إبراز الجانب الإنساني والحضاري لدولة الأمير عبد القادر أشرف وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، أمس الأحد، بالجزائر العاصمة، على ندوة تاريخية بمناسبة الذكرى 191 للبيعة الثانية للأمير عبد القادر الجزائري والذكرى 21 لوفاة المجاهد بن يوسف بن خدة. أبرز ربيقة في كلمة له في افتتاح هذه الندوة، التي احتضنها المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، تحت عنوان "دور المرجعية الشرعية والشعبية في مبايعة الأمير عبد القادر"، حرص الوزارة على "تخليد سيرة النماذج التي سطرت في ذاكرة الوطن تاريخا حافلا مشرفا بالوفاء يسمو بمعاني الرجولة والتضحية بأرواحهم ودمائهم الطاهرة الزكية".ويرمي ذلك، مثلما أوضحه الوزير، إلى "تعزيز الشعور بالانتماء الى هذه الأرض الطاهرة والاعتزاز بالوطن" وهذا من أجل "إيقاد شعلة الحس الوطني في نفوس أجيال الشباب لينخرطوا في مشروع التجديد ويساهموا بإرادتهم الحضارية في استكمال معركة البناء والتشييد".كما لفت الوزير إلى أن "إحياء هذه المناسبة التاريخية المتجددة والمحطات المشرقة في تاريخ الجزائر، يجعلنا ندرك أن تطلعنا إلى بناء جزائر صاعدة يستوجب إعادة الاعتبار لقيمة الجهد والعمل والسهر على وحدة صفنا وتكاتف جهودنا والاضطلاع بالمسؤوليات على أتم وجه في مختلف القطاعات وفي كل المواقع حتى تتكرس روح المواطنة والتضامن ويتجذر الشعور بالواجب الوطني". في السياق، أبرز مختصون مشاركون في ندوة تاريخية بعنوان "ميثاق البيعة العامة وأبعاده الحضارية في إرساء معالم الدولة الجزائرية الحديثة"، نظمت، أمس الأحد، بمعسكر، الجانب الإنساني والحضاري لدولة الأمير عبد القادر.أشار الأستاذ عبو ابراهيم من جامعة "مصطفى اسطمبولي" لمعسكر، خلال هذا اللقاء، الذي أقيم بمناسبة إحياء الذكرى 191 للمبايعة الثانية للأمير عبد القادر، أن "دولة الأمير عبد القادر رسخت قواعد احترام حقوق أسرى جيش الاحتلال الفرنسي، فضلا عن تكريسها للقيم الإنسانية النبيلة وكذا قيم التسامح".من جهته أبرز الأستاذ مختار بونقاب، من نفس الجامعة، "الجانب الحضاري لدولة الأمير عبد القادر، من خلال اهتمامها بتشييد مدارس بمناطق عدة بالوطن لتعليم القرآن الكريم وعلوم الشريعة والفقه واللغة العربية وآدابها وتشييد دار لسكّ النقود وإنشاء إدارة مهيكلة، إلى جانب إقرارها مبدأ المساواة ما بين الجزائريين في دفع الضرائب".كما ذكرت الأستاذة، بغدود مريم، من جامعة معسكر، بأن الدولة الجزائرية الحديثة التي أسسها الأمير عبد القادر، كرست المفاهيم المتعلقة بحقوق الإنسان، إضافة إلى إيلائها الأولوية القصوى في مجال تحقيق مبدإ المساواة وتربية جيل من الجزائريين حاملين لفكر مقاومة المحتل الفرنسي. من جهة، أخرى أشارت الأستاذة سيدهم فاطمة الزهراء، من ذات المؤسسة للتعليم العالي، الى أن "نص البيعة الثانية للأمير عبد القادر تضمن معاني بارزة لمساعي هذه الشخصية التاريخية على توحيد قبائل الوطن على فكرة مقاومة جيش الاحتلال الفرنسي وإقامة دولة جزائرية حديثة تكرس مبدأ العدالة الاجتماعية ما بين الجزائريين". وأبرزت ذات المتحدثة، أن البيعة الثانية لمؤسس الدولة الجزائرية الحديثة بتاريخ 4 فيفري 1833 بمسجد "سيدي حسان" بمدينة معسكر، اتخذت طابعا وطنيا وصبغة شرعية. للإشارة، نظمت هذه الندوة بمبادرة من مديرية الثقافة والفنون، بحضور عدد من الأساتذة والباحثين والطلبة من جامعة "مصطفى اسطمبولي" لمعسكر ومنخرطين بعدد من الجمعيات ذات الطابع الثقافي وكذا كتاب وشعراء من الولاية.