التصدي لآفة المخدرات التي تهدد شبابنا من أسما مهامنا    الدولة حريصة كل الحرص على صون الذاكرة الوطنية    سانحة للإشادة بتميزعلاقات التعاون والصداقة المثالية    وزير الاتصال يعزي في وفاة الاعلامي والفنان خالد لومة    بداري يترأس اجتماعا خصص لتحضيرات الدخول الجامعي المقبل    سيكون "موعدا رابحا للجزائر وللقارة بأكملها"    المغرب يشكل أكبر تهديد للأمن والسلم في المنطقة    ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني    عطاف يحل بجدة بتكليف من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون    تقرير أممي: 670 شهيدا في الضفة الغربية منذ بداية عام 2024    فلسطين تطالب مجلس الأمن بالبقاء في حالة انعقاد دائم لحماية المدنيين الفلسطينيين ووقف المجاعة    وهران : ضبط أزيد من قنطار من الكوكايين    موجة حر ورعود مرتقبة    برج باجي مختار:يوم دراسي حول الوقاية من التسممات الغذائية    انطلاق التسجيلات للالتحاق بالمدرسة العليا للسياحة    بسكرة مر كز إشعاع حضاري واقتصادي    إنجاز 130 كلم من الألياف البصرية    محافظات جنوب غزة غير قادرة على استيعاب 1.3 مليون مهجر قسريا    فرنسا في مواجهة غضب الشارع    آيت نوري يصاب ويضيّع مباراتي بوتسوانا وغينيا    الشلفاوة يعودون بنقطة مهمة من الدار البيضاء    بداية متعثرة لنادي بارادو واتحاد خنشلة    عرض جديد لمضاعفة سرعة الأنترنيت    تكوين القضاة حول مكافحة الإرهاب بالأسلحة الخطرة    الحقائق والتأويلات    درة السياحة في قلب "بونة"    برامج توعوية مخصّصة للمعتمرين    11 معيارا لانتقاء الوكالات السياحية لتنظيم حج 2026    مصادرة 75 قنطارا من أوراق التبغ    المكتبة المتنقلة بعنابة جسر لتعزيز المطالعة في المناطق الريفية    إتمام المرحلة الأولى من مبادرة "أطفال يقرؤون- أطفال يكتبون"    17 غريقا منذ انطلاق موسم الاصطياف    حجز 80 قنطارا من القمح اللين الفاسد    كرة القدم/"شان 2024" /مؤجلة إلى 2025/ الدور ربع النهائي: "نشعر بتحسر كبير بعد الخروج من المنافسة"    البطولة العربية لإلعاب القوى لأقل من 18 سنة: ميدالية ذهبية للجزائري عبد القادر محرز في سباق 10000 م/مشي    الرابطة الأولى "موبيليس" (الجولة الثانية): برمجة لقاء اتحاد الجزائر/مولودية الجزائر, يوم الأحد المقبل    سطيف : الدرك الوطني يطلق حملة توعية حول السلامة المرورية لفائدة سائقي الحافلات    ادراج مدينة مليانة القديمة في سجل الألكسو للتراث المعماري والعمراني في البلدان العربية    باتنة : الشروع في تهيئة المحيط الخارجي للضريح النوميدي الملكي مدغاسن    الجزائر العاصمة: الإطاحة بعصابة أحياء وحجز أسلحة بيضاء محظورة    السوق المالية : إطلاق استشارة وطنية لتنشيط المجال    الوحدة النقابية الافريقية: الدعوة إلى ملاحقة الشركات المتورطة في نهب ثروات الشعب الصحراوي    حيوية غير مسبوقة للمشهد الثقافي    الجزائر في معرض أغرا 2025 بسلوفينيا    مؤسّسات جزائرية تستلهم من التجارب العالمية    براهيمي يتألق    هل اعتزلت خليف؟    