الكيان الصهيوني يواصل ارتكاب جرائمه الشنيعة بحق الشعب الفلسطيني وسط دعوات دولية بوقف العدوان

لليوم ال19 على التوالي،, يواصل الكيان الصهيوني ارتكاب المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث قصفت الأحياء السكنية والمستشفيات وتجمعات المواطنين والمساجد والكنائس، مما أدى لسقوط 6504 شهيد ونحو 19 ألف جريح لحد الساعة، وسط دعوات دولية بوقف العدوان على غزة والضفة الغربية المحتلة، وممارسة ما يلزم من ضغوطات تكفل وصول جميع الاحتياجات الأساسية الإنسانية للقطاع المحاصر.
و أفاد التقرير اليومي لوزارة الصحة الفلسطينية, الاربعاء, بأن حصيلة الشهداء في قطاع غزة ارتفعت إلى 6400, و104 في الضفة الغربية, منذ بدء العدوان الصهيوني في 7 أكتوبر, فيما وصل عدد الجرحى في غزة إلى 17 ألف و 1900 في الضفة الغربية, لافتة إلى أن نسبة الشهداء من الأطفال والسيدات والمسنين وصلت إلى نحو 70 في المئة, و أن عدد الشهداء الأطفال من الحصيلة الإجمالية في قطاع غزة والضفة الغربية وصل إلى 2500.
و لم تسلم المستشفيات من القصف حيث يتعمد الكيان الصهيوني استهدافها وشل خدماتها كليا, من خلال التعنت في فرض الحصار الشامل على غزة والذي يشمل قطع كل انواع الامدادات من ماء وطعام ومصادر الطاقة وغيرها, بغرض تصفية الاراضي الفلسطينية من سكانها.
و في هذا السياق, حذرت منظمة الصحة العالمية, أمس الثلاثاء, من إغلاق المستشفيات بقطاع غزة بسبب الأضرار التي لحقت بها جراء العدوان الصهيوني المتواصل, مؤكدة على ضرورة تقديم الإمدادات الصحية والحيوية لها بشكل عاجل, مشيرة الى أنها لا تزال غير قادرة على توزيع الوقود والإمدادات الصحية الأساسية المنقذة للحياة على المستشفيات الكبرى شمال قطاع غزة, بسبب الافتقار إلى الضمانات الأمنية.
و إضافة إلى المستشفيات التي اضطرت إلى إغلاق أبوابها بسبب الأضرار التي لحقت بها والهجمات, حيث أغلقت ستة مستشفيات في مختلف أنحاء قطاع غزة أبوابها بسبب نقص الوقود, أكدت منظمة الصحة أنه "ما لم يتم تسليم الوقود الحيوي والإمدادات الصحية الإضافية بشكل عاجل إلى غزة, فإن آلاف المرضى الفلسطينيين سيكونون معرضين لخطر الموت أو حدوث مضاعفات طبية" مع توقف الخدمات الحيوية بسبب نقص الكهرباء.
من جهتها, قالت الناطقة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني, نيبال فرسخ, إن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة هي "أكثر من كارثية" و "المعاناة لا يمكن وصفها", مشيرة الى انهيار النظام الصحي, فحتى الآن "12 مستشفى خرجت عن الخدمة من أصل 35 في قطاع غزة".
كما لفتت الى ان مجموع ما تم استلامه من معبر رفح هو 62 شاحنة فقط, "وهو عدد قليل جدا وبمثابة نقطة في بحر الاحتياجات".
أما وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا), فقد حذرت من أنه إذا لم يتم تسليم الوقود بشكل فوري فإنها ستضطر إلى ايقاف عمليات الإغاثة مساء الأربعاء في جميع أنحاء قطاع غزة.
و تأتي هذه التحذيرات في حين تكافح المستشفيات في غزة لعلاج أعداد كبيرة من الجرحى بموارد متضائلة, وبينما قالت السلطات الصحية إن عدد الشهداء في ارتفاع مستمر.
الكيان الصهيوني يرتكب "انتهاكات جسيمة" بحق أطفال غزة
و أمام هذه الاوضاع الخطيرة المتصاعدة, طالب الرئيس الفلسطيني, محمود عباس, مجلس الأمن الدولي بوقف فوري للعدوان الصهيوني على الفلسطينيين, وتوفير الحماية الدولية العاجلة لهم, والانتقال إلى الحل السياسي وذلك بتنفيذ حل الدولتين وفق الشرعية الدولية.
كما شدد على ضرورة فتح ممرات دائمة للإغاثة الإنسانية, مضيفا ان الكيان الصهيوني "ابتعد عن السلام و اختار الحلول العسكرية والأمنية وعمل على تقويض حل الدولتين والاتفاقات الموقعة و استبدلها بتعميق الاستيطان وسياسات الضم والتطهير العرقي والتمييز العنصري في القدس والضفة, علاوة على الإمعان في حصار قطاع غزة و انتهاك الوضع التاريخي والقانوني للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والإصرار على تغيير هوية وطابع مدينة القدس".
من جهتها, قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية أن المجتمع الدولي أمام اختبار جدي ومصيري بشأن قدرته على حل الصراع بالطرق السياسية التفاوضية, بما يضمن نيل الشعب الفلسطيني حقوقه العادلة والمشروعة, مطالبة إياه بالتحلي ب"الجرأة والشجاعة, وتحمل مسؤولياته" في وقف عدوان الاحتلال المدمر على قطاع غزة, وضرورة بذل جهود حقيقية من أجل التوصل إلى حل سياسي ينهي الاحتلال ويضع حدا لمعاناة الشعب الفلسطيني, ويحقق السلام العادل القابل للحياة, بعيدا عن جبروت القوة وعنجهيتها التي فشلت في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
و على خلفية هذه التطورات الخطيرة المتسارعة, دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إلى الوقف الفوري للعدوان الصهيوني على غزة ووصول الإغاثة بشكل مستدام ودون عوائق إلى القطاع, بعد اعلانها عن استشهاد نحو 2500 طفل في غزة وإصابة ما يزيد عن 5300 بجروح.
و أكدت على أن قتل الأطفال والهجمات على المستشفيات والمدارس ومنع وصول المساعدات الإنسانية تشكل "انتهاكات جسيمة" لحقوق الأطفال.
يذكر ان محافظات الضفة الغربية شهدت اليوم الأربعاء مسيرات ووقفات منددة بجرائم الاحتلال الصهيوني المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني ومساندة للمعتقلين في سجون الاحتلال, كما طالب المشاركون بلجم العدوان والتدخل الفوري لإيقاف النزيف والتدمير الممنهج في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية والدواء والوقود إلى أهالي القطاع.