توظيف تجربة الجزائر الرّائدة لتوفير الخدمات الأساسية    سحب العقار من المتقاعسين تحفيز للاستثمار الفعلي    "قافلة الصمود" ترجمة لعمق تضامن الجزائر مع فلسطين    صعودنا مستحَق بفضل مجهودات الجميع    "الشلفاوة" يستهدفون نقاط البقاء    جمع 295 شهادة لمجاهدين عايشوا أحداث الثورة    الفنانة التشكيلية نورة علي طلحة تعرض أعمالها بالجزائر العاصمة    الاستفادة من تجربة هيئة الدواء المصرية في مجال التنظيم    وصول أول فوج من الحجاج إلى أرض الوطن    بوغالي يدعو لتوسيع الشراكة الجزائرية - الصينية    كمائن الموت تتواصل ضد الأبرياء بغزّة    قبل أيام من موعد امتحان شهادة البكالوريا..سلطة ضبط السمعي البصري تحذر من المساس بحقوق الأطفال    تعيين سفراء الجزائر بكازاخستان والسلفادور وروسيا    كرة القدم/ مباراة ودية: المنتخب الجزائري ينهزم أمام نظيره السويدي 4-3    المحاربون بوجه مشرف في الشوط الثاني    فرط النشاط وتشتّت الانتباه يجمع الأولياء والمختصين    تقنيات جراحية حديثة لمعالجة أمراض الرجال    النقش على الفضة والنحاس انعكاس لتاريخ المنطقة    الديوان الوطني للتطهير: قرابة 800 تدخل خلال أيام عيد الأضحى لضمان استمرارية الخدمة العمومية    لقاء تنسيقي حول التحضيرات لموسم المخيمات الصيفية    ضبط مواقيت عمل المؤسسات البريدية خلال الصيف    مجلة "آفاق سينمائية" : إبراز دور السينما الجزائرية في فضح الاستعمار الفرنسي    نفذتها "منظمة الجيش السري" للاستعمار الفرنسي:حرق مكتبة الجامعة المركزية عام 1962 جريمة ضد الفكر والإنسانية    تحضيرا لموسم الاصطياف.. مخطط خاص بالرقابة والتموين في 14 ولاية ساحلية    القرار يحض حاملي المشاريع غير الجاهزة.. الشروع في إلغاء مقررات الاستفادة من العقار    تحديد وزن الأمتعة المسموح به للحجاج خلال العودة    حادثة محاولة الانتحار أمام مقر وزارة العدل: إيداع 4 متهمين الحبس المؤقت    مجلة الجيش:الجزائر سترفع كل التحديات داخليا وخارجيا    العدوان الصهيوني: الهجوم على سفينة "مادلين" جزء من الإبادة الجماعية    حيداوي يدعو الجمعيات الشبانية للانفتاح على شراكات محلية ووطنية    مجلس الأمن:البوليساريو تدحض ادعاءات ممثل دولة الاحتلال المغربي    البطل سقط في ميدان الشرف يوم 6 جوان 1958..ولاية باتنة تحيي الذكرى ال 67 لاستشهاد علي النمر    موانئ: اعتماد ميناءين كنموذج أولي لتجريب استراتيجية العصرنة الجديدة    في لقاء مع السفير الصيني.. بوغالي يشيد بالعلاقات الجزائرية-الصينية ويدعو لتوسيع الشراكة    جمع جلود الأضاحي, أداة لدفع عجلة تطوير الصناعة الوطنية للجلود    مجلس الأمة: السيد بوجمعة يبرز أهمية الرقمنة بقطاع العدالة    كرة القدم / بطولة افريقيا للاعبين المحليين 2025 : مجيد بوقرة يقر بصعوبة ضبط التشكيلة النهائية    العروض الوطنية للفيلم السينمائي "محطة عين لحجر" تتواصل عبر عدة ولايات    مؤشرات الاقتصاد الجزائري تتحسّن    بطولات وتضحيات خالدة في الذاكرة الوطنية    البرتغال تُتوّج بدوري الأمم الأوروبية    حجز قرابة 1.5 مليون قرص مهلوس بباتنة    الجزائر تتحصّل على جائزة