تشهد عدّة أحياء ببلدية العوينات شمال عاصمة الولاية تبسة، انعدام التهيئة ورداءة في إنجاز العديد من المشاريع، ما أثار استياء المواطنين الذين ناشدوا الوالي التحرك العاجل لبرمجة عمليات تنموية في إطار التحسين الحضري لأحياء محرومة منذ عدة سنوات، ورفع التجميد عن مشاريع الكهرباء والغاز بغرض تحسين ظروف معيشة السكان. أبدى سكان الأحياء امتعاضهم الكبير بسبب انعدام مشاريع رد الاعتبار للطرقات والأرصفة، ما يغرق الأحياء في الأوحال والحفر والمطبات، خاصة أحياء الزهور، الرياض 2، البياضة و85 سكنا تساهميا وغيرها. تعيش أكثر من 15 ألف نسمة وضعية كارثية، فبمجرد تساقط زخات من الأمطار تتحول يوميات الأطفال المتمدرسين إلى جحيم رفقة الأولياء الذين يسارعون إلى احتلال مداخل المؤسسات التربوية ومغادرة العمل خوفا على أبنائهم من الأحواض المائية والأوحال. وحسب ما جاء على لسان بعض السكان ل «لشعب»، فإنّ هذه الأحياء لم تعرف التهيئة منذ أكثر من 20 سنة، في غياب تام لمعاينات المجالس المحلية المتعاقبة بالرغم من الشكاوى المتعددة، التي لم تجد أذانا صاغية. في مقابل ذلك تشهد الأحياء التي تم تهيئتها مؤخرا كحي 20 أوت 55 كارثة حقيقية بسبب انفجار مختلف قنوات الصرف الصحي والتسربات المائية التي تغرق الحي في المياه الصالحة للشرب الملوثة بالمياه القذرة المواقع، تنبعث منها الروائح الكريهة في كل الاتجاهات، وأضحت محيطا ملائما لتكاثر مختلف الحشرات. وإلى ذلك يطرح السكان إشكالية انعدام الإنارة العمومية بحي التكوين المهني وانعدام قنوات الصرف الصحي بحي الشانية مضخة. وفي هذا المقام ناشد سكان حي الشانية محطة التابعة اقليميا لبلدية العوينات والي الولاية من أجل التدخل، والنظر في الوضعية المزرية التي يعيشونها والمتعلقة بانعدام التهيئة والإنارة العمومية، ناهيك عن انعدام قنوات الصرف الصحي بمنطقة الشانية محطة. ويضطر السكان الى إنشاء حفر جانب السكنات للتخلص من المياه القذرة، وضعية أثارت استياء ساكني القرية على خلفية سياسة الترقيع والبريكولاج التي جعلت القرية الواقعة بين بلديتي الونزة والعوينات معزولة بسبب انعدام التهيئة. ولا تزال إشكاليات وعراقيل انعدام التهيئة تؤرق سكان حي الرياض 2 بالعوينات، فيما يعاني قاطنو قرية الكواوشة من انعدام الغاز الطبيعي، حيث تبقى معاناة توفير قارورات غاز البوتان تميز يوميات المواطن. في ذات السياق، تعيش أكثر من 1500 نسمة بقرية الكواوشة التي تبعد 10 كلم عن مقر عاصمة بلدية العوينات، وحي الرياض 2 بقلب مقر البلدية منذ أكثر من 15 سنة، معاناة لا نهاية لها ولم تجد أذانا صاغية للتكفل بها سيما بالنسبة لانعدام الغاز الطبيعي، إشكال أصبح يؤرقهم، خاصة وأن جلب قارورة غاز البوتان أثقل كاهلهم، حيث يرتفع ثمن القارورة إلى مستويات خيالية. جدير بالذكر، أن أنبوب غاز المدينة القادم من مدينة الحمامات مرورا بقرية الكوواشة لا يبعد عن السكنات إلا ما يقارب كيلومتر واحد، ورغم وعود مؤسسة سونلغاز والسلطات المحلية في ربط هذه المنطقة بالغاز منذ سنوات، إلا أن وعودهم بقيت حبرا على ورق. فيما لا تزال منطقة الكواوشة تنتظر الفرج بتوصيلها بغاز المدينة، الذي أصبح الأمل الوحيد للسكان للتخلص من البزنسة في غاز البوتان، في حين يغرق حي الرياض 2 في الأوحال بعد تساقط كميات بسيطة من الأمطار بالنظر لعدم تسجيل أية عملية في مشاريع التحسين الحضري، وهي المعاناة التي أثقلت كاهل الأطفال المتمدرسين وحرمت عليهم حتى الخروج أمام المنازل.