أكد وزير السكن و العمران و المدينة السيد عبد المجيد تبون يوم الأحد أن نسبة الادماج الوطني للسكن تبلغ حاليا أكثر من 85 بالمائة موضحا أن الإجراءات الصارمة التي اتخذتها مصالحه بالزام شركات الانجاز باستخدام مواد البناء المنتجة محليا وفرت للخزينة العمومية 4ر1 مليار دولار كانت تستنزف في استيراد مواد البناء خلال سنة 2016 . وقال السيد تبون اليوم الأحد في ندوة صحفية نشطها في اعقاب تدشينه الصالون الدولي العشرون للبناء و مواد البناء و الأشغال العمومية بقصر المعارض " أذا ما استثنينا حديد الخرسانة و كميات قليلة فقط من الاسمنت المستورد فان قطاع السكن في البلاد أصبح يعتمد و بشكل شبه كلي على المواد محلية الصنع و هذا فخر للصناعة الجزائرية التي اصبحت ترافق و بشكل فعال و ناجع مسار الانجازات المحققة في قطاع البناء و الانشاءات و بجودة وفقا للمعايير الدولية ". وأضاف تبون " اشترطنا بأن تستجيب كل صفقات البناء الحالية و المستقبلية لمعايير و مقاييس محددة أهمها استخدام مواد البناء المنتجة محليا و لا يمكن أن نلجأ للاستيراد إلا في حالة الضرورة فقط و يخص فقط بعض المواد غير مصنعة محليا". في هذا الصدد، قال تبون " قرار منع استيراد مادة السيراميك على سبيل المثال - وفر للخزينة العمومية مبلغ 4ر1 مليون دولار سنويا منذ 2014 فضلا عن منتجات أخرى تم إيقاف استيرادها أولا لحماية المنتوج الوطني و ثانيا توجيه المبالغ التي كانت تستنزف في الاستيراد لاستحداث آلاف المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في القطاع المنتجة للثروة و المستحدثة لمناصب الشغل". و في رده على سؤال يتعلق بآجال تسليم ما تبقى من حصص عدل 1 قال الوزير أن ملف عدل 1 طوي نهائيا في كل الولايات التي يشملها باستثناء حصص صغيرة فقط في ولايتي الجزائر و وهران و التي ستوزع في حدود شهر جوان المقبل. وأضاف الوزير أن مشاريع برنامج عدل 2 دخلت حيز التنفيذ في كل الولايات المعنية بينما ستنطلق في العاصمة (التي شهدت تأخر في تسليم عدل 1 بخمسة أشهر) و وهران بداية من جوان من المقبل . كما جدد تبون حرص الوزارة على تحيين ملفات المكتتبين في برامج عدل 2 بشكل مستمر لوضع حد لأي تحايل و ذلك بهدف ضمان منح السكنات لمستحقيها . و بخصوص برنامج السكن الترقوي المدعم " آل بي بي " قال الوزير أن هذه الصيغة ساهمت و بشكل فعال في استقرار أسعار العقار، مؤكدا أن اطراف كانت تشوش على المشروع منذ بداياته لكن الدولة عزمت على المضي فيه مؤكدا أن سعر المتر المربع الواحد المعتمد في سكنات " آل بي بي " و الصيغ الترقوية الأخرى في حدود 120 ألف دج للمتر المربع" معقول جدا". في هذا الصدد قال الوزير في رده على سؤال يتعلق بإمكانية لجوء المؤسسة الوطنية للترقية العقارية الى اقصاء المتقاعسين عن دفع الاقساط المستحقة عنهم " الدولة تبني و تشيد لتوزع لا لكي تحرم وتمنع لكن قوانين السوق معروفة حتى المؤسسة المشرفة على مشاريع " آل بي بي " و التي تحصي 30 ألف وحدة تلجأ بدورها إلى الاقتراض لتمويل الانجاز و بجب على كل المكتتبين احترام آجال التسديد ". وقال الوزير أن شركات الانجاز التابعة للقطاع العمومي تسلم سنويا ما يزيد عن 320 ألف وحدة سكنية في وقت تسلم شركات القطاع الخاص 5 آلاف وحدة سنويا مؤكدا أن تدعيم الحضيرة