لبيتم    العدوان الصهيوني على غزة : ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 54981 شهيدا و126920 مصابا    تكريس لإرادة سياسية واضحة لحماية "ذاكرة وطن"    ضرورة تفعيل الحسابات وتحميل الملفات قبل 12 جوان    تكرس قيم الاحترافية والوطنية التي تحدو منتسبي القطاع    ورقلة : حجز أزيد من 62 ألف كبسولة من "بريقابالين"    يختطف سفينة "كسر الحصار" على قطاع غزة    تنظيم عودة أول فوج للحجاج الجزائريين إلى أرض الوطن    تتويج سيليا العاطب سفيرةً للثقافة الإفريقية 2025    "التطور الحضاري لمدينة تلمسان" محور يوم دراسي    لماذا سميت أيام التشريق بهذا الاسم    الخضر يضعون اللمسات الأخيرة    توسعة الحرم المكي: انجاز تاريخي لخدمة الحجاج والمعتمرين    ويلٌ لمن خذل غزّة..    هذه أفضل أعمال العشر الأوائل من ذي الحجة    عيد الأضحى المبارك سيكون يوم الجمعة 06 جوان 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رياض بودبوز يفتح قلبه للنصر
نشر في النصر يوم 06 - 07 - 2010

لا أفكر في مغادرة سوشو وانتظرت دعوة سعدان منذ أن استدعى غزال
صايفي عبر عن نيته في الدخول في مباراة أمريكا وقال أنه سيصنع الفارق
حاوره : صالح فرطاس
أكد اللاعب الدولي الجزائري رياض بودبوز بأنه لم يفكر إطلاقا في تغيير الأجواء، و أن العرض الأولي الذي تلقاه من نادي باليرمو الإيطالي لم يتعد حدود المقترحات، ليجزم في هذا الصدد بأن مصيره يبقى بيد مسيري نادي سوشو الفرنسي و أن الحديث عن خوض مغامرة إحترافية في الدوري الإيطالي الممتاز سابق لأوانه. بودبوز و في حوار أجرته معه النصر أوضح بأنه لا يزال بصدد قضاء عطلته السنوية، بعد المشاركة مع المنتخب الوطني في المونديال، و أنه لم يكن ينتظر مثل هذه العروض في هذا الظرف، كونه يعطي الأولوية لنادي سوشو لمواصلة مشواره الكروي، كما عرج محدثنا على مشاركة الخضر في العرس الكروي العالمي، و إعتبر تواجده ضمن التعداد الذي مثل الكرة الجزائرية في المونديال إنجازا تاريخيا بالنسبة له، سيما و ان سنه لم يتجاوز العشرين ربيعا، و قد ركز إكتشاف الخضر في المونديال على حادثة اللقاء الأخير د الولايات المتحدة الأمريكية و أمور أخرى نقف عندها بالتفصيل في هذا الحوار.
في البداية ما مدى صحة الأخبار التي تم تداولها نهاية الأسبوع و التي تحدثت عن إمكانية إنتقالك إلى نادي باليرمو الإيطالي ؟
الحقيقة أنني بصدد قضاء عطلتي السنوية بدبي الإماراتية، و ليس لدي أي علم بالأخبار التي تداولتها كل الصحف بخصوص نوايا نادي باليرمو الإيطالي للإستفادة من خدماتي بداية من الموسم القادم، لأن الكرة في معسكر إدارة نادي سوشو الفرنسي و مصيري ليس بيدي، كوني مرتبط بعقد مع هذا الفريق فضلا عن أنني مرتاح في سوشو، و لا اعتقد بان الظرف مناسب لتغيير الوجهة، إلا إذا قررت اللجنة المسيرة للنادي إعارتي أو بيع عقدي، و في هذه الحالة ستأخذ المعطيات مجرى آخر، رغم أنني اعتبر هذا الطرح جد مستبعد لأن المكتب المسير أو الطاقم الفني لم يتحدث معي إطلاقا بشان هذه القضية، و عودتي إلى فرنسا مقررة نهاية الأسبوع الجاري للشروع في التحضير للموسم القادم.
