الجزائر نادت قبل 50 عاما بنظام اقتصادي دولي جديد تخلف الدول النامية سببه هيمنة مجموعة من الدول الأمن الجماعي أساسه الاستقرار والازدهار أبرز رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أمس الجمعة، مقاربة الجزائر حول ضرورة السعي نحو اقامة نظام اقتصادي جديد يضمن التكافؤ والمساواة بين مختلف الدول. قال رئيس الجمهورية في كلمة له، عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد، في جلسة الحوار رفيعة المستوى للتنمية العالمية: "أود في البداية أن أقول للسيد رئيس جمهورية الصين الشعبية الصديقة وراعي هذا الاجتماع، أن أهنئكم وبلدكم الصديق بتولي رئاسة مجموعة البريكس، مشيدا بانتقائكم الموفق للمواضيع المدرجة على جدول أعمال هذه الجلسة التي نعتبرها هامة وهامة جدا في هذا الظرف". وأضاف، أن "التوتر والتأزم الذي تشهده العلاقات الدولية اليوم يستوقفنا جميعا، ليس فقط بالنظر لحجم الحوكمة العالمية، بل تحديات الأوضاع الراهنة التي تواجه الجهود الرامية لإحلال السلم وإنهاء النزاعات والدفع بالتنمية المستدامة، وإنما أيضا لما تولد عنها من مخاطر استقطاب وما يعكسه من بوادر إعادة تشكيل موازين القوى على الساحة الدولية ورسم معالم النظام الدولي الجديد". وتابع الرئيس قائلا: "ولاشك أن ما عايشناه من تجارب سابقة يثبت أن انعدام التوازن على الساحة الدولية واستمرار تهميش الدول النامية ضمن مختلف مؤسسات الحوكمة العالمية يشكل مصدرا مؤكدا لعدم الاستقرار وغياب التكافؤ والتنمية". وليس من قبيل الصدفة -يستطرد الرئيس تبون- أن "تعيد مثل هذه التجاذبات الى الاذهان والى الواجهة الطرح الذي تقدمت به الجزائر منذ ما يقرب من 50 عاما حول ضرورة السعي نحو إقامة نظام اقتصادي جديد يضمن التكافؤ والمساواة بين مختلف الدول". من جانب آخر، تطرق رئيس الجمهورية الى الجهود الرامية الى بعث الأمن والاستقرار في مختلف أرجاء العالم، حيث قال: "الأكيد اليوم أن تخلف النمو الاقتصادي في العديد من الدول النامية ليس مسألة داخلية فحسب وإنما يستمد جذوره من اختلال فاضح في بنية العلاقات الاقتصادية الدولية والهيمنة القائمة لفائدة مجموعة من الدول". وأضاف في هذا الاطار، أن "كسر هذه الحلقة المفرغة لن يتم إلا عبر الاعتماد على روح ومبادئ وأهداف القرارات الهامة التي تبنتها المجموعة الدولية خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة وعلى رأسها القرار رقم 3201 والمتضمن الاعلان المتعلق بإقامة نظام اقتصادي دولي جديد يقوم على الانصاف والمساواة في السيادة وكذا على المصالح المشتركة المتكاملة والتعاون بين جميع الدول". في سياق متصل، ذكر رئيس الجمهورية أن "الجزائر، التي تحتفل هذا العام بالذكرى 60 لاسترجاع استقلالها الوطني وسيادتها، تؤكد استمرارية نضالها لإعلاء هذه المبادئ الهامة وتحقيق أهدافها السامية نحو بناء نظام دولي جديد يتضمن أمننا الجماعي انطلاقا من استقرار وازدهار كل منا". وتابع بهذا الخصوص قائلا: "(لا أحد منا في أمان حتى نكون جميعا في أمان)، هي الجملة التي كررناها جميعا لتخليص تجاربنا الفردية والجماعية في مواجهة مختلف التحديات الراهنة، من أوبئة وتقلبات مناخية وندرة المياه وأزمة التغذية وتهديدات أمنية متجددة، وبالتالي تقع علينا اليوم مسؤولية تجسيد مضمونها فعلا لتحقيق أهدافنا المشتركة في الأمن والرخاء في ظل التضامن والانسجام". وبذات المناسبة، أعرب رئيس جمهورية الصين الشعبية، شي جين بينغ، عن تهانيه الخالصة للجزائر بمناسبة احتفالها بالذكرى 60 لاسترجاع سيادتها الوطنية.