خبراء يدعون لعصرنة القطاع ويؤكدون

يجب تكريس العدالة الضريبية وتوسيع الوعاء الضريبي
اعتبر خبراء في الاقتصاد، أن عصرنة قطاع الضرائب ورقمنته وإعطاء الإمكانيات والصلاحيات اللازمة للموظفين في القطاع ، تمكن من رفع التحصيل الضريبي واستقطاب الأموال الموجودة في السوق الموازية ، كما أكدوا على العدالة الضريبية بين مختلف المتعاملين و توسيع الوعاء الضريبي والتخفيف من المعدلات المرتفعة في بعض القطاعات و إعادة النظر في المنظومة الجبائية على المدى المتوسط .
وأوضح الخبير الاقتصادي الدكتور حميد علوان ، في تصريح للنصر، أمس، أنه لا يمكن استقطاب الأموال الموجودة في السوق الموازية، في ظل منظومة مالية مهترئة ، تطغى عليها البيروقراطية ولا تسيرها الكفاءات، وقال إنه إذا أردنا فعلا استقطاب هذه الأموال، فيجب تغيير التشريعات القديمة جدا والمتعلقة بالمنظومة المالية، معتبرا أن هذه التشريعات الكلاسيكية ليست لها مردودية ونتائج إيجابية في الوقت الحالي مشيرا إلى ما اعتبره تسهيلات لاستثمار الأموال في الاقتصاد غير الرسمي. وأضاف الخبير الاقتصادي، أنه لما ننشئ الاقتصاد الذي يخلق القيمة المضافة والثروة وتكون فيه المنافسة متكافئة والفرص تكون لجميع الأطراف ، في هذه الحالة ترجع الثقة وينخرط الناس في هذا الاقتصاد الذي يعود بالفائدة على الخزينة العمومية .
وبخصوص الضرائب غير المحصلة، تساءل الدكتور حميد علوان لماذا لا نذهب إلى رقمنة هذه القطاع لكي تصبح المعلومة موجودة من دون أي وساطة ؟ مضيفا في السياق ذاته أن التحصيل الضريبي لا يمكن الكلام عنه في اقتصاد غير رسمي، مشيرا إلى وجود تجارة غير مفوترة ، ويرى أن التحصيل الضريبي في الجزائر يعتبر الأضعف في منطقة المغرب العربي وحتى في إفريقيا .
ومن جهة أخرى، أشار الدكتور حميد علوان، إلى ضرورة وجود عدالة ضريبية بين المتعاملين، بالإضافة إلى أهمية توسيع الوعاء الضريبي والتخفيف من المعدلات المرتفعة في بعض القطاعات في بعض الأحيان، مبرزا أهمية عصرنة قطاع الضرائب ورقمنته وإعطاء الإمكانيات والصلاحيات اللازمة للموظفين في القطاع واعتماد سياسة العقاب، من أجل رفع التحصيل الضريبي واستقطاب الأموال الموجودة في السوق الموازية.
ومن جانبه، أوضح الخبير الاقتصادي الدكتور محمد حميدوش في تصريح للنصر ، أمس، أن التحصيل الضريبي يحتاج إلى تخفيض الضرائب في الوقت الحالي ، بالنسبة للأجور الضعيفة كما أكد على ضرورة إعادة النظر في المنظومة الجبائية على المدى المتوسط .
ومن جهته، أشار الخبير الاقتصادي الدكتور مبارك مالك سراي، في تصريح للنصر ، أمس، إلى أهمية إصلاح إدارة الضرائب، نظرا لإمكانياتها الضعيفة -كما قال -
وأكد الدكتور سراي على ضرورة أن يكون هناك نوع من التحسيس والإشهار والإعلام لدفع مختلف الشركات لتسوية وضعيتها الضريبية.
ويرى الخبير الاقتصادي، أنه من الصعب استعادة الضرائب مئة بالمئة ، خصوصا و أن الأغلبية من الشركات في القطاع الخاص فاشلة وهي تعاني، وبالتالي فهي لا تستطيع دفع الضرائب، مشيرا إلى أهمية ان تكون هناك تسهيلات لصالح هذه الشركات لدفع الضرائب تدريجيا .
وبخصوص الأموال الموجودة في السوق الموازية، يرى الدكتور سراي، أن هناك ما يقارب 52 مليار دولار توجد خارج نطاق البنوك والقطاع الرسمي ، وأوضح أن هناك عشرات الآلاف من الشباب يشتغلون في هذه السوق ، معتبرا أن التحسيس وتحسين الخدمات البنكية وتقديم التحفيزات من قبل البنوك، يمكن من استرجاع هذه الأموال.