لكن ألا ترى بأن اللعب في الكالشيو الإيطالي سيعبد الطريق أمامك للنجومية و تقمص ألوان أكبر النوادي في القارة الأوروبية ؟
شخصيا أعتبر حديثا من هذا القبيل أمر سابق لأوانه، لأن نادي باليرمو الذي أدرج إسمي ضمن قائمة العناصر المقترحة لتدعيم تعداده لم يتقدم بأي عرض رسمي، و بالتالي فإنني أفضل عدم تركيز إهتمامي في الوقت الراهن على هذه القضية التي لم تتعد تطوراتها أعمدة الجرائد و الصحف، رغم أن الإنتقال للعب في الدوري الإيطالي يبقى بمثابة الحلم الذي يراود أي لاعب، لكن " كل شيء بالمكتوب "، و أنا حاليا مرتاح في نادي سوشو و غير متحمس لتقمص ألوان فريق آخر، رغم أنني وضعت البطولة الإنجليزية ضمن أولوياتي المستقبلية في مشواري الإحترافي، لكنني أفضل أن تسير الأمور مرحلة بمرحلة، و عندما أكون جاهزا لخوض مغامرة في أينادي أوروبي فإن إدارة نادي سوشو لن تتردد في دراسة العرض بجدية.
عرض باليرمو يعد بمثابة صفحة جديدة بالنسبة لبودبوز و مستقبله الإحترافي. هل لذلك علاقة مباشرة بمشاركتك مع المنتخب الجزائري في مونديال جنوب إفريقيا ؟
الأكيد أن انضمامي للمنتخب الجزائري بداية من تربص سويسرا لم يكن بنية السعي للتألق في المونديال و البحث عن العروض المغرية بعد هذا الحدث الكروي العالمي، لأن تقمص الألوان الجزائرية ظل الحلم الذي يراودني منذ الصغر، و قد حفزي لذلك أفراد أسرتي، و قد انتظرت بفارغ الصبر اللحظة التي أتلقى فيها الإستدعاء الرسمي للمشاركة في تربص المنتخب الجزائري، و لم أتردد في تلبية نداء الواجب الوطني، حيث لم يكن لموافقتي على اللعب للخضر علاقة بتأهل المنتخب إلى المونديال، و قد إنتظرت دعوة الشيخ سعدان حتى قبل إنطلاق المرحلة الأخيرة من التصفيات، لما تم إستدعاء غزال للمشاركة في اللقاء الودي ضد البينين بالبليدة، لأن أطرافا من الفاف تحدثت معي بشأن قضيتي و أعربت حينها عن إستعدادي للعب للمنتخب الجزائري دون شرط أو قيد. أما بخصوص سؤالكم فإنني لم أكن أعلم بأنني سألعب كأساسي أو احتياطي، و قد شاركت في المباراة الثانية ضد المنتخب الإنجليزي ضمن التشكيلة الأساسية، و لا أعتقد بان مسؤولي نادي سيحكمون على مردودي المقدم في مقابلة واحدة للكشف عن نواياهم في الإستفادة من خدماتي، و مع ذلك فإنني لا أنكر الجميل و أؤكد بأن تواجدي ضمن تعداد الخضر في المونديال سيساعدني كثيرا في مستقبلي الكروي و مشواري الإحترافي، لأن المشاركة في نهائيات كأس العالم حلم يراود أي لاعب، و هنا أود أن أوضح أمرا مهما...
تفضل.. ما هو ؟
كما سبق و أن قلت فإن إنضمامي للمنتخب الجزائري لم يكن مربوطا بالتأهل إلى المونديال، بدليل أنني إنتظرت الإستدعاء الرسمي منذ فيفري 2009، و كم تمنيت المشاركة مع الخضر في نهائيات كأس أمم إفريقيا التي أقيمت مؤخرا بأنغولا، لكن خيارات الشيخ سعدان أجبرني على الإنتظار إلى غاية شهر ماي الفارط لتحقيق الحلم الذي راودني شخصيا و ظل بمثابة الأمنية التي تعلق بها كثيرا والدي، رغم أنني أعتبر الدعوة التي تلقيها قبل شهر من إنطلاق فعاليات المونديال مكافأة لي، لأن التواجد ضمن التعداد الذي دافع ع الألوان الوطنية في أهم و أكبر منافسة كروية على الصعيد العالمي دليل قاطع على الثقة الكبيرة التي وضعها فينا المدرب سعدان و كذا مسؤولي الفاف، لأن الإعتماد على سبعة وجوه جديدة في المونديال ليس بالأمر السهل، لكن السياسة المنتهجة من طرف القائمين على تسيير شؤون الكرة في بلادنا كانت مبنية على أسس سليمة و ذلك بالنظر إلى المستقبل من زاوية التفاؤل، و قد كنت من المحظوظين عند ظفري بمكانة ضمن التشكيلة التي مثلت الجزائر في المونديال.