الجزائر توظف ثقلها الإقتصادي في خدمة الشعوب الإفريقية    الناشئة الجزائرية تبدع في المنتدى الثقافي الدولي للطفل بموسكو    وهران تختتم الطبعة 14 للمهرجان الثقافي الوطني لأغنية الراي وسط أجواء فنية احتفالية    غزوة أحد .. من رحم الهزيمة عبر ودروس    " صيدال" يكرّم أحد أبطال الإنقاذ في كارثة وادي الحراش    وهران: تدعيم المؤسسات الصحية ب 134 منصبا جديدا لسنة 2025    حج 2026: تنصيب لجنة دراسة العروض المقدمة للمشاركة في تقديم خدمات المشاعر    هذه الحكمة من جعل الصلوات خمسا في اليوم    خالد بن الوليد..سيف الله المسنون    قتلة الأنبياء وورَثتُهم قتلة المراسلين الشهود    فتاوى : هل تبقى بَرَكة ماء زمزم وإن خلط بغيره؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



واحة ساحرة تحتضن قصورا قديمة وتُنتج تمورا نادرة : أمدوكال.. ملهِمة الرحالة وملتقى قوافل الحجيج بباتنة
نشر في النصر يوم 05 - 08 - 2023

تصنف مدينة أمدوكال الواقعة جنوب ولاية باتنة، من المناطق الأثرية القديمة، وإلى جانب بعدها التاريخي فهي واحة مترامية على جانب شط الحضنة، تنتج أجود التمور على غرار دقلة نور، وأصناف نادرة منها الياقوتة والرطبة والحلوة. والزائر لأمدوكال، مسقط رأس المفكر أحمد عروة، والفنان عثمان عريوات، ولاعب المنتخب الوطني لكرة القدم مصطفى كويسي، سيسافر عبر التاريخ بين أزقتها وأطلالها القديمة، كما أن لها سحر خاص زاد بطيبة أهل المنطقة التي ألهمت رحالة ومؤرخين وكانت قديما ملتقى لانطلاق قوافل الحجيج وهي التي تعني تسميتها باللهجة الشاوية «الأصدقاء».
ما يميز أمدوكال، هو أن طبيعتها تجمع بين الجبال الشامخة المحيطة بها على غرار جبل بوزكرة والمشيب والحمار، والغابات والبساتين الممتدة والمترامية على أطرافها بلونها الأخضر الزاهي، ومن جهة أخرى تجمع أيضا كثبان الرمال، فالواحة تمثل التقاء الهضاب بالصحراء.
الزائر لأمدوكال خاصة الواحة القديمة سينبهر بجمالها وتراثها المعماري الذي يمنح تأشيرة للسفر عبر الزمن، فمنذ الوهلة الأولى التي وطأت فيها أقدامنا الواحة خُيل لنا أننا في عصور قديمة، بين تلك الأزقة للأسوار الطينية العتيقة وبقايا أطلال القصور الطينية.
معالم أثرية تروي فصولا
من الزمن
ونحن نتجول وسط تلك الأطلال، يتضح من الهدوء والصمت المطبق أن الواحة القديمة خالية من السكان، ولا يحدث صوتا عدا زقزقة العصافير أو غدير مياه الذي كان ينبعث من سواقي البساتين والنخيل، والتي يبدو أنها هي الأخرى عتيقة كأطلال القصور، تروي فصولا من الزمن الغابر لسكان مروا وعمروا بالمنطقة.
وأوضح ابن المنطقة علاوة دلهوم، بأن الواحة القديمة قد هُجّر سكانها إلى القرية الجديدة المحاذية لها، بعد أن اجتاحتها فيضانات سنة 1969، حيث حظيت المنطقة آنذاك بزيارة الرئيس هواري بومدين، الذي اتخذ قرارا بإنشاء القرية.
بقرية الواحة القديمة كانت الحياة قائمة بفضل ينابيع المياه، حيث أشار علاوة إلى وجود خمسة منابع راحت تنضب تدريجيا قبل الاعتماد على الآبار، وكانت مياه تلك المنابع تستغل بواسطة نظام سقي منتظم في الاستعمال المنزلي وسقي البساتين والنخيل المترامية بين السكنات.
