أكدت الدول الضامنة، في بيانها المشترك في ختام الجولة السادسة عشر، من "اجتماع أستانا" حول سوريا، على التزامها بسيادة هذا البلد ووحدة أراضيه مبرزة "ضرورة مواصلة العمل المشترك لمكافحة الإرهاب في سوريا حتى القضاء عليه بشكل نهائي". وشددت الدول الثلاث (روسيا- تركيا- إيران)،في اجتماعاتها بالعاصمة الكازاخية "نور سلطان", على التزامها الثابت بسيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها والأهداف والمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأممالمتحدة, مؤكدة على ضرورة احترام وتطبيق هذه المبادئ من قبل الجميع. وأعربت عن قناعتها بالابتعاد عن أي حل عسكري للنزاع السوري,متمسكة بتقديم دعم للعملية السياسية العاملة وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 2245. وبدأت الجولة السادسة عشر من مباحثات أستانا, أول أمس الأربعاء, في العاصمة الكازاخية ,وضمت وفدين من الحكومة السورية والمعارضة, وممثلين عن الدول الضامنة (روسيا -تركيا- إيران), ووفودا من الأردن والعراق ولبنان, بصفة دول مراقبة, وكذلك ممثلين عن الأممالمتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر. واستعرضت الدول الضامنة بالتفصيل , تطورات الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب, وشددت على ضرورة دعم التهدئة على الأرض من خلال تطبيق الاتفاقات المبرمة بهذا الخصوص بالكامل. الدول الضامنة أدانت الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على سوريا والتي تخالف القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وسيادة سوريا ودول جوارها وتهدد استقرار وأمن المنطقة,وتدعو إلى وضع حد له. وتضمن البيان الختامي لاجتماع استانا "قلق عميق للدول بخصوص الوضع الإنساني في سوريا وتأثير جائحة فيروس كورونا التي تعيق عمل نظام الرعاية الصحية وتزيد الظروف الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية في البلاد تعقيدا" . وأبدت الدول الضامنة في هذا الخصوص رفضها لكافة العقوبات أحادية الجانب المخالفة للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وميثاق الأممالمتحدة,لاسيما في ظروف الجائحة مشددة على ضرورة تفعيل المساعدات الإنسانية إلى السوريين في كافة مناطق البلاد "دون أي تمييز وتسييس أو فرض شروط مسبقة". كما تمت دعوة المجتمع الدولي والأممالمتحدة ووكالاتها الإغاثية, لتكثيف المساعدات إلى سوريا, لا سيما من خلال تطبيق مشاريع تستهدف إعادة إعمار البلاد في أسرع وقت ممكن, بما يشمل البنى التحتية الاساسية والمائية والكهربائية والمدارس والمستشفيات ,بالإضافة إلى إزالة الألغام,وذلك وفقا لمعايير القانون الإنساني الدولي. الى ذلك شدد البيان على أهمية الإسهام في العودة الآمنة والطوعية للاجئين والنازحين إلى مناطقهم داخل سوريا وضمان حقهم في العودة والحصول على الدعم, داعية المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم اللازم إلى اللاجئين والنازحين السوريين, معربة عن استعدادها لمواصلة التعاون مع كافة الأطراف المعنية بهذا الشأن,منها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وغيرها من المنظمات الدولية المختصة. واتفقت الدول الضامنة على عقد الجولة ال 17 من المفاوضات ب"صيغة أستانا" في مدينة نورسلطان بحلول نهاية العام الجاري,مع الأخذ بالاعتبار الأوضاع الوبائية.