تشهد الخدمات الصحية بولاية تلمسان في الآونة الأخيرة تحسنا ملحوظا بعد الانتهاء من عملية رقمنة الهياكل الصحية ضمن عملية أطلقتها المديرية الولائية للصحة و السكان في إطار تحسين أداء هذه المؤسسات. وصرح المدير الولائي للصحة محمد عامري ل /وأج أن مديريته انتهت مؤخرا من رقمنة مختلف الهياكل الصحية التابعة لها حيث شملت العملية 44 عيادة متعددة الخدمات للصحة الجوارية و مصلحة الاستعجالات الطبية الجراحية للمركز الاستشفائي الجامعي "تيجاني دمرجي" و المؤسسة الاستشفائية المتخصصة "الأم و الطفل" بتلمسان و كذا المؤسسات العمومية الاستشفائية بكل من بلديات الغزوات و الرمشي و مغنية و ندرومة و سبدو. و أشار ذات المسؤول إلى أن هذه العملية جاءت تطبيقا لتعليمات الوزارة الوصية في إطار مخطط العمل الخاص بالمريض الذي يشمل سبعة محاور من بينها الرقمنة من أجل تحسين الخدمات لفائدة المرضى. و تساهم هذه المبادرة في ضبط و تحديد مواعيد الفحوصات و التحاليل و سرعة التكفل بالمرضى و تحسين ظروف الاستقبال و التوجيه و تسيير الفحوصات الطبية بمختلف المصالح خاصة مصلحتي الأشعة و التحاليل الطبية بهدف تقليص فاتورة اقتناء المعدات بهاتين المصلحتين ومتابعة نتائجهما عن بعد من طرف الأطباء بمختلف المصالح ، وفق ما جرى شرحه. و أبرز المتحدث بأنه تم تسخير 300 جهاز من حواسيب و شاشات للعرض لضمان السير الحسن لهذه العملية التي تجري بالتنسيق مع عدة شركاء فاعلين من بينهم المديرية العملية ل "اتصالات الجزائر" بتلمسان لضمان خدمات ربط بالانترنت لهذه الهياكل الصحية ذات جودة عالية. كما تم من جهة أخرى تفعيل التطبيق الوزاري المتعلق بالملف الإلكتروني للمريض "DEMdz" عبر مختلف مصالح الاستعجالات الطبية الجراحية للمؤسسات الإستشفائية و المركز الإستشفائي الجامعي لتلمسان يسمح للفرق الطبية المناوبة بالاطلاع على ملفات المرضى بطريقة الكترونية و هي عملية يجري تعميمها تدريجيا على باقي الهياكل الصحية بالولاية ، إستنادا لنفس المصدر الذي يرتقب مع نهاية السداسي الأول من السنة الجارية توسيع العمل بهذا النظام بالهياكل الصحية ما بين الولايات. إرتياح كبير لدى مسيري المؤسسات الصحية و المرضى لتوظيف الرقمنة في القطاع سجل إرتياح كبير لدى مدراء بعض المؤسسات الصحية بالولاية نتيجة توظيف الرقمنة في تسيير الفحوصات الطبية و توجيه المرضى، حسبما صرح به ل /وأج مدير المؤسسة العمومية للصحة الجوارية لتلمسان مطالسي ثاني محمد، مشيرا إلى أن العملية سمحت بتسيير نظام المواعيد بشكل ممتاز علاوة على تمكين الأطباء عبر 12 عيادة صحية تابعة لمؤسسته من الاطلاع على نتائج الأشعة الخاصة بالمرضى عبر شبكة تواصل داخلية تم إنجازها. و ينتظر، وفق ذات المتحدث توسيع هذه العملية خلال الأيام القليلة المقبلة لتشمل نتائج التحاليل الطبية و تحرير الوصفات الطبية بطريقة إلكترونية و إعداد وصفة الأدوية الخاصة بالصيدلية المركزية للمستشفى الجامعي لتلمسان عبر منصة رقمية و كذا تسيير مواعيد إجراء الفحوصات المتخصصة بشكل مضبوط. و أضاف نفس المصدر من ناحية أخرى أن نظام الرقمنة مكن الأطقم الطبية بمختلف العيادات الطبية العمومية من استقبال أكبر عدد من المرضى يفوق 180 مريضا يوميا بالعيادة الواحدة إلى جانب تقليص استعمال الورق في التعاملات اليومية ما بين مختلف المصالح الصحية. و عبر بعض المرضى الذين إلقتهم وأج بالمؤسسة الصحية المذكورة عن ارتياحهم لهذه المبادرة التي اعتبروها مميزة من ناحية التنظيم و مربحة للوقت و مفيدة في توجيه المرضى نحو مختلف المصالح لإجراء الفحوصات الطبية دون عناء الانتظار. و حسب قولهم وضعت هذه المبادرة من جهة أخرى حدا لمشكل الطوابير الذي كانت تسوده الفوضى نتيجة عدم التزام بعض الأشخاص بدورهم.