سلطان ابن "خالتي قماشة "يرحل في صمت عرفه الجزائريون من خلال المسلسل الكوميدي الكويتي "خالتي قماشة" العجوز المجتهدة الساعية دوما للحفاظ على سلوك أبنائها حتى المتزوجين منهم، حيث أضحكت الكثيرين بسيطرتها المفرطة عليهم لدرجة وضع كاميرات تجسس في حجرات نومهم حتى تبقى على علم و اطلاع دائم بما ينوون فعله ضدها و كأنها في حرب. فمن منا لا يتذكر سلطان آخر العنقود في بيت "خالتي قماشة" و الذي جسد شخصيته الراحل غانم الصالح الذي وصل جثمانه أمس من عاصمة الضباب لندن أين لفظ أنفاسه الأخيرة عن عمر يناهز ال67سنة بعد معاناة طويلة من سرطان الرئة الذي اختار موطن شكسبير بريطانيا للعلاج منه، غير أن قدر الموت كان أسرع في إسقاط ورقة أخرى من أوراق الفن الكويتي بعد حمد كنعان ... و إن كان الجمهور العربي قد أحبه في دوره بمسرحية "باي باي لندن"التي شاءت الصدف أن تكون أيضا محطة رحيله الأبدي،فإن الجمهور الجزائري لا زال يتذكره في أهم دور تقمصه عام 1983 و هو دور سلطان في الكوميديا "خالتي قماشة، حيث أدى دور الابن الأصغر الذي تزوّج "محبوبة" التي تكتشف سر هذه الكاميرات، لأنها المتعلمة الوحيدة في المنزل وأم الاختراعات، مما يزيد من هوة العلاقة بينها و بين حماتها المسيطرة فتلجأ إلى تحريض زوجات إخوة زوجها على حماتهن "قماشة" مصدر خلافاتهن مع أزواجهن. و رغم رصيده التلفزيوني الكبير الذي يزيد عن التسعين عملا بين مسلسلات و أفلام طويلة غير أن أهم صور يستحضرها الدهن بمجرد رؤية الفنان دوره مع النجمة حياة الفهد و سعاد عبد الله في هذه الكوميدية التي أخرجها حمدي فريد و كتبها طارق عثمان.و من أهم المسلسلات التي شارك فيها الراحل منذ 1967"محكمة الفريج"،"خرج و لم يعد"، "عاد و لكن"،"زارع الشر"،"الحاقد"،"يوميات متقاعد"،"أم البنات"... و غيرها من المسلسلات الاجتماعية و الكوميدية التي تقاسم فيها أدوار البطولة غالبا مع الفنانة حياة الفهد. كما ترك الفنان الذي غيّبه الموت أمس الأول الثلاثاء بلندن و نقل جثمانه أمس إلى الكويت رصيدا ثريا في المسرح الذي وقف على خشبته عام 1962 في مسرحية بعنوان صقر قريش إلى جانب الممثل عبد الحسين عبد الرضا و مريم غضبان، ثم "عشت و شفت"، "الكويت سنة2000"،،و كان آخرها عام 2004"كول يا شباب" التي تفرغ بعدها للعمل التلفزيوني حيث كان يصور أعمالا بمعدل اثنين إلى ثلاثة أعمال في السنة. و قد تلقى الممثل القدير العديد من الجوائز و الشهادات التقديرية أهمها درع المبدعين عام 2003. و إن رحل الفنان اليوم فإن أعماله المتميّزة ستخلده حتما خاصة تلك التي أداها في بداية مشواره الفني الزاخر و الذي يزيد عن نصف قرن.