عرض الفيلم الوثائقي "الساورة, كنز طبيعي وثقافي" بالجزائر العاصمة    رئيس الجمهورية ينهي زيارته إلى بشار: مشاريع استراتيجية تعكس إرادة الدولة في تحقيق تنمية متكاملة بالجنوب    المغرب : استقالات جماعية وسط عمال ميناء طنجة رفضا لنقل معدات حربية للكيان الصهيوني    وزير الاتصال يشرف السبت المقبل بورقلة على اللقاء الجهوي الثالث للصحفيين والإعلاميين    كأس الجزائر لكرة السلة 2025: نادي سطاوالي يفوز على شباب الدار البيضاء (83-60) ويبلغ ربع النهائي    الرابطة الاولى موبيليس: الكشف عن مواعيد الجولات الثلاث المقبلة وكذلك اللقاءات المتأخرة    المغرب: حقوقيون يعربون عن قلقهم البالغ إزاء تدهور الأوضاع في البلاد    رئيس الجمهورية يلتقي بممثلي المجتمع المدني لولاية بشار    اليوم العالمي للملكية الفكرية: التأكيد على مواصلة تطوير المنظومة التشريعية والتنظيمية لتشجيع الابداع والابتكار    معسكر : إبراز أهمية الرقمنة والتكنولوجيات الحديثة في الحفاظ على التراث الثقافي وتثمينه    غزّة تغرق في الدماء    صندوق النقد يخفض توقعاته    شايب يترأس الوفد الجزائري    250 شركة أوروبية مهتمة بالاستثمار في الجزائر    الصناعة العسكرية.. آفاق واعدة    عُنف الكرة على طاولة الحكومة    توقيف 38 تاجر مخدرات خلال أسبوع    ندوة تاريخية مخلدة للذكرى ال70 لمشاركة وفد جبهة التحرير الوطني في مؤتمر "باندونغ"    وزير الثقافة يُعزّي أسرة بادي لالة    بلمهدي يحثّ على التجنّد    معالجة النفايات: توقيع اتفاقية شراكة بين الوكالة الوطنية للنفايات و شركة "سيال"    البليدة: تنظيم الطبعة الرابعة لجولة الأطلس البليدي الراجلة الخميس القادم    تيميمون : لقاء تفاعلي بين الفائزين في برنامج ''جيل سياحة''    السيد عطاف يستقبل بهلسنكي من قبل الرئيس الفنلندي    تصفيات كأس العالم لإناث أقل من 17 سنة: المنتخب الوطني يواصل التحضير لمباراة نيجيريا غدا الجمعة    معرض أوساكا 2025 : تخصيص مسار بالجناح الوطني لإبراز التراث المادي واللامادي للجزائر    الجزائر تجدد التزامها الثابت بدعم حقوق الشعب الفلسطيني    وفاة المجاهد عضو جيش التحرير الوطني خماياس أمة    أمطار رعدية ورياح على العديد من ولايات الوطن    المسيلة : حجز أزيد من 17 ألف قرص من المؤثرات العقلية    اختتام الطبعة ال 14 للمهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السيمفونية    تعليمات لإنجاح العملية وضمان المراقبة الصحية    3آلاف مليار لتهيئة وادي الرغاية    مناقشة تشغيل مصنع إنتاج السيارات    23 قتيلا في قصف لقوات "الدعم السريع" بالفاشر    جهود مستعجلة لإنقاذ خط "ترامواي" قسنطينة    145 مؤسسة فندقية تدخل الخدمة في 2025    إشراك المرأة أكثر في الدفاع عن المواقف المبدئية للجزائر    محرز يواصل التألق مع الأهلي ويؤكد جاهزيته لودية السويد    بن زية قد يبقى مع كاراباخ الأذربيجاني لهذا السبب    بيتكوفيتش فاجأني وأريد إثبات نفسي في المنتخب    حج 2025: برمجة فتح الرحلات عبر "البوابة الجزائرية للحج" وتطبيق "ركب الحجيج"    "شباب موسكو" يحتفلون بموسيقاهم في عرض مبهر بأوبرا الجزائر    الكسكسي الجزائري.. ثراء أبهر لجان التحكيم    تجارب محترفة في خدمة المواهب الشابة    حياة النشطاء مهدّدة والاحتلال المغربي يصعّد من القمع    تقاطع المسارات الفكرية بجامعة "جيلالي اليابس"    البطولة السعودية : محرز يتوج بجائزة أفضل هدف في الأسبوع    هدّاف بالفطرة..