دعا وزير الصناعة والمناجم، عبد السلام بوشوارب، الشركات الإماراتية إلى تكثيف استثماراتها في الجزائر خلال السنوات المقبلة، عارضا عليهم المزايا التنافسية الجاذبة للاستثمار الأجنبي المباشر بشكل عام والاستثمارات الإماراتية بشكل خاص. قال عبد السلام بوشوارب، وزير الصناعة والمناجم، في تصريحات لجريدة ”البيان” الاقتصادي الإماراتية، إن الإمارات تشكل نموذجاً في تنويع اقتصادها وانفتاحها على الاقتصاد العالمي. وأشاد الوزير بآفاق الاستثمار الواعدة بين البلدين، مشيراً إلى أن بيانات وكالة التنمية الوطنية للاستثمار، أفادت بتركز الاستثمارات الإماراتية في الجزائر خلال الفترة 2002-2014 في مجالات السياحة والصناعة، والتي تمثل، على التوالي، مقارنة مع المستوى العالمي من الاستثمارات الأجنبية، 73٪ و25٪ في القيمة المالية، وحققت تلك الاستثمارات 61٪ و31٪ من فرص العمل بالدولة، مشيراً إلى وجود عدد من المشاريع الصناعية الجاري التفاوض بشأنها بين مستثمرين في كلا البلدين. متوقعاً مزيداً من آفاق التعاون الواعدة والمثمرة فيما يتعلق بالاستثمارات والشراكات الاقتصادية بين البلدين. وقال بوشوارب إن 2014 شهد تحديد 105 مشاريع استثمارية عبر شراكات من خارج الدولة بإجمالي استثمارات متوقعة في حدود 2 مليار دولار من المتوقع أن تولد أكثر من 18 ألف فرصة عمل عبر هذه المشاريع، طبقاً لإحصائيات الوكالة الوطنية لتشجيع الاستثمارات في الجزائر. وأشار بوشوارب إلى أن الجزائر أحد الاقتصادات الناشئة في قلب البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا وفي مركز المغرب العربي، وهي الأقرب إلى أوروبا. كما تعد بوابة لإفريقيا، القارة الأكثر ديناميكية مع نمو سنوي يزيد على 5٪، مضيفاً أن الجزائر لديها مزايا تنافسية جاذبة للاستثمار الأجنبي المباشر بشكل عام والاستثمارات الإماراتية بشكل خاص. وأضاف أن هذه المزايا تكمن أساساً في استقرارها، وسوقها القوي وإمكانياتها الهامة والفرص الاستثمارية الواعدة، وموقعها الجغرافي الاستراتيجي، ومؤشرات الاقتصاد الكلي المواتية مع معظم تكاليف الفائدة من عوامل الإنتاج، ووفرة الموارد الطبيعية، والنظام الضريبي المعقول ومعظم ترتيب الحوافز لمنح المزايا ودعم الاستثمار، لاسيما من حيث الحوافز الضريبية وسهولة الوصول إلى الاقتصاد والعقارات والوظائف. وتابع أن هذه المزايا تسمح بتحقيق ربحية جيدة ودورة سريعة للعائد على الاستثمار، فضلاً عن التدابير التنظيمية الداخلية لحماية وضمان الاستثمارات وكذلك على المستوى الدولي، من خلال مصادقة وتوقيع الجزائر على العديد من الاتفاقيات الثنائية والاتفاقيات متعددة الأطراف لحماية الاستثمار، وغيرها من الاتفاقيات الدولية، وتجنب الازدواج الضريبي. ومن جهة أخرى، أكد بوشوارب أن الجزائر ستكون حاضرة في ”إكسبو 2020” دبي من خلال الجناح الجزائري، حيث أنها سوف تكون ممثلة بقوة، خاصة بين مجتمع الأعمال والشركات والمستثمرين الذين يأملون في بناء علاقات قوية وشراكات مثمرة مع نظيراتها الأجنبية والإماراتية على وجه الخصوص. وقال وزير الصناعة والمناجم إنه وعلى الرغم من التقلبات في سوق النفط فقد أظهرت الجزائر مؤشرات اقتصادية صحية خلال السنوات الأخيرة. وسجل الاقتصاد الجزائري لأكثر من عقد من الزمان نمواً إيجابياً على الرغم من الأزمة التي يعاني منها العديد من الدول. وذكر بوشوارب أن الإمارات الشريك العربي الرابع للجزائر وفقا لأرقام 2013. إذ سجلت صادرات الجزائر إلى الإمارات نحو 41 مليون دولار في 2013، مقابل 7 ملايين دولار في 2012. وجاء النفط الخام والمنتجات غير الهيدروكربونية الأخرى، ومنها السكر على رأس الصادرات، فيما ارتفعت الواردات من الإمارات إلى 849 مليون دولار في 2013 مقارنة ب 260 مليون دولار في 2012 ومن أهمها البولي ايثلين والمواد الكيميائية والحديد والصلب.