هل معنى ذلك بأنك كنت سترفض اللعب للجزائر في حال عدم إستدعائك للمونديال، خاصة و ان بعض الأخبار تحدثت عن إمكانية تقمصك ألوان منتخب فرنسا ؟
كلا.. لأن موافقتي على اللعب للمنتخب الجزائري لم تكن قرارا فرديا أو شخصيا، و إنما قرار كل العائلة، و لم أتردد و لو لحظة واحدة في تلبية الدعوة التي وجهها لي المدرب سعدان، و الحقيقة التي اكشفها عبر جريدتكم بهذه المناسبة أنني لم أكن أتوقع ان أتلقى دعوة للمشاركة مع الخضر في نهائيات كأس العالم، لأن كل المعطيات الأولية كانت توحي بإمكانية الإعتماد على نسبة كبيرة من التعداد الذي شارك في دورة أنغولا، خاصة و ان النتيجة كانت إيجابية إلى أبعد الحدود، إضافة إلى قضية الإنسجام الكبير الموجود بين اللاعبين و الطاقم الفني، و عليه فقد كنت أنتظر الدعوة الرسمية للعب للمنتخب الجزائري بعد نهاية المونديال، من دو أن أفكر إطلاقا في إمكانية تقمص ألوان المنتخب الفرنسي الأولمبي، لأن كل الأخبار التي تداولتها الصحافة قبل كشف الشيخ سعدان عن التعداد الرسمي الذي شارك في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة لم يكن لها أي تأثير على معنوياتي، لأنني شاب في سن العشرين و كنت على يقين بأن الفرصة التي أنتظرها بفارغ الصبر ستأتي، لذا فإنني لم أندم إطلاقا على الفترة التي قضيتها في حالة ترقب قصوى للدعوة الرسمية، و الجزائر لها مكانة مميزة في قلبي، و لا يمكن أن أربط مصيري مع المنتخب بعلاقتي ببلدي الأم، لأن الدفاع عن الألوان الجزائرية حلم ليس في متناول أي مغترب، و كم كانت الأجواء العائلية كبيرة عن تأهبي للتنقل إلى سويسرا للمشاركة في أول تربص مع الخضر تحسبا للمونديال.
نلمس في حديثك تسلحا كبيرا بالروح الوطنية، فهل أنك تأثرك بتواجدك مع المنتخب طيلة شهر، أم أن هناك بعض الحالات التي ألقت بظلالها على معنوياتك ؟
العيش في الغربة و المهجر يزيد من توطيد علاقة المواطن ببلده الأصلي، و الجزائريون خطفوا الأضواء منذ نجاح الخضر في إقتطاع تأشيرة التأهل إلى المونديال، لأن هذا الإنجاز جعل الراية الوطنية ترفرف عاليا في سماء كل المدن الفرنسية و عواصم كل البلدان في العالم، و هي أمور لها تأثير مباشر على معنوياتنا نحن اللاعبين، لأن إستدعائي ضمن التعداد المعني بالمشاركة في المونديال كان شرف كبير لي، لكنه أيضا جعلني أحس بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقي، لأنني كنت أخشى صعوبة التأقلم بسرعة مع المجموعة، لكنني وجدت لاعبين ذوي خبرة ساعدوني رفقة بقية الوجوه الجديدة في الإندماج المباشر في التعداد، إلى درجة أننا لم نحس و لو لحظة واحدة بأننا جدد على المنتخب، و هو أمر لا يحدث إلا في المنتخب الجزائري ، لأن ضم سبعة لاعبين جدد إلى التعداد قبيل إنطلاق المونديال بشهر دليل ميداني قاطع على الثقة التي حظينا بها من طرف الشيخ سعدان، كما أن معايشتنا لأجواء تربصي سويسرا و ألمانيا زاد من إصرارنا و عزيمتنا على ضرورة رفع التحدي، و الروح الوطنية العالية تغذي كافة أفراد المنتخب.
