واختيار هذا التاريخ تحديدا لم يكن صدفة حسب ما أفاد به نائب مدير مصلحة صحة الطفل والأم بوزارة الصحة، فورار جمال، وإنما لتتزامن العملية مع الأيام المغاربية للتلقيح المصادفة ل11 أكتوبر من كل سنة، مشيرا إلى أن اللقاح الجديد مضاد للإصابة بالتهاب السحايا و الالتهابات الرئوية لحماية صحة الطفل أقل من خمس سنوات و تعزيز مناعته، إضافة إلى تجنب التكاليف الباهظة للتكفل بالمرض عند الإصابة بأحد هذه الفيروسات. 95 مليار سنتيم ميزانية التلقيح ل 2008 و أضاف المتحدث أن جدول التلقيح غير ثابت فهو يتغير كلما اقتضت الضرورة بإدراج لقاحات جديدة على غرار التلقيح الجديد ضد التهاب السحايا و الالتهابات الرئوية. و أشار المتحدث إلى أن التلقيح يمس الأطفال ابتداء من بلوغهم الأشهر الثلاثة من عمرهم، أي أن أول دفعة للأطفال الملقحين به ستكون من مواليد 11 جويلية 2008 في حين يتابع المولودين قبل هذا التاريخ تلقيحاتهم وفق الجدول القديم دون اللجوء إلى جدول استدراكي. و صرح السيد فورار أن وزارة الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات رصدت لهذا اللقاح ما قيمته 70 مليار سنتيم سنويا لترتفع بذلك الميزانية العامة لجدول التلقيح الجديد لسنة 2008 إلى 95 مليار سنتيم، لتوفير حوالي ثلاثة ملايين و 800 ألف جرعة لقاح . قد عرفت الجزائر تراجعا ملحوظا لعدد لحالات إصابة جديدة سنويا بالتهاب السحايا حيث انتقل من نسبة 7.16 لكل 100 ألف ساكن سنة 2000 إلى 1,87 حالة لكل 100 الف ساكن سنة 2007 . 700ألف حالة وفاة سنويا في العالم سببها فيروس " الهيموفليوس الانفلونزي" و كانت منظمة الصحة العالمية قد صرحت أنه استنادا الى دراسات معمقة أجريت في أماكن عديدة من العالم أظهرت أن الإصابة بفيروس " الهيموفليوس الانفلونزي ب" سبب رئيسي في حالات الإصابة بالتهاب السحايا و الالتهابات الرئوية ، كما يشكل سببا رئيسيا في وفيات الأطفال في العالم. أما في البلدان السائرة في طريق النمو فيمثل الفيروس السبب الأول للوفاة بالتهاب السحايا و السبب الثاني للوفاة بالاتهابات الرئوية، والفيروس مسؤول عن ثلاثة ملايين إصابة خطيرة في العالم و يتسبب في وفاة ما بين 400 ألف و 700 ألف شخص سنويا معظمهم أطفال دون الخامسة من العمر. و يتعرض بين 3 و 5 بالمائة من الأطفال إلى خطر الاصابة بالفيروس، و تصل النسبة إلى 50 بالمائة لدى الأطفال الذين يعيشون في بيئة محفزة لانتشار الفيروس الذي يعتبر العطاس و السعال أهم طريقتين للعدوى، حيث تنتقل البكتيريا عن طريق الإفرازات الهوائية فتقذف القطيرات في الهواء و يستنشقها الشخص السليم فيصاب بالعدوى. و تظهر عواقب المرض في 28 بالمائة من حالات التهاب السحايا ب" الهيموفليوس الأنفلونزي ب " و تتمثل العواقب في فقدان السمع في 20 بالمائة من الحالات، واضطراب النطق في 15 بالمائة منها، و 11 بالمائة منها تؤدي إلى تخلف ذهني، إضافة الى تسجيل تأخر في التطور الحركي لدة 7 بالمائة من الحالات.