النتائج المحققة في البطولة العربية مشرفة جدا سنواصل العمل استعدادا للبطولة الأفريقية بتونس ثمّن مدير المنتخبات الوطنية للسباحة لمين بن عبد الرحمن، في حوار خاص لجريدة «الشعب»، النتائج المحققة في البطولة العربية في طبعتها الخامسة، والتي احتضنها المسبح الجوهرة ميلود هدفي بوهران والذي أنجز بمعايير دولية. وأكد أن النجاح راجع للعمل والمثابرة من طرف السباحين، والإمكانات التي وفرتها الاتحادية والدولة الجزائرية، الأمر الذي ساعد على تجسيد البرنامج التحضيري، حيث تم تسجيل أرقام مرضية ومن خلال مواصلة العمل ستتحسن أكثر، خاصة مع بروز أسماء شابة جديدة وعودة سباحين لهم خبرة وتجربة للواجهة، كاشفا أنهم خلال الاجتماع التقني القادم سيتم تحديد قائمة الأسماء المعنية بالبطولة الأفريقية شهر أوت بتونس والبطولة العربية للشباب شهر سبتمبر بمصر، من أجل مواصلة تحقيق النتائج الإيجابية. كما سيكون برنامج تحضيري خاص، إضافة إلى تطرق بن عبد الرحمن للبطولات المحلية وتقسيم الموسم الرياضي بصفة عامة. - «الشعب ويكاند»: ما هو تقييمكم للنتائج المحققة في البطولة العربية للسباحة بوهران 2022؟ «لمين بن عبد الرحمن»: تقييم فعاليات الطبعة الخامسة للبطولة العربية، التي جرت بوهران من 20 إلى 24 جويلية 2022، ينقسم لجانبين؛ أولا من ناحية النتائج تعتبر أفضل نتيجة تحققها الجزائر في هذا النوع من البطولات، حيث حقق سباحونا 47 ميدالية، من بينها 45 ميدالية في السباحة داخل الحوض وفي كل التخصصات، رغم المنافسة القوية التي كانت من طرف عناصر المنتخب المصري. كما حققنا برونزيتين في اختصاص المياه المفتوحة، الأمر الذي جعلنا نحصد 14 ذهبية وهي سابقة، مع احتلال المركز الثاني خلف مصر، ما يعني أن الأمور تسير مثلما سطرنا له قبل المنافسة وبلغنا كل الأهداف التي كنا نسعى لها. أما في الجانب التنظيمي فكان في المستوى، بشهادة جميع المشاركين من الدول العربية، الذين أعجبوا كثيرا بالأجواء والامكانات التي وضعت تحت تصرفهم، خاصة المسبح الذي يعتبر تحفة حقيقية، لأنه أنجز وفق معايير عالمية. وبالتالي يمكننا القول إننا كسبنا الرهان مجددا في إنجاح تظاهرات كبيرة من خلال الانضباط، من الحكام والإداريين والرياضيين، وكل هذا يعتبر مؤشرا إيجابيا للمستقبل. ولا يفوتني أن أشكر الجمهور الذي كان حاضرا ونال العلامة الكاملة من خلال الأجواء التي صنعها. - هل يمكننا القول إن السباحة الجزائرية تعيش أفضل مستوياتها؟ الشيء الجميل في البطولة العربية، أن أغلب السباحين المشاركين من صنف الشباب. وكانت البداية بالانضباط الكبير المسجل في الفترة التحضيرية التي سبقت الموعد العربي، حيث كانوا في أعلى مستوى من التركيز وسهروا على تجسيد البرنامج الذي وضعه المدربون المشرفون عليهم وهذه المثابرة والجدية، هذا ما جعلنا نسجل عددا من الأرقام الشخصية الوطنية لهؤلاء الشباب، ما يجعلنا نتفاءل بمستقبل جميل للسباحة الجزائرية، لأن الأسماء التي اعتمدنا عليها برهنت على قدراتها وإمكاناتها من خلال النتائج المحصل عليها، في الألعاب المتوسطية وكان التأكيد في البطولة العربية في صورة جواد سيود الذي حقق 3 ميداليات في الموعد المتوسطي من مختلف المعادن ونال العلامة الكاملة عربيا بتحقيق 4 ذهبيات في أربعة تخصصات. عودة سحنون الذي فرض نفسه في 50 و100 متر حرة وحقق أرقاما تسمح له بالتأهل لبطولات عالمية. ورانيا نفسي، التي حصدت 4 ذهبيات، مع بروز أسماء أخرى في صورة زيتوني، سمارة عبد اللاوي... وبهذا يمكننا القول إن السباحة الجزائرية تتواجد في أفضل حالاتها وسنواصل العمل انطلاقا من النتائج والمستوى المسجل مؤخرا. - ما هي تطلعاتكم لمستقبل السباحة الجزائرية انطلاقا من النتائج المسجلة؟ ألعاب البحر المتوسط التي جرت بوهران، تعتبر انطلاقة جديدة بالنسبة لكل الرياضات، بما فيها السباحة التي برزت بشكل لافت. الجمهور أصبح يعرف أكثر هذا الاختصاص وأنواع السباقات وتابع السباحين عن قرب وشجعهم وتفاعل معهم، الأمر الذي يعتبر دفعا جديدا، حيث كانت النتائج جدا مرضية، لأن المستوى كان عاليا جدا والمنافسة شهدت تنافس أفضل السباحين الأوروبيين على منصات التتويج، وتألق سحنون وسيود هذا الأخير حقق ثلاث ميداليات، مثلما سبق لي القول، وبعد التأكيد في البطولة العربية من خلال الأرقام المسجلة يمكننا أن نتطلع للأفضل مستقبلا، انطلاقا من الاسترجاع، لأن السباحين كانت عليهم حمولة كبيرة في الفترة الماضية، نظرا للبرنامج المكثف الذي كانوا معنيين به، سواء في مختلف البطولات المفتوحة في أوروبا أو الملتقيات الدولية، وكذا البطولة الوطنية والتحضيرات للألعاب المتوسطية والبطولة العربية، ولهذا فإن المأمورية لم تكن سهلة. وهناك سباحون بإمكانهم تحقيق أرقام أفضل مستقبلا، انطلاقا من البطولة الأفريقية بتونس بحول الله. - كيف تقيم الموسم الرياضي لحد الآن؟ الموسم الرياضي انطلق في التواريخ المحددة والرزنامة تم وضعها رفقة كل من المكتب الفيدرالي والمديرية الفنية رغم صعوبة المأمورية، بسبب الانقطاع لمدة طويلة نظرا لتفشي جائحة كورونا التي عقدت المأمورية، لكن بفضل تكاتف الجهود من الجميع في الاتحادية وكذا الأندية، لأنهم قاموا بعمل كبير في تحضير الرياضيين في الفترة التي لا يكون هناك تربص للمنتخب الوطني. إضافة إلى أننا عملنا على إدخال السباحين في تربصات متقطعة عندما تسمح الفرصة، سواء في العاصمة أو في الولايات الأخرى، لأن الجميع مرتبط بالدراسة. كما أننا قمنا بتنظيم 3 بطولات في الشهر وكل ذلك لم يكن سهلا، حيث أتعبنا الأمر وأرهق أيضا السباحين بعض الشيء، لكن الكل كان واعيا بالمسؤولية وتمكنا من تجاوز الصعوبات، وجسدنا البرنامج المسطر بإجراء كل المنافسات التي سمحت للرياضيين بالعودة لمستواهم الحقيقي عقب الانقطاع. والجميع يعلم أن رياضة السباحة تتطلب استمرارية في التحضير وفي حالة توقف سيكون إنعكاس سلبي على السباح، وبالمناسبة أشكر كل من ساهم في إنجاح الموسم الرياضي. - ماذا عن الأهداف في قادم المواعيد؟ تنتظرنا منافستين مهمتين قبل نهاية الموسم الرياضي الحالي والأمر يتعلق بالبطولة الأفريقية في الصنف المفتوح التي ستكون من 20 إلى 25 أوت القادم بتونس، تليها البطولة العربية للشباب من 7 إلى 14 سبتمبر بمصر، حيث نتطلع لتحقيق أفضل النتائج، خاصة أن السباحين الجزائريين يتواجدون في الرواق الصحيح وبمعنويات عالية بعد النتائج الإيجابية المحققة في الموعد المتوسطي والبطولة العربية أكابر، هذه الأخيرة عرفت إقحام عدد كبير من الشباب وحققوا ميداليات ستعطيهم دافعا أكبر للمواصلة في حصد النتائج الإيجابية، لأنها كانت حافزا لهم في الجانب الذهني. حقيقة ما تم تحقيقه في الطبعة الخامسة للبطولة العربية كان إنجازا وأفضل نتيجة، بالمقارنة مع الطبعات الماضية. والسر يكمن في التحضير الجيد ودعم الجمهور الذي كان له الأثر الإيجابي أيضا، حيث لمسنا تواجد كل الولايات، وكل هذا سيولد ضغطا إيجابيا لدى العناصر الوطنية لتحسين أرقامهم.