هل كنت تتوقع مثل تلك الأجواء داخل النخبة الوطنية عند تلقيك الدعوة للمشاركة في تربص سويسرا ؟
الأكيد ان تلقي الدعوة الأولى للعب للمنتخب يجعل أي لاعب يمر بمرحلة إستثنائية، تحت تأثير ضغط نفسي كبير خوفا من عدم القدرة على تقديم المردود الذي ينتظره منه ملايين المناصرين و كذا الطاقم الفني، لكن و بمجرد التحاقي بالتربص تخلصت من كل الضغوطات النفسية و أصبحت مركزا على التحضير الجاد و العمل الميداني، و بذلت قصوى جهودي للظفر بثقة الناخب الوطنين و التواجد ضمن التعداد الرسمي الذي شارك في المونديال حلم لم أكن أتوقعه أن يتجسد و أنا في سن العشرين، لذا فإنني لم و لن أتردد في التأكيد على أنني فخور بجزائريتي، و اعتز بتقمصي للألوان الوطنية، ليس بحكم أن الفرصة أتيحت لي للمشاركة في نهائيات كاس العالم، و إنما لأنني أحب بلدي، و كل أبناء الجزائر، كما لا أفوت الفرصة لتوجيه نداء إلى جميع اللاعبين الشبان الجزائريين بعدم المغامرة في تقمص ألوان منتخبات أخرى، لأن الفرص ستأتي لأي عنصر لتحقيق حلمه بأن يصبح لاعبا دوليا، و أخص بالذكر في هذا المقام الثلاثي بلفوضيل، براهيمي و طافر، لأن الحديث كثر في الأشهر القلية الماضية عن نوايا هؤلاء اللاعبين في تدعيم منتخب فرنسا، رغم أنني أعتبر هذه المغامرة ليست محمودة العواقب، و من شأنها أن تحطم المشوار الكروي لأي لاعب، و ما على كل عنصر سوى التكثيف من العمل الميداني من أجل السعي للفت إنتباه الطاقم الفني للمنتخب الجزائري، لأن أبواب المنتخب تبقى مفتوحة لكل من يثبت جدارته في تقد الأفضل للتشكيلة، من دون وجود أية حساسيات أو خلفيات .
نعرج الآن على الحديث عن المشاركة الجزائرية في مونديال جنوب إفريقيا، فما تقييمك الشخصي لحصادكم في هذه المنافسة؟
لقد ظهرنا بوجه مشرف في اللقاءات الثلاثة التي لعبناها، رغم أننا لم نتمكن من تسجيل نتائج تتماشى و المردود الذي قدمناه، و ذلك يعود بالأساس إلى عامل الخبرة و التجربة، خاصة في مقابلتنا الأولى ضد سلوفينيا، حيث سيطرنا على مجريات اللعب، لكننا عجزنا عن ترجمة الفرص المتاحة إلى أهداف، قبل ان نتلقى هدفا عكس مجرى اللعب، و هي النتيجة التي أخلطت كل حساباتنا الأولية، لأننا كنا نعلق آمالا عريضة للظفر بالنقاط الثلاث لهذه المواجهة، و الهزيمة أمام سلوفينيا لم تؤثر على معنوياتنا بدليل أننا أدينا مقابلة كبيرة ضد إنجلترا و كان بإستطاعتنا الفوز، و لو أن ذلك التعثر عقد من مأموريتنا في المواجهة الأخيرة ضد الولايات المتحدة الأمريكية، لأن حسابات تلك المقابلة جعلتنا ندخل أرضية الميدان تحت تأثير ضغط نفسي كبير، على إعتبار أننا كنا مطالبين بالفوز بفارق هدفين لضمان التأهل مباشرة، و هي أمور كانت لها علاقة مباراة بالهزيمة غير المستحقة التي تلقيناها أمام سلوفينيا، و مع ذلك فإننا خرجنا من المونديال مرفوعي الرأس، بعدما مثلنا الكرة الجزائرية أحسن تمثيل رغم أننا كنا قادرين على تقديم الأفضل لو تجاوزنا عقبة سلوفينيا بسلام.
لكن خط الهجوم لم يتمكن من تسجيل أي هدف ؟
عجزنا عن التسجيل لا يعني بأننا لا نملك مهاجمين قادرين على هز الشباك، بل أن عقم الهجوم كان نتيجة سوء الطالع، و السيناريو الذي سارت على وقعه المقابلة الأولى ضد سلوفينيا كانت صورة حية على أن الحظ أدار لنا بظهره، لأننا أهدرنا أربع فرص سانحة للتهديف، تارة بفعل التسرع و نقص التركيز، و تارة أخرى بسبب براعة الحارس السلوفيني، لتكون الخاتمة بتلقي هدف من كرة شبه ميتة، و لو أننا كنا في تلك المباراة تحت تأثير ضغط نفسي كبير، لأن المنتخب الجزائري يعود إلى المونديال بعد غياب طول، و اللعب على جانب أكبر المنتخبات على الصعيد العالمي دفعنا إلى توخي الحيطة و الحذر بالسعي للظهور بوجه مشرف، دون كسب الثقة الكافية التي من شأنها عن تجعلنا نثق في إمكانياتنا بالقدرة على إحراز الإنتصار، كما أن نفس السيناريو تكرر في لقائنا الأخير ضد الأمريكان، و هي مسؤولية لا يتحملها المهاجمون بمفردهم.
