لخضر بلومي يتحدث عن يومياته في رمضان

كنت من القلائل الذين لم يفطروا خلال مونديالي 82 و86 رغم الفتوى
كيف يقضي بلومي أيام الشهر الفضيل ؟
أقضيه رفقة عائلتي بمعسكر، خصوصا وأنني أتواجد في عطلة الآن بعد انسحابنا من التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية للاعبين المحليين ( الشان)، يمكن اعتبار هذا الأمر فيه وعليه، لا سيما أن الصوم رفقة العائلة والأحباب له طعم خاص، أنا استيقظ كل يوم باكرا من أجل التنقل إلى السوق وشراء ما طاب ولذّ من المأكولات، خصوصا وأنني أشتهي كل شيء خلال هذا الشهر الفضيل قبل أن أعود من جديد إلى المنزل من أجل أخذ قسط من القيلولة حتى أكون جاهزا لأداء صلاة التراويح في المسجد ليلا.
ماذا عن برنامج السهرة، هل يمكننا أن تخبرنا ماذا تفعل؟
أتناول وجبة الفطور رفقة عائلتي ثم أتنقل بعد ذلك مباشرة إلى المسجد من أجل أداء صلاة التراويح ولما لا التلذذ بهذه العبادة العظيمة وبمجرد أن ننتهي من ذلك أتوجه إلى أحد الأماكن الخاصة، أين يكون زملائي في انتظاري، حيث نقضي السهرة في الحديث عن مختلف الأمور التي تخصنا، صدقني الأجواء ليلا في معسكر ليس لها مثيل ولهذا لا يمكنني أن أتخيل نفسي صائما خارج ولايتي، أنا أعمل كل سنة على أن أصوم في معسكر رفقة عائلتي وأحبائي، لا سيما وأنني ضيعت حلاوة هذا الأمر عدة مرات لما كنت لاعب كرة قدم وكذا كمدرب.
هل سبق ل بلومي وأن أفطر في رمضان لما كان لاعبا ؟
أبدا لم يسبق لي وأن أقدمت على الإفطار خلال شهر رمضان لأنني اعتبر الإقدام على مثل هاته الأفعال بالأمر الخطير، رمضان بالنسبة لي شيء عظيم ولهذا لا يمكنني حتى التفكير في أنه يمكنني الإفطار حتى ولو تحصلت على فتوى كما حدث خلال مونديالي 82 و86، لقد كنت من بين اللاعبين القلائل الذين لم يفطروا رغم الفتوى التي تحصلنا عليه من العديد من الأئمة بما أننا كنا في مهمة الدفاع عن الألوان الوطنية وفي عز فصل الصيف، صدقني لم أتخيل نفسي أنتهك حرمة هذا الشهر ولقد تمسكت بالصيام واستجاب المسؤولين لرغبتي والحمد لله قدمت مباريات قوية.
مواضب على برامج القناة الوطنية و"طاجين لحلو" طبقي المفضل في رمضان
وهل سبق وأن طلبت من لاعبيك الإفطار لما أصبحت مدربا ؟
لا يمكنني فعل مثل هذه الأمور الخطيرة، كيف لي أن أطلب منهم الإفطار خلال شهر رمضان من أجل مباراة في كرة القدم لا تغني ولا تسمن من جوع، أنا لم أفطر طيلة مسيرتي الكروية فكيف لي أن أجبر لاعبين يتدربون عندي على القيام بمثل هذه الأفعال، أنا لا أستطيع المساس بحدود الله ولهذا لا يمكنني أن أضع نفسي في مأزق مع المولى عزوجل.
بلومي هادئ أم قلق ؟
أنا إنسان هادئ وأكون أكثر هدوء خلال أيام الشهر الفضيل، ربما هذا من فضل ربي الذي يمنحني سكينة واطمئنان تجعلني أصوم كامل أيام رمضان وأنا أشعر بقوة ليست عادية، أنا إنسان هادئ ويمكنني حتى أن أسمح في حقي من أجل عدم إفساد يومي، أنا أرغب في أن أصوم رمضان إيمانا واحتسابا كما يقول ربنا عز وجل.
