عودة حلقات المداح إلى مدينة تيسمسيلت

بعد التناقص الكبير الذي شهدته في السنوات الأخيرة

تميّزت فعاليات الطبعة الحادية عشر للمهرجان الوطني للشعر الشعبي والأغنية البدوية الذي إختتم أول أمس بتيسمسيلت، بإقامة حلقات المداح بالساحات العمومية لعاصمة الولاية. وتساهم هذه التظاهرة الثقافية في عودة حلقات المداح إلى الأسواق الشعبية والساحات العمومية لمدينة تيسمسيلت، علما بأن هذه العادة الشعبية الأصيلة قد شهدت تناقصا كبيرا خلال السنوات الأخيرة بعاصمة الونشريس. ويقوم بتنشيط هذه الحلقات المندرجة ضمن برنامج مهرجان الشعر الشعبي والأغنية البدوية، عدد من شعراء القصيدة الملحونة المتمثلين في هني بن عمر وبوكنين محمد من تيسمسيلت وولد الهواري ومحمد السوقري والشيخ حمزة من تيارت والشيخ إبراهيم من معسكر والشيخ البصري من ولاية عين الدفلى. وقد تركزت مواضيع هذه الحلقات في مدح النبي صلى الله عليه وسلم والأولياء الصالحين، إلى جانب سرد قصص واقعية عن أبطال ثورة التحرير المجيدة والأحداث التي عاشتها مناطق عدة من الجزائر خلال الحقبة الاستعمارية. وما يميز هذه الحلقات أن كل مداح يستعمل صوته وحركاته وتنقلاته من أمام المتفرجين ويساعده في ذلك القصاب (عازف الناي) الذي يعزف مقاطع حزينة تتناسب مع القصيدة الشعرية الملحونة التي يلقيها المداح. وتشهد هذه الحلقات خلال أيام المهرجان حضور جمهور غفير من محبي المدائح الدينية والإستماع إلى الأنغام البدوية الأصيلة. من جهته، أشار محافظ المهرجان الوطني للشعر الشعبي والأغنية البدوية، محمد داهل، بأنه (قد ارتأينا إدراج حلقات المداح إلى فعاليات هذه التظاهرة، وذلك بهدف انفتاح المهرجان على الجمهور الواسع وإحياء لعادة مداح الأسواق الشعبية الذي ذاع صيته بعاصمة الونشريس خلال السنوات الماضية). وبدوره أبرز الشاعر قاسم شيخاوي الذي يعد من أبرز الأسماء اللامعة ببلادنا في مجال الشعر الشعبي بأن (المداح كان بأسواق ولاية تيسمسيلت يكثر من الدعاء للمرضى والصحة للجميع وكانت دعواته مقبولة وفيها نية كبيرة لدى المستمع وكان يقابلها جمع الأموال للعائلات الفقيرة). واختتمت فعاليات المهرجان الوطني ال11 للشعر الشعبي والأغنية البدوية المنظم من طرف مديرية الثقافية، بإقامة حفل فني يتخلله الإعلان عن الفائزين في المسابقة الخاصة بالشعر، استنادا إلى المنظمين. وعرفت التظاهرة مشاركة حوالي 35 فرقة في الغناء البدوي وأزيد من 70 شاعرا من 37 ولاية.