و ماذا عن الحادثة المتداولة دخول صايفي في اللحظات الأخيرة من لقاء أمريكا، بعدما كنت المرشح لتعزيز خط الهجوم ؟
ما استغرب له هو أن هذه القضايا تبقى من إفتعال الصحف الجزائرية، التي لم نفهم ما إذا كانت تعمل لمساندة المنتخب أو السعي لضرب إستقراره، لأنني كنت قد حضرت الندوة الصحفية التي نشطها الشيخ رابح سعدان قبل 24 ساعة من تلك المباراة و أعلن خلالها الناخب الوطني بأنه سيقحم رفيق جبور كأساسي، و يراهن علي كجوكير في الشوط الثاني، و قد ربط ذلك بنتيجة المرحلة الأولى من المواجهة، و شخصيا لم أتأثر إطلاقا ببقائي على كرسي الإحتياط في هذا المونديال، لأننا كنا نعمل من أجل مصلحة المنتخب، و ليس المصالح الشخصية، و قد فضل سعدان إقحام غزال في بداية الشوط الثاني على أمل إعطاء ديناميكية أكثر للقاطرة الأمامية، سيما و أن فرصا عديدة أتيحت لنا في المرحلة الأولى، كما أننا بقينا نحتفظ بحظوظنا في التأهل إلى الدور الثاني، و مع مرور الدقائق و بقاء النتيجة متعادلة طلب منا المدرب القيام بحركات تسخينية من دون أن يكشف عن هوية اللاعب الذي سيدخل كبديل، و قد أعرب زميلي صايفي عن نيته في الدخول حيث أكد بأنه بإمكانه صنع الفارق و تسجيل هدف بفضل خبرته الطويلة، و هو المعيار الذي إعتمد عليه الشيخ سعدان في خياراه أثناء القيام بآخر تبديل في التشكيلة، و هنا أجزم بأنني لم أكن معنيا إطلاقا بالتغيير، و كل ما تم تداوله إشاعة لا أساس لها من الصحة، و علاقتي بصايفي وطيدة.
و ما هو موقفك الشخصي من قضية المدرب الوطني و الأصوات المطالبة بضرورة تنحية سعدان؟
بعد نهاية مقابلتنا الثالثة في المونديال كانت لنا جلسة تقييمية مع الطاقم الفني، فكان الإجماع على إيجابية المشاركة الجزائرية في نهائيات كأس العالم، لأننا كسبنا خبرة الإحتكاك بمنافسين من العيار الثقيل، كما أننا دافعنا عن الألوان الوطنية بجدية و إحتفظنا بكامل آمالنا في التأهل إلى الدور الثاني إلى غاية آخر لحظة من عمر المباراة، و قد كانت تلك الجلسة فرصة مواتية لنا كلاعبين للكشف عن دعمنا المطلق و اللامشروط للشيخ رابح سعدان، لأنه كان بمثابة الأب الروحي للتشكيلة، فضلا عن العمل الجبار الذي قام به منذ توليه المهمة، و هذا الدعم ليس ورقة ضغط على رئيس الفاف لإرغامه على التمسك بخدمات الطاقم الفني، لأن اختيار المدرب يبقى من صلاحيات رئيس الإتحادية و لا دخل لنا كلاعبين فيه، و قناعتي الخصية ان سعدان يعرف جيدا خبايا الكرة الجزائرية و يحسن التعامل من الناحية النفسية و البسيكولوجية في اللقاءات المصيرية، إضافة إلى السعي لضمان الإستقرار و الإستمرارية في العمل، لأننا سنكون بعد نحو شهرين على موعد من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا القادمة، و هي تصفيات حاسمة بالنسبة لنا، لأننا مطالبون بضمان تواجد الكرة الجزائرية بصفة منتظمة في مختلف المنافسات القارية و الإقليمية، و التحضير لتصفيات مونديال 2014 لا بد ان ينطلق من الآن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.