عادت في الأسبوع الأخيرين أسعار السمك ببومرداس إلى ارتفاعها المعهود بعد فترة من الاستقرار في الانخفاض دامت شهر رمضان و ما بعده بقليل صاحبها ندرة ملحوظة في العرض حسبما لاحظته /وأج عبر الولاية. وانعكست هذه الندرة في العرض بسبب التراجع في الإنتاج إلى نحو 20 طن يوميا عما كان عليه الشهر الماضي بإنتاج نحو 50 طنا يوميا سلبا على الأسعار حسب رئيس غرفة الصيد البحري علي بوليسية. وارتفع سعر الكلغ الواحد من السمك الأزرق السطحي "السردين" و سمك "الأنشوفة" عند بائعي التجزئة من نحو 100 دج للكلغ الواحد خلال شهر رمضان و ما بعده بأيام قليلة إلى ما بين 300 و 400 دج حاليا حسب النوعية. فيما ارتفع سعر تسويق الكيس الواحد من سمك السردين عند بائعي الجملة بالموانئ من نحو 500 دج و 600 دج خلال الشهر المذكور إلى ما بين 2000 و 4000 دج حاليا . ورغم الصعوبة التي تلاقيها المصالح المعنية في تحديد أسباب هذه الظاهرة (ندرة العرض و ارتفاع الأسعار) بدقة إلا أن رئيس غرفة الصيد البحري السيد بوليسية أرجع ذلك في تصريح ل/وأج إلى جملة من العوامل أبرزها "قوة و طول فترة" التيارات البحرية التي تعيق عملية الصيد المكثف. وأضاف بأن هذه التيارات ستتواصل إلى نحو 20 يوما القادمة رغم الأحوال الجوية المواتية التي تساعد على الخروج المكثف لسفن الصيد إلى عرض البحر بغرض الصيد. كما تعود هذه الظاهرة --يقول نفس المصدر وعدد من الصيادين القدامى بميناء دلس-- إلى عوامل تتعلق بعدم حصول الصيادين على التراخيص الضرورية للصيد في الوقت المناسب و عدم توفر التجهيزات الضرورية للقيام بالإنتاج في أحسن الظروف. ويضاف إلى أسباب التراجع في الإنتاج كذلك "تلوث مياه البحر" بسبب التفريغ المباشر للفضلات و مختلف الملوثات من قنوات صرف المياه إلى جانب عوامل طبيعية حيث صرح في هذا الصدد أحد الصيادين القدامى بأنه "تمر بعض السنوات تهجر فيها أسراب السمك السواحل لتعود إليها بعد سنوات." تجدر الإشارة إلى أن إنتاج السمك بالولاية عرف في الفترة الممتدة من بداية السنة و إلى غاية بداية شهر يوليو الماضي "تحسنا " في الإنتاج حيث تم تحقيق أزيد من 2500 طن. يذكر أن ساحل الولاية الممتد على طول 90 كلم من أعفير شرقا إلى بودواو البحري غربا يضم تسعة شواطئ رسو و ثلاثة موانئ رئيسية بقدرة استيعاب لأسطول بحري يتجاوز 400 وحدة ينشط به أزيد من 4.000 حرفي.