المتظاهرون يصفعون المراهنين على فشل الحراك في رمضان تواصلت، أمس وللجمعة ال12 على التوالي، بالجزائر العاصمة ومختلف ولايات الوطن، المسيرات الشعبية السلمية المطالبة بالتغيير الجذري وبرحيل جميع رموز النظام، وهذا في أول جمعة رمضانية. فبالجزائر العاصمة، وبالرغم من حرارة الطقس وتزامن الجمعة مع اليوم الخامس من شهر رمضان المعظم، إلا أن المواطنين ومثلما جرت عليه العادة، تجمعوا بالساحات والشوارع الكبرى، لاسيما البريد المركزي وأول ماي، قادمين اليها من مختلف الاحياء، رافعين مجددا مطالب تدعو الى إحداث التغيير الجذري وإرساء نظام ديمقراطي حقيقي. وقد أبدى المتظاهرون، الذين تزايدت أعدادهم نسبيا بعد صلاة الجمعة، تمسكا بذات المطالب التي رفعوها خلال الاسابيع الماضية، لاسيما رفض الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 4 جويلية، وكذا رحيل الباءات الثلاثة (بن صالح، بدوي وبوشارب) ومحاسبة المتورطين في قضايا الفساد، والتأكيد على وحدة الشعب والتراب الوطني. وقد عرفت الشعارات التي رددها المشاركون في المسيرة، التي جابت عدد من الأحياء بوسط المدينة، تحولا كبيرا تماشيا مع الأحداث السياسية ومنها بالخصوص صائمون صامدون ، ديڤاج حكومة بريولاج ، سلمية سلمية . ووقف العشرات من المتظاهرين أمام البريد المركزي دقيقة صمت على ضحايا مجازر 8 ماي 1945 التي ارتكبها المستعمر الفرنسي بسطيف وڤالمة وخراطة، وغيرها من المناطق آنذاك. ومن قلب الجزائر العاصمة، صدع آلاف الجزائريين بصوت واحد الجزائريين خاوة خاوة ، إضافة إلى الشعارات التي رفعوها والتي تمثل رسالة واضحة الى كل من يحاول تشتيت تركيز الحراك الشعبي وتقسيم الجزائريين، وتثبث محافظة الجزائريين على وحدتهم، ووحدة مطالبهم وهي رحيل رموز النظام. ومثل الجمعات الفارطة، رفع المحتجون شعارات حملت المطالب التي تتكرر منذ أول مسيرة، وأخرى جديدة تتناسب والمستجدات الأخيرة التي شهدتها الساحة السياسية بحر هذا الأسبوع، والتي تصب كلها في خانة محاربة الفساد وأهله والدعوة إلى فتح المجال أمام الطاقات الوطنية الحية التي تتمتع بالنزاهة والكفاءة لحمل المشعل. وردد المتظاهرون بالعاصمة ومختلف ولايات الوطن شعارات تطالب بالتغيير الجذري والشامل للنظام وبناء دولة الحق والقانون، تطبيق أحكام الدستور وكذا احترام إرادة الشعب ومحاربة الفساد، بالإضافة الى رفض التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي للبلاد، والعمل على تطبيق المادة 07 من الدستور التي تشير إلى أن الشعب هو مصدر كل السلطات. كما أشاد المتظاهرون، خلال هذه المسيرات الشعبية، بالجيش الوطني الشعبي وبدوره في الحفاظ على استقرار البلاد وحماية ترابها ووحدتها الوطنية، حيث رفع المتظاهرون شعار الجيش الشعب.. خاوة خاوة . وتأتي مسيرات هذه الجمعة بعد قرابة أسبوع من إصدار قاضي التحقيق لدى المحكمة العسكرية بالبليدة الاحد الماضي، أوامر بإيداع كل من عثمان طرطاڤ ومحمد مدين والسعيد بوتفليقة الحبس المؤقت بتهم المساس بسلطة الجيش و المؤامرة ضد سلطة الدولة ، وكذا الامر الذي صدر من طرف ذات المحكمة الخميس بإيداع لويزة حنون، الامينة العامة لحزب العمال، الحبس المؤقت أيضا، في إطار إستكمال التحقيق بشأن الوقائع المذكورة.