حماية المجتمع من الانحراف وتعاطي المخدرات ارتفع عدد المرشدات الدينيات من 200 إلى أكثر من 1500 حاليا، وفق ما أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي، الذي كشف بالمناسبة عن «وضع خارطة الطريق لتطوير مهام المرشدات في المجتمع». قال الوزير بلمهدي أمس لدى افتتاحه أشغال الملتقى الوطني الأول للمرشدات الدينيات، المنظم تحت شعار «الإرشاد الديني النسوي.. المهام والتحديات»، إن قطاع الشؤون الدينية يحصي 14 معهد تكوين الأئمة والإطارات الدينية إلى جانب مدرسة وطنية تابعة للقطاع. وكشف بالمناسبة عن التحضير لوضع حجر أساس إنجاز معهد جديد متخصص في تكوين الأئمة والإطارات الدينية بدولة النيجر والذي سيخصص أيضا لتكوين المرشدات تحت إشراف أستاذات مختصات في الإرشاد الديني من الجزائر. وثمن وزير الشؤون الدينية والأوقاف، الملتقى الوطني العلمي الأول من نوعه للمرشدات الدينية، على اعتبار أنه بمثابة «خارطة الطريق لتطوير الإرشاد الديني النسوي». وفي كلمة ألقاها أمام الحضور قال إن «المرشدات الدينية لديهم مستوى عال فهن حائزات على الماجستير والدكتوراه واغلبهن حاملات لشهادة الليسانس، والمرشدة الدينية هي التي ساندت النبي صلى عليه وسلم دعوته فكانت زوجته خديجة تهدئ من روعه واحتضنت الدعوة الشريفة إلى عبادة الله وحده». وتحدث في هذا الشأن أيضا: « لقد أصبح للمرأة دورا مهما في المجتمع أكثر من السابق، وكما تعلمون بأنها لعبت دورا كبيرا لنصرة جيش التحرير الوطني خلال ثورة التحرير بكل ما تملك، وكانت تحضر للمجاهدين الخبز وتشد صلبهم وتقوي ظهرهم وترفع من معنوياتهم لكي يواجهوا المستدمر الغاشم». وقال بلمهدي حول الإرشاد الديني: «الملتقى هو عبارة عن تباحث حقيقي لوضع خارطة الطريق لتطوير المهام، والتي ينبغي أن لا تقتصر في إرشاد النساء في الجانب الديني، بل تقوم المرشدة الدينية بأدوار كثيرة منها التعليم ومحو الأمية، كما تفتح المرشدة الدينية المسجد للمرأة القانونية لتوضح للنساء حقوقهن، والطبيبات أيضا يمكن لهن تقديم دروس للمرأة حول أمراض النساء» وأكد الوزير بأن الهدف من إقامة الملتقى ترقية نشاط المرشدات لتصبح مهامها تسهم بشكل كبير في إصلاح المجتمع، من خلال لعب الوساطة ضد التفكك الأسري وتمرد الأطفال، وكذا حماية المجتمع من الانحراف وتعاطي المخدرات. واستدل بلمهدي بأهمية الإرشاد في إصلاح المجتمع في إشارة إلى عملهن التوعوي خلال جائحة كورونا التي ضربت الجزائر « المنظومة الدينية داخل المساجد استطاعت أن تعطي للجزائر الحصانة والقوة مع مؤسسات أخرى لتنتصر على الوباء واستطعنا أن نخرج بأقل الخسائر مقارنة مع دول أخرى» وقال الوزير بأنه كان يفضل أن يحضر الملتقى مرشدات من دول الساحل على غرار تشاد التي تحوز على هيئة العالمات، وأن عالمات من السنغال أيضا يردن أن يندمجن مع مسعى الإرشاد الديني في الجزائر، ويتضمن برنامجنا فتح المجال أمام بعض الدول للمشاركة في ملتقيات مستقبلية حول الإرشاد. وتابع بالقول « المرشدة الدينية الجزائرية تستطيع أن تبث ما عندها من خير، من نور، من إشراق، ضمن الوسطية والاعتدال، وفق المرجعية الدينية الوطنية، وتستطيع أن تنشر الفكر والعلم في أرجاء إفريقيا ولِمَ لا العالم كله، كما تفعل مرشدات دينية جزائرية في مساجد فرنسا ولهن أثار لعملهن على المجتمع هناك «.