحمام وغيرها، ما يترك الإمكانات الهائلة للاستخدامات الزراعية غير مستغلة بعد بأسرها تقريباً. إلا أن ثمة مشاريع زراعية معتمدة على موارد الحرارة الأرضية الناجحة يجري تنفيذها على قدم وساق أيضاً لدى نحو نصف تلك البلدان، في أعمال تشمل تربية الأحياء المائية والزراعة والتجهيز. ويمضي مشروع ممول حكومياً في الجزائر بدعم عمليات تربية الأسماك باستخدام المياه الساخنة المستمدة من الحفر الاصطناعية، بنجاح في تدفئة برك أسماك البلطي. وبُني حتى الآن ثلاثة نماذج منها، تبلغ طاقتها الإنتاجية 1700 طن من أسماك البلطي سنوياً في المتوسط. ووفقاً لمنظمة ”فاو”، لا تزال تكاليف بدء التشغيل تشكل العقبة الرئيسية القائمة في طريق تطوير عمليات استكشاف الطاقة الحرارية الأرضية على نطاق واسع لدى مختلف البلدان، ما يحتم على الحكومات أن تمسك بزمام توجيه الاستثمارات وتهيئ بيئة سياسات موائمة لدعم هذا القطاع.