الشيخ عبد الرحمن شيبان يؤكد أن الإسلام دين تراحم ، تسامح و تعايش سلمي

في آخر لقاء فكري بالمكتبة الوطنية لشهر رمضان

أكد الشيخ عبد الرحمن شيبان رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في محاضرة نشطها أول أمس بالمكتبة الوطنية تحت عنوان" قيم التسامح و السلام في الدين الاسلامي" أن الإسلام دين حب و تراحم و تسامح و تعايش سلمي. وأضاف الشيخ شيبان في هذه المحاضرة التي تعد الأخيرة في سلسلة الندوات الفكرية التي تنظمها المكتبة الوطنية لشهر رمضان الكريم" أن الشريعة الاسلامية هي شريعة تدعو إلى السلم و التسامح و يكفي في ذلك أن النبي وصفه ربه أنه رحمة للعالمين فرسالته تتلخص في الرحمة و السلام". وأشار المحاضر أيضا أنه حينما دخل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلى مكة فاتحا و دانت له الأمور لم يستعمل السيف و ما انتقم لنفسه قط بل قال لهم "اذهبوا فأنتم الطلقاء" وذلك لأن آيات القرآن الكريم تدعو إلى التسامح والسلم، وهو ما ساهم في انتشار هذه الشيم الحميدة في المجتمعات العربية والاسلامية ". كما نوه الشيخ العلامة إلى أنه" حري بالأمة العربية و الاسلامية أن تمكن قيم التسامح من الانتشار في ربوعها و بذلك تختفي من مجتمعاتنا الكثير من سلوكات العنف و التوترات التي أضعفت شوكتنا وسمحت للأعداء أن يتربصوا بنا". من جهته تطرق بوعمران الشيخ رئيس المجلس الأعلى الاسلامي إلى التسامح عند الأمير عبد القادر الذي تبلور فيه السلوك الاسلامي على حقيقته والذي اشتهر بالتسامح والحوار مع خصومه. كما أضاف بوعمران أن " من أعظم مظاهر التسامح و الرفق اللذين أظهرهما الأمير عبد القادر كانت في طريقة تعامله مع الأسرى الفرنسيين فحينما لم يستطع توفير القوت ل 94 أسير فرنسي أطلق سراحهم فعادوا إلى معسكرهم آمنين " مضيفا أن "الأمير بفعله هذا إنما كان يطبق تعاليم الإسلام الحنيف". كما أشار نفس المتحدث أن" الأمير عبد القادر سار في الاتجاه الذي سار فيه الرسول الكريم والخلفاء الراشدون من بعده، وعمل جاهدا من أجل توطيد قيم التسامح حتى بين المسلمين والمسحيين". وقد حضر أثناء هذه المحاضرة وزير الشؤون الدينية و الأوقاف بو عبدالله غلام الله الذي شكر القائمين على هذه المحاضرات بالمكتبة الوطنية على الجهود المبذولة، داعيا في نفس الوقت إلى عقد المزيد من اللقاءات والمنتديات. كما أكد الوزير على ضرورة إحداث نهضة فكرية من طرف المفكرين الذين لابد لهم أن يعملوا جاهدين من أجل دفع المنظمين إلى عقد مثل هذه اللقاءات الفكرية والعلمية و الأدبية . و من جهته صرح الدكتور أمين الزاوي المدير العام للمكتبة الوطنية أن هذه المحاضرة هي" الحلقة الأخيرة من جلسات شهر رمضان بالمكتبة الوطنية، وأن كل المحاضرات التي ألقيت خلال هذا الشهر الفضيل سوف تطبع وتنشر في كتاب للاستفادة من المحاضرات و المناقشات التي دارت بها". كما أشار أن هذه المحاضرات لن تتوقف بل ستتواصل بعد العيد مباشرة، و ستستضيف المكتبة الوطنية عدة شخصيات أدبية و فكرية من بينها الباحث أدونيس .