اُفتتح برواق عائشة حداد بوسط العاصمة، أمس، معرض تشكيلي للفنان الصاعد فريد أمرار، تحت عنوان ''الحديقة الخيالية'' الذي ضم أكثر من خمس عشرة لوحة تنوعت بين الواقعية والسريالية. وتم الافتتاح بحضور مختصين ومهتمين بهذا الفن الراقي، وستدوم التظاهرة الفنية إلى غاية أواخر شهر جوان المقبل. عبّر فريد أمرار عن شغفه لمشاركته الثانية برواق عائشة حداد الواقع بوسط العاصمة، وهذا بعد أن تلقى معرضه نجاحا هذه السنة في كل من سفارة فرنسا بالجزائر، إلى جانب بالمعهد الثقافي الفرنسي بالباهية وهران، كما تحدث أمرار خلال افتتاح المعرض الذي جاء تحت عنوان ''الحديقة الخيالية ''عن تجربته الفنية على طريقة الأكاديمية التي قادته إلى طريق التألق والإبداع، وذلك منذ أن تحصل على شهادة الوطنية للفنون التشكيلية بمدينة مستغانم سنة .2004 وقد شهدت لوحات الفنان أمرار تغيرا ملموسا عن سابقتها، حيث وقع اختياره هذه المرة على وصف العاصمة الجزائرية في الوقت الراهن، وهذا بعد أن تفنن في أعماله السابقة برسم ما تبقى من مدن جزائرية التي تعبق برائحة الماضي الجميل على شاكلة حي القصبة والمعالم الأثرية التي تمثل الذاكر الجماعية الجزائرية. كما أن الشيء المميز بلوحات فريد أمرار أنه رحل من خلال ريشته بالزوار إلى شوارع العاصمة الجزائرية، حيث كشف عن كل الحركات وعن أدق التفاصيل الموجودة داخل ضجيج العاصمة، وقد اعتبر المزج والزخم المتناثر بمساحة لوحاته هو ذلك المزج بين الحركات والمدارس والتيارات في الوسط الفني، كما أن الشيء الجميل الذي ميز تلك اللوحات أيضا أن الفنان فضّل استعمال كل المواد القابلة للقراءة، حيث جمع بين تقنية الحبر الصيني والألوان الزيتية، وحتى غبار الفحم، هو الآخر كان موجودا بأعماله ليعطي نظرة جمالية أخرى عن الفن. ومن بين اللوحات التي شدت انتباه زوار المعرض، اللوحة المعنونة ''devant la mer'' التي كشف فيها الفنان بصدق عن الجمال الطبيعي الذي تمتع به شواطئ العاصمة، وهذا إن تدخلت في بعض الأحيان يد الإنسان لتشكيل لمساتها المعاصرة، غير أن البحر يظل يتمتع بسحره البراق. أما اللوحة الثانية التي جاء تحت عنوانencore une toile، فهي الأخرى كشفت عن الجمال الأزلي لهذه المدينة الساحرة بعمرانها الضخم وأزقتها الضيقة التي تحمل في ذاكراتها حكايات من الوقت الراهن.
