بعيدا عن وعود الدبلوماسيين والمسؤولين الفرنسيين بمنح مكانة الأفضلية للجزائر والعمل على التوصل إلى شراكة استثنائية معها مع التركيز على البعد الانساني، استثنت فرنساالجزائر من قرار تقليص مدة منح التأشيرة لرعايا عدد من الدول، وهو القرار الذي لقي انتقادا حتى من قبل نقابة عمال الخارجية الفرنسية بسبب إهماله للعلاقات العريقة بين الجزائروفرنسا وطول إجراءات منح التأشيرة الفرنسية للجزائريين. غابت الجزائر عن قائمة عشر دول أقرّت فرنسا تسهيل إجراءات الحصول على التأشيرة لرعاياها لأسباب غير مفهومة رغم أن القائمة ضمت وستضم دولا عربية إسلامية على غرار السعودية وقطر والبحرين وعمان، وكان الوزير الأول الفرنسي إدوارد فيليب قد كشف عن قرار سلطات بلاده منح التأشيرة في ظرف لا يزيد عن 48 ساعة لقائمة جديدة من الدول لرعايا عدد من الدول ومنحهم امتيازات في المطارات لتسهيل دخولهم قصد تطوير السياحة ويتعلق الأمر بروسيا، تايلاندا والفلبين، كمبوديا، بالإضافة إلى أندونيسيا والهند، على أن تتوسع القائمة السنة القادمة لتشمل السعودية والفيتنام. عبر الأمين العام للكنفدرالية العامة للعمل بوزارة الخارجية الفرنسية فالري جاك ديكلو عن استيائه من سياسة التأشيرات التي تعتمدها سلطات بلاده والسياسة التفضيلية التي ترتكز الدبلوماسية الاقتصادية، وتهمل عراقة علاقات فرنسا ببعض الدول على غرار الجزائر، ونقلت مصادر إعلامية فرنسية عن النقابي الفرنسي أن الرعايا الجزائريون ينتظرون ستة أشهر للحصول على التأشيرة بالإضافة إلى عمليات الاحتيال الواسعة التي تعرض لها مؤخرا الجزائريون طالبي التأشيرة الفرنسية من قبل مركز خدمات استقبال ملفات التأشيرة ”تي أل أس كونتاكت” والتي تسببت في وقف المواعيد المتعلقة بإيداع ملفات طلب التأشيرة إلى غاية جانفي من السنة المقبلة، ووصف المتحدث سياسية بلاده فيما يتعلق بالتأشيرات بالاختيار السيئ، خاصة قرار تقليص مدة منحها إلى 48 ساعة لرعايا بعض الدول وهو ما من شأنه التأثير على الجانب الأمني بالنظر إلى التركيز على العدد بدلا من الوثائق المقدمة في وقت انتشر فيه التزوير والاحتيال لدى بعض الخواص المكلفين بخدمة استقبال ملفات التأشيرة الفرنسية.