أقدم العديد من أولياء التلاميذ عبر مختلف مناطق وبلديات العاصمة على تشكيل لجان فيما بينهم للتكفل بالمدارس الابتدائية التي يدرس بها أبناؤهم، من حيث تجديد أثاث الأقسام من طاولات وكراسي والتي تعود للعهد الاستعماري وقسمت ظهور التلاميذ إلى جانب إعادة تهيئة المراحيض وحنفيات مياه الشرب، وذلك بعد أن يئسوا من إمكانية تكفل البلديات بهذه المؤسسات التي تفتقد لأدنى الشروط للسير الحسن للدراسة. في الوقت الذي لايزال فيه العديد من تلاميذ المدارس الابتدائية على مستوى العاصمة خاصة بالمناطق الغربية للولاية يعانون الأمرّين، بتحمل الجلوس على كراسي متعبة والكتابة على طاولات لا تفي بحق التحصيل البيداغوجي اللائق، لم يجد أولياء تلاميذ هذه المدارس سبيلا أمامهم سوى تشكيل لجان فيما بينهم والتكفل بأنفسهم ومن مالهم الخاص بالنقائص المسجلة على مستوى المؤسسات التربوية، خاصة بعد تنصل رؤساء البلديات من مسؤولياتهم الممارسة من طرف البعض في عملية تجهيز الابتدائيات عن طريق الميزانية المخصصة لذلك والتي تمنحها الولاية للبلديات كل سنة، وبيروقراطية بعض رؤساء المصالح على مستوى مديريات وأكاديميات التربية، حيث تشتمل اليوم أغلب المؤسسات التعليمية عبر الوطن، بما فيها العاصمة، على عتاد تربوي قديم، بسبب ظاهرة تكسر الكراسي والطاولات التي تنتقد لأدنى المعايير المعمول بها والتي باتت عائقا يقف أمام التحصيل البيداغوجي للتلاميذ، ما يطرح العديد من التساؤلات حول وجهة الأموال الطائلة التي وفرتها الدولة لإعادة تجهيز المؤسسات التربوية بأثاث لائق ذو نوعية جيدة ويتماشى مع المعايير والمقاييس المعمول بها عالميا. من جهة أخرى، أكد العديد من أولياء التلاميذ في حديث ل السياسي أن الوضعية التي يدرس بها أبناؤهم لا تشجع بتاتا على الدراسة ولا توفر لهم الأجواء المريحة للتحصيل الدراسي الجيد، ما دفع بهم إلى البحث عن سبل لتوفير أهم المتطلبات بعد تماطل الجهات المحلية في الوقوف على وضعية المدارس الابتدائية التي يفتقر عدد كبير منها على طاولات صالحة للكتابة وكراسي صالحة للجلوس، ناهيك عن النوافذ المكسورة والمراحيض التي تغيب بها أدنى شروط النظافة بالإضافة إلى غياب المياه نتيجة الحنفيات المكسورة بدورها، فيما يفتقد عدد كبير منها للتدفئة المركزية ولمخابر الإعلام الآلي وحتى التجهيزات المكتبية فيما كانت عمليات الترميم التي تمت بالبعض منها رديئة وغير مطابقة للمواصفات التقنية. وعلى غرار باقي بلديات العاصمة أقدم أولياء تلاميذ إحدى المدارس الابتدائية المتواجدة بحي 294 مسكن ببلدية بئرتوتة على التكفل بأنفسهم ومالهم الخاص على اقتناء عتاد جديد من طاولات وكراسي للتلاميذ، فيما قاموا أيضا بإعادة تركيب حنفيات جديدة بالمراحيض مع الإشراف على تنظيف الابتدائية وذلك بعد أن ضاقوا ذرعا بإهمال مدير المؤسسة التربوية من جهة والسلطات المحلية من جهة أخرى بالتكفل الجيد بالابتدائية من خلال ظروف دراسية أحسن للتلاميذ.