اعتبر الدكتور محمد العيد رتيمة كتاب الإعلامي والنائب السابق بالمجلس الشعبي الوطني محمد بوعزارة «التعفن السياسي ولعنة الكرسي» في مصاف الكتب التي تتحدث عن السير، حيث يتطرق صاحب الكتاب لحياته الشخصية وتجربته في مختلف المجالات التي ولجها وقال رتيمة، أمس، عند تقديمه للكتاب بمقر الجاحظية بالعاصمة، أن ما يميز أسلوب الكاتب محمد بوعزارة هو الصدق والبراءة والتلقائية وهو ما يجعل كتابته ميسرة ومفهومة لدى الجميع. ووقف رتيمة مطولا عند الذاكرة القوية للرجل والتي اكتسبها من البيئة البدوية التي تربى ونشأ فيها بالأغواط، وهي ما ساعدته على اكتساب أسلوب سردي مشوق، وأكد بالمقابل، أن مضمون الكتاب لم يتأثر بالمناصب التي تقلدها الرجل وخاصة السياسية التي لم تمنعه من تقديم الوجه الخفي لبعض الممارسات غير الأخلاقية. وعاد رتيمة لشخصية المؤلف التي بالرغم من تعلقها بالعمل السياسي والطموح إلا أن الأسرة بقيت دائما شغله الشاغل، وقال العربي الزبيري المجاهد المعروف في مقدمة كتاب محمد بوعزارة بان صاحب الكتاب تطرق لتعفن الوضع السياسي وارتباطه بالمصالح الضيقة والأنانيات، كما وقف رتيمة عند بعض التناقضات في الأسلوب وبعض الأخطاء التي لم تقلل من قيمة الكتاب الذي خصته الجاحظية ببيع بالإهداء. وثمن الكاتب والمؤرخ محمد عباس المؤلف خاصة وأنه يتزامن مع الانتخابات الرئاسية والتي ستسمح للمثقفين بولوج عالم السياسة،واستغل تقديمه للكتاب للتذكير من انعدام الأخلاق في مجال السياسة والتي قد تفضي للقضاء عليها. وأدرج مؤلف الكتاب في السياسة التي تميزت بها الحركة الوطنية وليس تلك تركتها بقايا الاستعمار. وتطرق محمد عباس لسيرة ومسيرة الرجل بين العاصمة التي ولد فيها في مارس 1949 وبين الأغواط التي اكتشف فيها الرعي والتي كانت سببا في تأخيره عن الالتحاق بمقاعد الدراسة إلى غاية سن ال12 وتدرج حتى نال شهادة الليسانس في 1974 في علوم الإعلام والاتصال وبين الإذاعة ومديرا لمحطة التلفزيون الجهوية بورقلة والتحاقه كنائب بالمجلس الشعبي الوطني في 1997، كانت كلها محطات لصنع الرجل الذي أثنى عليه الراحل عبد الحميد مهري والمثقف واسيني الأعرج والعديد من الشخصيات المعروفة. ورفض بوعزارة تبديل حزب جبهة التحرير الوطني في التسعينات بعد أن عرضت عليه عديد الأحزاب الترشح باسمها ليصطدم في 2012 بإسقاط اسمه من قائمة الحزب بالأغواط بسبب ماعاشه (الأفالان) ليطلب التقاعد ويتفرغ لعائلته والكتابة بعد أن أصدر 9 مؤلفات.