"الدولة لا تدعمنا لطبع أعمالنا ... بعض المسؤولين وعدونا وأخلفوا الوعود ... رئيس سابق للمجلس الشعبي الولائي سلمته ديواني ليطبعه وقد انقضت عهدته دون وفاء ..." كانت هذه بعض الانطباعات التي أخذناها من بعض شعراء الملحون ببلديات ولاية الجلفة على هامش لقائهم في الندوة الولائية للشعر الملحون التي احتضنتها مدينة حاسي بحبح أمس الخميس تخليدا لذكرى الشاعر "المرحوم خذير أحمد بن داود 1884-1957". وقد احتضنت حاسي بحبح حوالي ثلاثين شاعرا في الملحون جاؤوا من بلديات مسعد وزنينة والشارف وبن يعقوب وعين الابل والجلفة وعين وسارة وبويرة الأحداب والقديد ومنطقة أم الشقاق. وهذا في لقاء نظمه فرع الرابطة الولائية للأدب الشعبي ونشّطه الشاعر والقاص بهناس محمد ورعاه كل من المجلس الشعبي البلدي لبلدية حاسي بحبح والسيد والي الولاية بالتنسيق مع مكتبة المطالعة "نورة بن يعقوب". وبعد فعاليات الافتتاح الرسمي للندوة الولائية، ألقى الباحث بلقاسم الشايب مداخلة أجمل فيها بعض المفاهيم حول الشعر الشعبي حيث دعا الى اعتماد مصطلح "الشعر الملحون" بدل مصطلح "الشعر الشعبي" وهذا لأن لا فرق بين قصيدة ملحونة وأخرى فصيحة أو مترجمة الا من حيث اسلوب الشاعر وقصديته وخلفياته. وبخصوص وضع الشعر الملحون بولاية الجلفة، قال الأستاذ بلقاسم الشايب أنه اذا كان الحج عرفة فإن الشعر بولاية الجلفة هو عرفة الشعر الجزائري ككل. مشيدا في كلمته بالشاعر "المرحوم خذير أحمد بن داود 1884-1957" الذي ترك تراثا شعريا ملحونا يواكب فترة تحولات مجتمعية كبرى بولاية الجلفة جاءت بعد تأسيس مدينة الجلفة سنة 1852 كمركز عسكري ثم ترسيمها سنة 1861. كما أشار السيد بلقاسم الشايب الى قصيدتين للمرحوم خذير بن احمد تحكيان فترتي الحربين العالميتين الأولى والثانية. وخلص ذات الباحث الى أن الشعر الملحون تشكل نصوصه مادة بحثية للمختصين في الأدب والتاريخ وعلم الاجتماع والتراث. أما بشأن سير الندوة، فقد كان الجمهور على موعد مع الحافظ والراوي "بلقاسم الذايدي الطويل" الذي أبى الا أن يحضر رغم تقدمه في العمر وظروفه الصحية. ثم تلى ذلك قراءات شعرية عديدة صنعها الشعراء الوافدون من شتى البلديات على منصة قاعة السينما بحاسي بحبح ثم في سهرة شعرية ثانية نظمت ببيت السيد "زناتي السعيد". حيث تناولت القصائد أغراضا شتى ومواضيع مختلفة مثل الأم والصحراء وحياة البادية والمديح النبوي وغير ذلك. وقد شهدت المناسبة تكريم الشعراء الحاضرين مثلما تم تكريم الرئيس الأسبق لرابطة الأدب الشعبي بالجلفة السيد "لوعيل" من طرف الرئيس الحالي السيد "لمباركي بلحاج". هذا الأخير دعا الشعراء الى الانخراط في الرابطة لتقوية صفوف الرابطة والدفاع عن الأدب الشعبي وحامليه ورفع لوائه.