من "لفجري" إلى "المروبع".. لوحات على إيقاع المجاديف و شجن البحارة قدمت سهرة أمس الأول الفرقة القومية للفنون الشعبية القطرية بقاعة العروض الكبرى أحمد باي بقسنطينة لوحات من التراث الفني القطري تنوّعت أنغامها بين طابع الفجيري و الصوت و المروبع. و استعرضت أولى اللوحات الراقصة أجواء البحر و الحنين إلى الأهل خلال الرحلات الشاقة و التي كان يعبّر عنها البحارة بفن لفجري المتميّز بين فنون السمر الجماعية في البيئة البحرية و ما يعكسه من صور تقليدية ملخصة لكد البحارة لأجل كسب الرزق و معاناتهم التي يعبرون عنها بنصوص شعرية و أهازيج تتم على وحدات إيقاعية متتالية برز منها لون الحساوي و الحدادي و ما رفقهما من تصفيق و حركات إيمائية. و تواصلت اللوحات الاستعراضية باستعمال السيوف تارة كما في فن العرضة و الآلات الإيقاعية تارة أخرى سيّما الدف و الطار أو ما يعرف ب"المراويس"، حيث حملت الفرقة الجمهور في رحلة قلب فن الصوت و المرّوبع الذي تزينه وصلات أقرب إلى الموشح الأندلسي. و بعد الحفل أوضح ممثل الوفد الثقافي القطري خالد المعولي للنصر بأن الفنون التراثية 0القطرية كفن العرضة و لفجري والصوت و المروبع تجد صدى أكبر بالمحافل الدولية لثرائها و تميّزها، في حين باتت مهددة بالاندثار بقطر، بعد انسياق الأجيال الجديدة وراء الطبوع العصرية و تخليهم عن الموسيقى الأصيلة، ذات البعد الثقافي والتاريخي المهم، مشيرا إلى المساعي التي تقوم بها وزارة الثقافة القطرية لأجل الحفاظ على هذا التراث و الذي يتقاسمونه مع باقي دول الخليج و لو باختلافات بسيطة، تتحكم فيها خصوصية كل منطقة عن الأخرى. المستشار الثقافي بوزارة الفنون و الثقافة بقطر أعرب عن إعجابه بالمنشآت الثقافية التي تتوّفر عليها قسنطينة و بشكل خاص قاعة العروض الكبرى أحمد باي التي قال بشأنها "مثل هذه المنشآت بالفعل ترفع الرأس و على الدول العربية الاقتداء بما هو موجود بالجزائر". و للإشارة فقد تم تأجيل حفل دولة القطر إلى سهرة الخميس بعد أن كان مبرمجا سهرة الأربعاء لأسباب أرجعها المنظمون إلى تصادف الحفل و احتفال المولد النبوي الشريف الذي تفضل العائلات القسنطينية إحياءها في أجواء أسرية.