بلومي كان لاعبا كثير النرفزة والجميع يتذكر شجارك مع بن مبروك ومجادي خلال مونديال المكسيك 86، هل يمكن أن تخبرنا عما جرى آنذاك ؟
أجل لقد كنت كثير النرفزة لأنني ببساطة أكره الخسارة، وهو الأمر الذي جعلني أدخل في شجار مع زميلي في المنتخب آنذاك بن مبروك ومجادي خلال مونديال 1986 بالمكسيك، أتذكر أنني لم أستطع التحكم في أعصابي بعد مباراة البرازيل التي خسرناها بهدف لصفر، لقد عاتبتهم على المهزلة التي جرت في الميدان ولكنني أدركت فيما بعد بأن الخطأ ليس خطأهما بل خطأ المسؤولين الذين كانوا وراء التخلاط في المنتخب، حيث عملوا على ضبط التشكيلة الأساسية وفق رغبات بعض العناصر، ولهذا اقتربت من بن مبروك ومجادي وطلبت منهما السماح بعد ذلك وأنا الآن أتواجد في علاقة جيدة معهما.
الإصابة اللعينة حرمتني من الانتقال إلى جوفنتوس
ما هو برنامج بلومي المفضل خلال رمضان ؟
أنا من متابعي كل برامج القناة الوطنية، أنا وفيّ جدا لما يقدمه أبناء بلدي ولا أحبذ كثيرا القنوات الأجنبية على غرار غالبية الشعب الجزائري الذي يتوجه نحو القنوات التونسية لا لشيء سوى لأنني أؤمن بأن منتوج بلادي رائع وليس له مثيل.
ماذا عن طبقك المفضل ؟
طبقي المفضل في رمضان هو طاجين لحلو ( المشماش باللوز) ولا يمكنني أن أقاومه، خصوصا وأن زوجتي تحسن إعداده، صدقني أنا أتناول منه الكثير حتى ولو يتسبب لي بالسمنة.
لو دخلت المنزل ولم تعجبك مائدة الإفطار، هل تتنرفز على الزوجة؟
لا أبدا لأنني أعرف مدى معاناة المرأة الجزائرية خلال أيام الشهر الفضيل، حيث تقاوم درجات الحرارة المرتفعة في المطبخ من أجل إعداد وجبة فطور مميزة لعائلتها، زوجتي والحمد لله تجيد إعداد الوجبات اللذيذة ولهذا تكون مائدتها دائما مميزة ما يجعل من حظوظ نرفزتي عليها منعدمة...يضحك.
سوداني مثال يجب على اللاعب المحلي الاقتداء به إذا ما أراد النجاح
هل سبق لبلومي وأن أدى مناسك العمرة ؟
أجل الحمد لله لدي ثلاث عمرات لحد الآن وأتطلع إلى تأدية المزيد مستقبلا، لقد أديت عمرتين في 86 و88 قبل أن اواجه مشكلا خطيرا مع الطبيب المصري الذي اتهمني بالتعدي عليه، وهو الأمر الذي حرمني من زيارة البقاع المقدسة لفترة طويلة من الزمن قبل أن يصدر العفو في حقي وأتمكن من زيارة البقاع المقدسة من جديد سنة 2010.
لنتحدث عنك قليلا، لماذا لم يحترف بلومي رغم أنه كان أبرز لاعب جزائري ؟
أجل للأسف لم أتمكن من تحقيق حلمي بالاحتراف في أحد النوادي الأوروبية رغم العروض الكثيرة التي كانت تصلني، أنا أتذكر بأن مسؤولي نادي جوفنتوس الإيطالي قد اتصلوا بي وطلبوا خدماتي وأنا تفاوضت معهم واتفقت على جميع تفاصيل العقد وكنت أستعد للتنقل إلى تورينو من أجل ترسيم الصفقة قبل أن أتعرض إلى إصابة لعينة على مستوى الركبة أمام المنتخب الليبي حرمتني من التوقيع لهذا النادي الكبير، صحيح أنني كنت أمني النفس في اللعب بأوروبا، إلا أنني لم أتحسر على الأمر كثيرا بما أنني كنت أعامل كالملك في البطولة الوطنية الذي كان مستواها قريبا جدا من مستوى كبرى البطولات الأوربية بدليل أن المنتخب الوطني كان مشكلا من العناصر المحلية بنسبة كبيرة ولقد دافعت عن الراية الوطنية بقوة وتمكنت من تشريفها في المحافل الدولية.
