تطالب جمعيات ناشطة في مجال المرافقة والمساعدة في المنزل لذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين على مستوى ولاية الجزائر، بإنشاء مركز استقبال يضمن تنظيم العمل الميداني من أجل تكفل أحسن بهذه الفئة الهشة. ويضمن هذا المركز في حال تجسيده، حسب رئيسة جمعية مشعل الشباب لبلدية جسر قسنطينة، سماح شنوف، تنظيم العمل الميداني للجمعيات الناشطة في إطار التكفل المؤسساتي وتعزيز بقاء المسنين في وسطهم العائلي، الذي أطلقته وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المراة، وكذا تعزيز التعاون بين المجتمع المدني ومختلف القطاعات المعنية بالمشروع. وتقترح شنوف، في هذا الباب، إطلاق تجريبي لمركز يستقبل المسنين أو المعاقين طيلة اليوم، لتمكين أهاليهم من مزاولة أعمالهم، ويتم تسييره وفق قانون داخلي يضمن، حسبها، كرامة المسن أو المعاق ويلزم العاملين من مساعدين اجتماعيين ومرافقين بالتكفل الصحيح بهذه الفئة الهشة من المجتمع. وتوعز الناشطة الجمعوية مطلبها إلى الصعوبات الميدانية التي تواجه الفاعلين في العملية، وعلى رأسها، تضيف، إيجاد مرافقات اجتماعيات ذات ثقة ومسؤولية وضمان راتب شهري دائم لهن والذي عادة ما يتجاوز 20.000 دج. وأكدت ذات المسؤولة، أن المرافقة والمساعدة في المنزل لذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين هو مشروع ممول من قبل وزارة التضامن والأسرة، ويهدف إلى ادماج المسنين في المجتمع وإبقائهم في العائلة، ناهيك عن تقوية صلة التضامن والروابط العائلية والاجتماعية وضمان التكفل الصحي والنفسي للمعاقين والمسنين. ورغم أهمية هذه الأهداف، حسب ذات المصدر، إلا أن ضمان الأمان والمرافقة لهؤلاء مهمة صعبة، إذ أثبتت تجربة العمل الميداني، حسبها، من 2017 إلى 2019 عدم قدرة الجمعيات لوحدها في تلبية متطلبات هذه الفئة الهشة من المجتمع، مشيرة إلى أن جمعيتها استفادت في 2017 من تمويل قدر ب300 مليون سنتيم. وبعد نجاح العملية، تم تدعيم المشروع بميزانية تكميلية في نفس السنة بقيمة 400 مليون سنتيم. لكن بعد انخفاض الدعم (50 مليون سنتيم في 2018 فقط)، أضحت جمعية مشعل الشباب تعتمد أكثر على امكاناتها الخاصة للتكفل بقائمة الانتظار التي تحصي أزيد من 150 معاق ومسن موزعين على مختلف البلديات، ينتظرون إعانات مادية وطبية ومرافقة نفسية. يذكر أن وزارة التضامن الوطني رصدت، خلال السنة الجارية 2019، مبلغ مالي قدره 408 مليون دج من الصندوق الخاص للتضامن، لتغطية عدد من العمليات التضامنية الموجهة لهذه الفئة، من بينها 144 مليون دج لتمويل تدابير الإعانة والتكفل الخاص بالأشخاص المسنين بالمنزل، حسب ما تم الإعلان عنه مؤخرا بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص المسنين شهر أكتوبر المنصرم. وتواصل كل من هذه الجمعية عملها رفقة جميعة نجوم الشباب ببلدية الجزائر الوسطى، في مراجعة قوائم المعوزين على مستوى مديرية النشاط الاجتماعي لولاية الجزائر، وكذا التقرب من اللجان الخاصة بالمجالس الشعبية البلدية لرصد الحالات المستعصية. ويؤكد من جهته خالد عمارة، أمين خزينة نجوم الشباب ، أن واقع التكفل بالمعاقين والمسنين يحتم على المجتمع الجمعوي التركيز على أحياء بعينها، مثل الحي القصديري فريحة و1 نوفمبر ببلدية الرحمانية غرب الجزائر العاصمة، لتقديم إعانات مادية. وقد عاين أعضاء الجمعية حالات لمعاقين حركيا وعجائز يعشن لوحدهن هم بحاجة إلى كراسي متحركة وحفاظات للكبار وترتيب مواعيد طبية في العيادات المتعددة الخدمات أو المستشفيات، علاوة على ضمان نقلهم.