حصد الفيلم القصير ''خويا'' للمخرج الجزائري يانيس كوسيم، أول أمس، جائزتي النساء السجينات وجائزة الجمهور، من خلال عرضه في سجن ''أميان'' للنساء، وذلك على هامش فعاليات مهرجان ''أميان'' الدولي بفرنسا، نظرا لأهمية الموضوع الذي يعالجه وهو يصور ظاهرة ''العنف الأسري'' في المجتمع الجزائري، من خلال حكاية أسرة يفرض فيها الابن الوحيد والأصغر منطقه على بقية أفراد أسرته الصغيرة، بسبب تواطؤ أمه معه ضد بناتها الثلاث. نال فيلم ''خويا'' الذي عرض على هامش مهرجان ''أميان'' الدولي للفيلم بفرنسا، إعجاب السجينات من خلال عرضه في أحد سجون النساء بالمنطقة، فقد استحسنت السجينات الموضوع الذي يتطرق إليه الفيلم من خلال تصويره لمظاهر العنف الأسري، الذي يفرض فيه الذكر نفسه على بقية أفراد أسرته الإناث، ففي مدة لا تتجاوز ال 15 دقيقة، يروي الفيلم قصة يمينة ونبيلة وإيمان، ثلاث أخوات يتعرّضن للضرب من قبل أخوهن تقريبا كل يوم على مرأى ومسمع أمهن التي لا تتدخل لمنع المأساة التي تعيشها بناتها. وتصور أحداث هذا الفيلم، الذي نال إعجاب السجينات اللواتي منحن له جائزتهن إلى جانب جائزة الجمهور بسجن ''أميان''، مجموعة من العلاقات الاجتماعية التي تربط أفراد أسرة واحدة يحاول المخرج من خلالها معالجة ظاهرة ''العنف الأسري'' في المجتمع الجزائري، وذلك انطلاقا من قصة البنات الثلاث ''يمينة، نبيلة وإيمان'' اللواتي جسد دورهن كل من سامية مزيان وسليمة عبادة وصوفيا اللواتي يتعرضن للضرب يوميا من قبل الأخ الأصغر لهن الذي جسد دوره الممثل نبيل عسلي، على مرأى ومسمع الأم ''صونيا'' المغلوب على أمرها، حيث أنها لم تكن تقوى على فض النزاع بين أولادها، حيث منطق السلطة والصوت المفرد من سطوة وبطش الأخ بتواطؤ مع الأم، وذلك رغم كونه يصغر شقيقاته سنا، وما يزال طالبا في الجامعة. للتذكير، فإن المخرج يانيس كوسيم من مواليد 1977 بمدينة سطيف، أخرج العديد من الأفلام الوثائقية، وبرصيده ثلاثة أفلام قصيرة آخرها ''خويا'' الذي شارك به في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية منها: الدورة الأخيرة للأيام السينمائية لقرطاج، مهرجان أبو ظبي السينمائي، مهرجان نامور، كما افتك الفيلم القصير ''خويا'' جائزة لجنة التحكيم عن فئة ''نمر الغد'' ضمن فعاليات مهرجان لوكارنو الدولي في دورته الأخيرة، كما اختير الفيلم القصير ''خويا'' للمشاركة، مؤخرا، في المنافسة الرسمية للطبعة ال 25 للمهرجان الدولي للفيلم الفرانكوفوني ببلجيكا.