بالحديث عن المنتخب الوطني، كيف تقيم تجربة الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش لحد الآن ؟
تجربة الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش مع الخضر ناجحة لحد الآن رغم خروجه من الدور الأول في نهائيات الكان الماضية، المهم بالنسبة لنا الوصول إلى مونديال البرازيل ونحن في الطريق الصحيح ولم يعد يفصلنا عن ذلك سوى مباراة السد التي أنا متأكد بأننا لن نضيعها بما أن مباراة العودة ستكون بالجزائر، صدقني حليلوزيتش يحقق نتائج ممتازة أحب من أحب وكره من كره ولقد ساعده في ذلك امتلاكه للاعبين من أمثال فغولي وتايدر وبراهيمي وسوداني وسليماني.
حليلوزيتش محظوظ بجيل تايدر وبراهيمي وفغولي وسوداني وسليماني
إذن أنت تزكي خيار الاعتماد على اللاعب المحترف في البطولات الأوربية؟
بطبيعة الحال اللاعب المحترف في الدوريات الأوربية أكثر نضجا من نظيره المحترف في البطولة الوطنية، ولهذا الناخب الوطني حليلوزيتش محق في اعتماده على عناصر تنشط في دوريات أوربية، فمستوى اللاعب المحلي لا يزال بعيدا عن مسؤولية الدفاع عن الألوان الوطنية، خصوصا وأنني أتواجد ضمن الطاقم الفني للمنتخب المحلي وأقف على نقائص عديدة لديه.
لا أستطيع أن أتخيل نفسي صائما بعيدا عن معسكر
بماذا تنصح العناصر المحلية ؟
أنصح العناصر المحلية بالعمل كثيرا وعدم الانسياق وراء الرغبات لأنها تقضي على مشوارهم الناجح في الكثير من الأحيان، أنا أنصحهم بالاقتداء بمهاجم الخضر العربي هلال سوداني الذي يعتبر مثال حي للاعب الناجح، حيث تمكن في ظرف وجيز من الانتقال من أولمبي الشلف إلى غيماريش البرتغالي ومن ثم إلى دينامو زغرب الكرواتي، حيث مكنه الاحتراف من أن يصبح رقما صعبا في معادلة الناخب الوطني، لقد تمكن من تحقيق هذا التطور بفضل التضحيات ولهذا على العناصر المحلية التضحية والتضحية إذا ما أرادت طرق أبواب المنتخب الوطني.
ماذا عن قرار انسحابكم من التصفيات المؤهلة إلى الشان، لا تعتقد أنه سيؤثر في اللاعب المحلي أكثر فأكثر ؟
قرار انسحابنا من التصفيات المؤهلة إلى الشان مؤلم جدا، خصوصا بالنسبة لي وأنا الذي عيّنت مؤخرا فقط ضمن الطاقم الفني للمنتخب المحلي، لقد كنت أرغب رفقة زميلي قريشي وشرادي في رفع التحدي وقيادة العناصر المحلية إلى منصات التتويج ، ولكن للأسف لم يحدث ذلك بسبب قرار المسؤولين في البلاد لقد فضلوا أن ننسحب ونحن نحترم قرارهم لأنهم أدرى بمصلحتنا ومصلحة الوطن، أما بخصوص تأثيره على معنويات العناصر الوطنية فهذا صحيح، ولكن لا يجب عليهم النظر إلى هذا الموضوع من هذه الزاوية بل يجب أن يأخذوه من منظور إيجابي بما أن غالبيتهم كانوا مصابين.
خلافي مع بن مبروك ومجادي في مونديال المكسيك 86 سببه تخلاط المسؤولين
هل من كلمة أخيرة ؟
أشكركم على منحي هذه الفرصة وأستغل الفرصة لأقول لكافة الشعب الجزائري صح فطوركم وصح رمضانكم ورمضان كل الأمة الإسلامية.