ولا تزال آثار تلك الينابيع ظاهرة، من خلال السواقي التي تطلق عليها تسميات مختلفة كما يعرفها أهل المنطقة ممن التقيناهم برأس العين، وعين البلد، وعين السايق، وعين سيدي إبراهيم، والمطهرة أو المحبس، حيث أن الأخيرة عبارة عن حمام تقليدي مثلما يروي لنا علاوة، ويرجع تاريخ تلك المنابع حسب جمال مسرحي الأستاذ الباحث في التاريخ القديم بجامعة باتنة ،1 إلى العهد الروماني، وتتوسط تلك المنابع ساحة عبارة عن سوق قديم.وأوضح الباحث في التاريخ للنصر، بأن الآثار المادية والكتابية بأمدوكال، تظهر أنها موغلة في القدم، وتشهد أنها قد تكون موقع تجمع سكاني منذ مرحلة فجر التاريخ، ثم الفترة النوميدية، لكن بروزها بشكل لافت، حسب محدثنا، كان أثناء القرن الثاني للميلاد، حيث رافق وجودها الاستقرار الروماني في المنطقة، وقد أقام الرومان عند وصولهم المنطقة الجنوبية للأوراس، وبعد نقل مقر الفيلق الأغسطي الثالث من مقر معسكره في تبسة إلى المقر الجديد في لامبازيس (لامبيز) سنة 82 ميلادية.
وأضاف محدثنا، بأن الرومان أقاموا الكثير من الحاميات العسكرية كمواقع متقدمة لحراسة المعسكر، منها حامية عسكرية في منطقة أمدوكال حاليا بعد أن كانت تعرف باسم الماء الحيَAQUA VIVA ليس ببعيد عن مدينة طوبوناي TOBUNAEوهي بريكة حاليا، التي تعتبر محطة هامة في الطريق الرابط بين مسعد (كاستيلوم ديميدي) غربا، ونقرين في الجنوب الشرقي مرورا بمراكز سدوري، كالكيلوس إيركوليس (القنطرة)، وبسكرة (فيسيرا) بيسرياني وصولا إلى نقرين.
ويروي لنا ابن أمدوكال علاوة دلهوم، بأن المنطقة كانت قديما قبل عصر استخدام السيارة ملتقى الحجاج الذين يأتون من كل صوب وحدب، باعتبار أمدوكال منطقة عبور، وقال بأنه إلى غاية اليوم يذكر أمير ركب الحجاج سي محمد الحاج. وفي ذات السياق أوضح أستاذ التاريخ جمال مسرحي للنصر، بأن أمدوكال وطوبوناي والقنطرة، تعد مناطق التخوم بين الليمس الموريطاني في الغرب، والليمس النوميدي في الشرق، ومن ثمة تحولت أمدوكال إلى حامية الماء الحي مع تعاظم أهميتها العسكرية إلى حصن عسكري مهم خلال الفترتين الرومانية والبيزنطية.
وتبرز أمدوكال حسب الباحث في التاريخ القديم مرة أخرى بعد الفتوحات الإسلامية في الشمال الإفريقي، كمدينة هامة بل عاصمة للزاب الغربي، نظرا لموقعها الاستراتيجي، ذلك ما جعلها تصبح محطة لتجمع حجيج المنطقة استعدادا لانطلاق قوافلهم نحو البقاع المقدسة على ما تذكر بعض النصوص التاريخية، لذلك نجد بها الآن -يضيف أستاذ التاريخ- معالم دينية مهمة تتمثل في العديد من المساجد والزوايا، التي تميز المدينة العتيقة، منها جامع الجمعة، أو المسجد العتيق الذي يعود بناؤه إلى القرن السادس أو السابع الهجري، وهو بذلك يعد من أقدم مساجد المنطقة، بالإضافة لزوايا تحفيظ القرآن الكريم، مثل سيدي علي بن عيسى، وزاوية سيدي عبد الحفيظ، وسيدي عطاء الله.
والمتجول في الواحة القديمة لأمدوكال سيتراءى له مسجد عتيق بصومعته ذات الهندسة المغاربية التي تطل على القرية، وقد لفتت هذه الصومعة نظرنا من بعيد بعلوها المضاهي للنخيل، وقال علاوة بأن المسجد يعرف بالمسجد العتيق أو جامع جمعة ويصنف أقدم مسجد بولاية باتنة، بحيث يعود تشييده إلى حوالي سبعة قرون خلت حسب مديرية الشؤون الدينية، حيث لا تزال تؤدى الصلوات به ويرجع الفضل لحمايته وترميمه سنوات السبعينيات حسب محدثنا إلى ابن المنطقة الطبيب والمفكر الباحث أحمد عروة، الذي شغل عديد المناصب العليا بالدولة، كان آخرها في نهاية الثمانينيات عميدا لجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة.
