دعا المشاركون في ختام أشغال الندوة الوطنية حول تطوير السياحة الثقافية وترقيتها، اليوم الاثنين بالجزائر العاصمة، الى ضرورة تثمين واستغلال المواقع الاثرية والمعالم التاريخية والحضائر الثقافية في النشاطات السياحية واعداد مدونة للمهن المتعلقة بالسياحة الثقافية مع استخدام وسائل الاتصال الحديثة للترويج للسياحة الوطنية والمحلية. وفي هذا الاطار، أوصى المشاركون في أشغال الورشات الثلاث التي عكفت على مناقشة اهمية استغلال المواقع الاثرية في النشاط السياحي ودعم التكوين وكذا ادراج وسائل التقنيات الحديثة في مجال الاتصال لتطوير السياحة الثقافية، بضرورة تخصيص فضاءات ملائمة لممارسة النشاط السياحي والتجاري والحرفي قرب المعالم الاثرية مع منح تحفيزات جبائية للحرفيين ومرافقتهم في مجال التسويق والترويج بالمنتوج الحرفي في مواقع سياحية ذات طابع ثقافي. كما شددوا على ضرورة ترشيد استغلال المواقع الاثرية والمعالم التاريخية والحضائر الثقافية في النشاط السياحي والعمل على تعزيز الاستثمار في هذه المواقع مع تمكين وكالات السياحة الاسفار المتعمدة من فتح محلات وفق المواصفات على مقربة المواقع الاثرية والتاريخية لتوفير الخدمات السياحية واخضاعها للمراقبة التفتيش بين القطاعات المعنية وتعزيز الامن. كما دعا المشاركون الى اعداد مدونة لمهن السياحة وتكييف التكوين وتحيين البرامج حسب الاحتياجات وتشكيل تشكيل فوج عمل قطاعي مشترك لتعميم نمط التكوين عن طريق التمهين وتعزيز الكفاءات والمهارات واحياء المهن المرتبطة بالتراث الوطني لتنشيط الحرف وادماجها في مشاريع الثقافة وتثمين المهن المتربطة بترميم المواقع الاثرية وجعل المؤسسات المتحفية مراكز للتكوين والتمهين مع تخصيص فضاءات في هذه المعالم الاثرية لبيع المنتوجات ووضع علامة الجودة عليها. وألحت التوصيات أيضا على ضرورة ادراج مختلف وسائل التواصل الاجتماعي وتكنولوجيات الاعلام والاتصال الحديثة للتعريف بالسياحة الثقافية مع تطوير تقنيات التسويق الحديثة. وأكد المشاركون ايضا على ضرورة تنسيق الجهود بين مصالح الاتصال في المؤسسات السياحية والثقافية والفاعلين في المجال من اجل بلورة منتوجات سياحية ثقافية متنوعة والترويج بالمنتوج السياحي الثقافي لترقية المقصد السياحي الوطني والاعتماد على الرقمنة في هذا الاطار. وفي ختام هذا اللقاء، شدد الامين العام لوزارة الثقافة، اسماعيل اولبصير، ممثلا لوزير الثقافة، عز الديم ميهوبي، على اهمية تنظيم هذه الندوة التي ستساهم --كما قال-- في "ترجمة الرغبة السياسية للحكومة، الرامية الى تجسيد برنامج التنمية لرئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، الذي ينص على جعل قطاع السياحة من ضمن القطاعات المعول عليها في تحقيق التنمية الاقتصادية خارج اطار المحروقات". من جهته، دعا وزير السياحة والصناعة التقليدية، حسن مرموري، الى اعداد دليل سياحي يشمل مختلف المواقع الاثرية والتاريخية والحضارية قصد استغلالها في المجال السياحي مع دعم العمل المشترك بين الجانبين في اطار أفواج عمل ولجان مشتركة وفق برامج محددة ومضبوطة من اجل ترقية السياحة الثقافية.