لم يستقر جمال بلماضي لحد الآن على خطة تكتيكية واحدة، استعدادا لنهائيات كأس أمم إفريقيا بكوت ديفوار التي لم يعد يفصلنا عنها سوى أشهر قليلة (جانفي 2024)، بدليل تجريبه أكثر من 3 أساليب تكتيكية على مدار آخر سنة، وهو ما يؤكد عدم توصله إلى النهج الأنسب لرفقاء رياض محرز، عكس ما كان عليه الحال، عند استلامه زمام العارضة الفنية للخضر، أين كان وفيا لخطة 4/3/3 التي كانت وراء تتويج المنتخب الوطني بكان مصر 2019. وتغيرت المعطيات الفنية بداية من نهائيات كأس أمم إفريقيا 2021 بالكاميرون، أين وقف أهل الاختصاص على اعتماد الناخب الوطني على عدة أساليب تكتيكية في أقل من أسبوعين، بداية بلقاء الافتتاح أمام سيراليون الذي لعبناه بخطة 4/1/4/1، غير أنها لم تكن مجدية، بعد الاكتفاء بتعادل سلبي بطعم الهزيمة، لينتقل بلماضي إلى نهج جديد في لقاء غينيا الاستوائية الذي خضناه بالخطة الكلاسيكية 4/3/3، وهو الموعد الذي تلقينا فيه صفعة قوية، بعد السقوط المفاجئ بهدف لصفر، لينهي الخضر «الكان» بأسلوب مغاير مرة أخرى، عقب انتهاج خطة 4/2/3/1 أمام كوت ديفوار التي دكت شباك رايس وهاب مبولحي بثلاثة كاملة، معجلة بإقصاء التشكيلة الوطنية من الدور الأول، في نتيجة لم يتوقعها أحد، جراء الوصول إلى النسخة 33 من نهائيات الكان بسلسلة لا هزيمة وصلت إلى 35 لقاء. واضطر الطاقم الفني للخضر لمراجعة حساباته الفنية، بعد العودة من نهائيات «كان» الكاميرون، خاصة وأنه كانت تنتظره مباراتين حاسمتين في سباق التأهل إلى مونديال قطر 2022، حيث فاجأ بلماضي آنذاك الجميع بالاعتماد لأول مرة على خطة 3/5/2، حيث أتى هذا الأسلوب الجديد أكله في لقاء جابوما، عقب الإطاحة بالأسود غير المروضة بهدف نظيف من تسجيل سليماني برأسية من كرة ثابتة، غير أن الاحتفاظ بنفس الرسم التكتيكي في لقاء تشاكر بالبليدة كلفنا الكثير بعد السقوط بهدفين لهدف واحد، لنخسر بذلك تأشيرة التأهل للمونديال العربي. بالمقابل، وجد بلماضي نفسه بعد صفعتي «الكان» والمونديال مطالبا بالبحث عن أفكار جديدة، وهو ما لاحظناه خلال المعسكرات الأخيرة، حيث واجه منتخبات غينيا وإيران ومالي وأوغندا وتانزانيا والسويد بعدة أساليب تكتيكية تأرجحت بين 4/3/3 و4/4/2 و4/1/4/1، وهو ما يؤكد عدم توصله لحد الآن لرسم تكتيكي محدد سيعتمد عليه في قادم الاستحقاقات، لا سيما وأن كان كوت ديفوار على الأبواب، كما أن تصفيات مونديال 2026 ستنطلق عن قريب، والتشكيلة الوطنية مطالبة بالتعود على فكر تكتيكي معين، من أجل العمل على تطويره، ولئن كان البعض يتحدث عن إمكانية اعتماد بلماضي على خطة 3/4/3 مستقبلا، بحكم نوعية الأظهرة التي نمتلكها، والتي تكون أكثر توهجا عند توظيف