إنتاج أزيد من 12 ألف قنطار من التمور
تتربع بلدية أمدوكال التابعة إداريا لدائرة بريكة، والتي تبعد عن عاصمة الولاية باتنة ب 125 كلم، على مساحة فلاحية إجمالية تقدر ب 134.386 هكتارا حسب إحصائيات مصالح مديرية الفلاحة لولاية باتنة، ولا يُستغل من هذه المساحة سوى 32.953 هكتارا أي ما نسبته 25 بالمائة.
وتتنوع المحاصيل الفلاحية بمنطقة أمدوكال بين الفواكه والخضراوات، والحبوب الجافة التي تنتجها البساتين الخضراء، إلى جانب التمور التي تميز هذه المنطقة، بعد أن راحت في السنوات الأخيرة ترفع منتوجها من التمور، حيث تقدر مساحة النخيل ب 117.5 هكتار منها 53 هكتارا من دقلة نور، و42 هكتارا من الدقلة البيضاء و22.5 هكتار من «الغرس»، وبلغ إنتاج التمور لهذا الموسم على مستوى منطقة أمدوكال لوحدها أزيد من 12 ألف قنطار، حيث سجلت المصالح الفلاحية إنتاج 6200 قنطار من دقلة نور، و4900 قنطار من الدقلة البيضاء، و2365 قنطارا من الغرس. منظر النخيل الباسقة المترامية يشد الأنظار بمجرد الاقتراب عبر مداخل أمدوكال من الشمال والجنوب، حيث أن المسافر على مسافة 125 كلم بين باتنة إلى أمدوكال يلحظ التنوع في التضاريس والمناخ. ويتضح جليا من الموقع الجغرافي لأمدوكال وطبيعتها، لماذا تطلق عليها أيضا تسمية بوابة الصحراء، فهي تقع بجزء من شط الحضنة على الحدود بين ثلاث ولايات هي باتنة والمسيلة وبسكرة.
ويذكر علاوة دلهوم رئيس الجمعية الفلاحية النخيل للنصر، بأن أمدوكال تعد أول منطقة منتجة للتمور بالنزول من الشمال نحو الجنوب، وأكد بأنها ظلت لسنوات غير معروفة بثروتها في إنتاج عديد أنواع التمور، بعضها نادر ومهدد بالزوال، على غرار الياقوتة التي لم يتبق منها سوى ما يعد على الأصابع.وإلى جانب الياقوتة التي تأخذ نوعا ما شكل ومذاق دقلة نور بدرجة حلاوة أكبر، فإن واحة أمدوكال تحصي أصنافا كثيرة، خاصة الواحة القديمة، حسب السيد دلهوم الذي هو أيضا رئيس المجلس الولائي للتمور، ومن هذه الأنواع نجد موش دقلة، مكنتيشي، المنقل، رطبة بن المدوكالي، بنات بن عامر، لارشتي، لون الحلوة، الكسبة، الحرايا، الخضرايا، الحمرايا، والصفرايا، البقلوشة، بيض الحمام، وبيض الغول، غرس قوقو، عش بن يز، طنطبوشت، رطبة الدار، قرون الغزال، وطويلة السيوف، والحريرة، ورطبة زيان وحمرة الشوارب، وأوضح محدثنا، بأن أنواع التمور التي تحصيها واحة أمدوكال تقارب المائة.ويتأسف رئيس جمعية النخيل الفلاحية، لكون عديد أصناف التمور مهددة بالاندثار بواحة أمدوكال، بسبب تحول الفلاحين للأصناف ذات الجدوى الاقتصادية خاصة دقلة نور والغرس، مهملين بذلك أصنافا تشكل جزءا من تراث المنطقة، وأوضح دلهوم بأن جمعيته تهدف للتعريف بتمور أمدوكال والحفاظ على تلك الأنواع النادرة، وأضاف بأن الكثيرين لا يعلمون بأن ولاية باتنة تنتج التمور، مؤكدا بأن هذه الشعبة لو تجد المزيد من الدعم ستوفر أحسن الأصناف بمنطقة أمدوكال لوحدها.
