وجه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، رسالة بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال 61 لعيد الاستقلال والشباب، دعا فيها بعد الترحم على أرواح شهداء الجزائر الأبرار والتذكير بتضحياتهم، إلى المزيد من اليقظة والعمل لكسب رهان التحول نحو أنماط جديدة مسايرة للعصر في التفكير والتدبير والتسيير، تقضي بصورة نهائية على مفاهيم الاتكالية والريع وإلى تثمين قيمة العمل والجهد والانخراط في عالم المقاولاتية واقتصاد المعرفة، بإنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. ذكر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في رسالته التي جاءت بمناسبة عيد الاستقلال، بتضحيات الشهداء الأبرار في مواجهة الطغيان والظلم واستبداد الاستعمار الفرنسي في سبيل تحرير الأرض وإقامة دولة جزائرية مستقلة، وهو الإرث المشترك الذي ينبغي على كل الجزائريين المحافظة عليه، والعمل من أجل الحفاظ على قيم ومبادئ وأسس ووحدة الدولة الجزائرية والمجتمع الجزائري، هذا ما أراد الرئيس من خلال رسالته التذكير به، عرفانا لتضحيات الشهداء، الذين ينعم بفضل تضحياتهم، الشعب الجزائري اليوم، بالحرية والاستقلال، حاثا في نفس الوقت على مواصلة السير على نهج الشهداء في التضحية ونكران الذات، من أجل عزة وسؤدد الوطن. وبعث الرئيس في رسالته بخطاب مفاده أن الأمة الجزائرية لا تزال على ارتباط تاريخي بمبادئ ثورة أول نوفمبر وقيمها المجيدة، ولا تزال حريصة على وديعة الشهداء الذين حرروا هذا الوطن، مذكرا بما تركوه من مبادئ وأسس ومرتكزات وثوابت للأمة، جوهرها بيان أول نوفمبر، الذي رسم معالم الدولة الجزائرية، ومعالم سياستها الداخلية والخارجية. كما تضمنت الرسالة تذكيرا آخر فحواه أن الجزائر تستلهم من ماضيها المشرف والمجيد لرسم حاضر مشرق واستشراف مستقبل واعد، يضمن تحقيق الرفاهية في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية ويحفظ كرامة المواطن التي اعتبرها الرئيس تبون عبر مختلف تدخلاته، خطا أحمر، وذلك بعد شق طريق الاستقلال، ورسم الجزائر لمعالم طريق واضحة للمستقبل من خلال فتح العديد من الورشات وبعث أقطاب نمو من شأنها أن تحدث الإقلاع المنشود، وعليه فقد كان التركيز من طرف الرئيس في رسالته على بناء الاقتصاد الجديد المعتمد على روح الشباب المقاولاتية واقتصاد المعرفة باعتبار أن التنمية هي عصب البناء المجتمعي، مؤكدا أن هذا الرقي لن يكون إلاّ بتكاتف سواعد جميع أبناء الجزائر المخلصين والتخلي "بصورة نهائية على مفاهيم الإتكالية والريع و (عقلية البايلك) المهدرة للثروات الوطنية. وأشار الرئيس في ذات الرسالة، إلى إرهاصات العهد الجديد التي باتت تترجم حركية الاستثمار الوطني والأجنبي المتصاعدة، والتي اندمج فيها الشباب الجزائري، بإنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، بفضل الإصلاحات التي جاء بها قانون الاستثمار الذي أولاه رئيس الجمهورية أهمية قصوى، حيث جاء بقائمة طويلة من التحفيزات والامتيازات والضمانات التي يمكن أن يستفيد منها أي مستثمر، وطنيا كان أو أجنبيا، وهذا تكريسا لمبدأ المساواة وحرية العمل، لكن شريطة الوفاء بمجموعة من الالتزامات الاستثمارية الضامنة لمصالح الدولة ولجدية العملية الاستثمارية. علاوة على ذلك خص الرئيس تبون في رسالته بمناسبة الاستقلال المجيد، الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، بالتهنئة والتحية، مجددا إرادته الصادقة في الوفاء لثقته الغالية للارتقاء بالجزائر إلى مصاف الدول الصاعدة، مستذكرا بذلك دوره الجوهري والمحوري في مسيرة بناء الوطن والحفاظ على الوحدة الوطنية والدفاع عن السيادة الوطنية، والذي تمكن من تحقيق نتائج باهرة في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة من باب الدفاع عن مبادئ الثورة المجيدة وصون سيادة وأمن الوطن وحماية الحدود وحرمة الأراضي ووحدة الشعب، إلى جانب مساهمته في تطوير الاقتصاد الوطني من خلال إستراتيجية مدروسة تسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتلبية حاجيات السوق الوطنية وتطوير القاعدة الصناعية للبلاد، وقد كانت هذه الجهود محل تقدير وعرفان من قبل رئيس الجمهورية الذي أشاد في كل مناسبة بالأدوار الريادية والمحورية للجيش الوطني الشعبي الذي يواصل مهامه في حماية الوطن، وفاء لرسالة الشهداء.