الوطنية للسكن بمئات الالاف من السكنات سنويا من شانه أن يحرر سوق الايجار و يسهم في تخفيض الاسعار التي يعتمدها . وقال تبون أن قطاع البناء استهلك قرابة 69 مليار دولار منذ المخططين الخماسيين الماضيين حتى 2016 وهذا رقم كبير يعكس الانجازات المحققة في المجال خصوصا في قطاع بناء السكنات من مختلف الصيغ . وبخصوص قروض الدفع المستحقة للمقاولات التي تشرف على انجاز سكنات تحت وصاية وزارة السكن، قال الوزير أنه و حتى ديسمبر 2016 تمت تسوية ملفات جميع الشركات الدائنة، مؤكدا أن التأخر المسجل خلال الثلاثي الأول من العام الجاري ليس بسبب نقص الموارد المالية بل يتعلق الامر ببعض الاجراءات التقنية حيث تطلب استيفاؤها بعض الوقت. وأكد الوزير ان كل الشركات الدائنة سيشرع في تسوية ملفاتها بداية من هذا الأسبوع و ستتم العملية تدريجيا تبعا لتاريخ ايداع وضعيات الاشغال و بيانات قروض الدفع . وكان وزير السكن و العمران و المدينة قد تفقد برفقة وزير التعليم و التكوين المهنيين محمد مباركي و وزير الثقافة عز الدين ميهيوبي غالبية أجنحة الصالون الدولي للبناء و مواد البناء و الأشغال العمومية في طبعته العشرين التي انطلقت اليوم و تستمر الى غاية 27 من الشهر الجاري حيث تحادث مع رؤساء أجنحة الشركات العارضة و استمع الى انشغالاتهم . وحققت طبعة هذا العام رقما قياسيا من حيث عدد الشركات العارضة مقارنة بالطبعات السابقة حيث يسجل قرابة 1200 عارض حضورهم في هذه التظاهرة من بينهم 600 عارض وطني و 571 أجنبي قادمين من 23 دولة . وقد بلغت المساحة الاجمالية للصالون أكثر من 44.000 متر مربع و تشكل الاجنحة المغطاة و المساحات المهيأة في الهواء الطلق و التي خصصت في غالبيتها للشركات المتخصصة في أليات الاشغال الكبرى و ايضا للعروض التطبيقية في فنون البناء . و تتصدر الصين و تركيا قائمة الدول من حيث عدد العارضين ب 141 و 134 عارض على التوالي و بعدها ايطاليا ( 64 عارض) فرنسا ( 51 عارض ) اسبانيا ( 50 عارض ) البرتغال ( 27) تونس (27) و هي الدول الاكثر تمثيلا اضافة الى مشاركة المانيا و النمسا بلجيكا الدنمارك مصر الامارات العربية المتحدة اليونان المجر الهندلبنان مالطا المغرب نيوزيلاندا بولونياقطر و الفيتنام . و قد استحدثت هذه التظاهرة الاقتصادية و التجارية في آن ذات البعد الدولي الكبرى قاريا و عربيا المنظمة من طرف مؤسسة "باتيماتيك اكسبو" بالتعاون مع الشركة الوطنية للمعارض و التصدير ( سافكس) جائزة " الابتكار في مجال البناء". تمنح و لأول مرة للشركات المبتكرة التي تطور حلولا و تبتكر تقنيات جديدة في مجال البناء و الانشاءات في الجزائر. و قد تم تسطير برنامج ثري على هامش فعاليات هذه التظاهرة ندوات متخصصة و لقاءات لتبادل الخبرات و ايام تقنية و ورشات مخصصة لعرض المنتجات الجديدة في مجال البناء و زيارات موجهة الى الاجنحة .و يتوقع المنظمون استقبال 200 ألف زائر على امتداد ايام الصالون. كما تم ولأول مرة ايضا تنظيم المهرجان الثقافي الدولي لترقية الهندسة المعمارية للأرض حيث يبرز هذا المهرجان المقسم الى فضاءين الاول عبارة عن معرض يتضمن مختلف النماذج المعمارية الهندسية من ابتكار و تطوير مهندسين جزائريين و فضاء ثاني مخصص للورشات التطبيقية التي تعتمد على الطين كمادة أولية للبناء.