تأخر مشروع تحويل مياه السقي
خلال جولتنا عبر بساتين الأشجار المثمرة، وواحات النخيل بأمدوكال، لاحظنا أن أراض فلاحية طالها الإهمال، وعلى النقيض من ذلك وقفنا على مستثمرات فلاحية تُبرز اهتمام أصحابها بالنشاط الفلاحي، وهنا أوضح لنا رئيس الجمعية الفلاحية، بأن من أبناء المنطقة من يولي اهتماما كبيرا للاستثمار الفلاحي، وأنشأ مستثمرات على مساحة هكتارات تضم مختلف أنواع الأشجار المثمرة وآلاف أشجار النخيل على غرار مستثمرة بهلولي نصردين، وساسي نور الدين ولزاز عبد الرحمان، وهم أبناء أمدوكال، تشبثا بحب الأرض، وممن ساهموا في الحفاظ على إنتاج الثروات الفلاحية التي تعرف بها المنطقة على غرار إنتاج التمور.
ويتضح جليا أن النشاط الفلاحي متجذر ومتوارث لدى عائلات بأمدوكال، ولعل هيكل الباكورة الميكانيكية المعروفة بالسانية لتدوير المياه من المعالم التي تدل على ذلك، ويروي علاوة أن الباكورة تم جلبها من طرف فلاحين سنوات الأربعينيات من فرنسا عبر ميناء سكيكدة ثم عبر خط السكة الحديدية وصولا إلى أمدوكال لاستخراج وتدوير المياه، مشيرا إلى أن الآلة كانت تحضر في صور الأفلام التلفزيونية القديمة بالأبيض والأسود. وبالنسبة للأراضي التي طالها الإهمال، أرجع محدثنا ذلك إلى تخلي أصحابها عنها كونها متشعبة الورثة.
وتحدث رئيس الجمعية الفلاحية النخيل، عن بعض العراقيل التي حالت دون توسيع المساحة الفلاحية، وعلى رأسها عدم تجسيد مشروع قناة لتحويل المياه على مسافة 12 كلم، حيث تم تسجيله في إطار إنشاء المحيطات الفلاحية للامتياز الفلاحي قبل نحو 20 سنة، وتمت إعادة هيكلته سنة 2014 دون أن يبعث مجددا، وهو المشروع المهم الذي من شأنه توفير المياه وتوسيع المساحات المسقية.
مبادرة جمعوية لترميم بيوت قديمة وبعث السياحة
ويتجلى لزائر أمدوكال أن النشاط الفلاحي هو جزء من السياحة بالمنطقة، وهو ما يذهب إليه الرئيس علاوة دلهوم، الذي كشف عن مبادرة في الآونة الأخيرة من طرف جمعية سياحية حديثة النشأة والتأسيس، يترأسها السيد جمال ثايري من أبناء المنطقة، حيث بادرت إلى العمل على ترميم بيت يكون عينة من أجل ترميم القرية القديمة، وجلب السياح والزوار إليها، خاصة وأن المعالم القديمة مهددة بالزوال بمرور الزمن إن لم تكن هناك مبادرات ومشاريع ملموسة لحمايتها. ويذهب الباحث في التاريخ جمال مسرحي، إلى أن مدينة أمدوكال التي تعد من بين أجمل المواقع في الجنوب الغربي لولاية باتنة، يمكن أن تكون قبلة سياحية هامة نظرا لموقعها الاستراتيجي، ثم لطبيعتها الجغرافية وتضاريسها، وطيبة أهلها، مضيفا بأن تاريخ المدينة لم يقتصر على الفترتين القديمة والوسيطة، بل نجدها تساهم مساهمة فعالة في التاريخ الوطني المعاصر من خلال ما قدمته للثورة التحريرية من تضحيات وشخصيات، ولا أدل على ذلك من إقامة أول الاحتفالات الرسمية بعد توقيف إطلاق النار، حيث أن جيش التحرير الوطني أقام احتفالا ضخما بالمدينة يوم 13 أفريل 1962 حضرته قيادات عليا في الثورة.
من يزور أمدوكال تلك الواحة الخلابة بمناظرها وتاريخها، ستبقى مما لا شك فيه صورها عالقة في ذاكرته، على أمل أن تلقى تلك المعالم القديمة التي تحتضنها اهتماما أكبر لحماية واحة تسميتها تحمل مدلولها فهي واحة الأصدقاء التي ظل أهلها على مر الزمن يحتفون بزوارهم من قوافل الحجيج إلى السياح وعابري السبيل. ي.ع


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.