أمين شياخة يخطف الأنظار ويريح بيتكوفيتش    رقمنة القطاع ستضمن وفرة الأدوية    عصاد: الكتابة والنشر ركيزتان أساسيتان في ترقية اللغة الأمازيغية    تحدي "البراسيتامول" خطر قاتل    صناعة صيدلانية: رقمنة القطاع ستضمن وفرة الأدوية و ضبط تسويقها    هذه مقاصد سورة النازعات ..    هذه وصايا النبي الكريم للمرأة المسلمة..    ما هو العذاب الهون؟    كفارة الغيبة    بالصبر يُزهر النصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشاهد فوفة حميد: موظفو الخليفة كانوا قليلي الخبرة ويتعاملون بغباء
نشر في الشروق اليومي يوم 21 - 01 - 2007

أعلنت رئيسة الجلسة في حدود الساعة التاسعة والنصف عن افتتاح الجلسة، وأكدت بأنها ستواصل سماع بعض المتهمين الذين تمّ سماعهم من قبل، على أن تنتقل فيما بعد لسماع الطرف المدني في القضية منصف بادسي، ثم مسؤولي وزارة المالية. وفي هذا الصدد، طلبت رئيسة الجلسة من أعضاء اللجنة‮ المصرفية‮ الحاضرين‮ في‮ القاعة‮ للإدلاء‮ بشهاداتهم‮ وهم‮ كل‮ من‮ "‬خموج‮ محمد،‮ وعمر‮ معاشو،‮ وفوفة‮"‬،‮ إلى جانب‮ "‬منصف‮ بادسي‮"‬،‮ التقدم‮ لسكريتارية‮ النيابة‮ العامة‮ من‮ أجل‮ إثبات‮ حضورهم‮.‬
بعدها،‮ استدعت‮ رئيسة‮ الجلسة‮ مدير‮ أمن‮ مجمع‮ الخليفة‮ المتهم‮ ش‮. عبد‮ الحفيظ،‮ مجددا‮ لمواصلة‮ الإستماع‮ له‮.‬
- إستمعنا لك طويلا خلال الجلسات السابقة، لكن هناك بعض النقاط، والتناقضات العالقة، عليك توضيحها لنا، فيما يتعلق بالخزينة الرئيسية التي كنتم تسحبون منها الأموال، هل حصل وأن توجهت شخصيا للخزينة الرئيسية وسحبت منها الأموال؟
‮- - أبدا‮.‬
‮- قلت‮ لنا‮ إنك‮ كنت‮ تكلف‮ من‮ طرف‮ الرئيس‮ المدير‮ العام‮ بإحضار‮ الأموال‮ له،‮ غير‮ أنك‮ كنت‮ تبعث‮ "‬دلال‮. ع‮. و‮"‬،‮ إذا‮ أنت‮ تتراجع‮ عن‮ تصريحاتك،‮ أو‮ أنك‮ لا‮ تتذكر؟
‮- - ما‮ أتذكره‮ أن‮ "‬ش‮. عبد‮ الحفيظ‮"‬،‮ لم‮ يكن‮ يأتي‮ شخصيا‮ لأخذ‮ الأموال‮.‬
القاضية‮ تستدعي‮ دلال‮.‬ع‮. و،‮ لمطابقة‮ أقواله‮ مع‮ أقوال‮ "‬ش‮. عبد‮ الحفيظ‮"‬،‮ وأقوال‮ أمين‮ الخزينة‮ الرئيسية،‮ آكلي‮ وتسأله‮:‬ - حصل وأن سحبت مليارا في "شكارة" وأنت اعترفت بذلك، كيف تفسر لنا أنك تستلم هذه "الشكارة" وفيها مليار في الرواق، ثم تسلمها ل"ش. عبد الحفيظ" خلف السلم، ألم تكن تلاحظ وجود الرئيس المدير العام في مكتبه؟
‮- - لم‮ يكن‮ هناك‮ أمور‮ غير‮ عادية،‮ كل‮ الأمور‮ كانت‮ عادية‮ وكأن‮ الرئيس‮ المدير‮ العام‮ غير‮ موجود‮.‬
‮- ولا‮ مرة‮ أدخلك‮ "‬ش‮. عبد‮ الحفيظ‮" معه‮ إلى مكتب‮ الرئيس‮ المدير‮ العام‮ لتسليم‮ المبلغ؟
‮- - لا،‮ ولا‮ مرة‮.‬
‮- لماذا‮ لا‮ تدخل‮ معه؟
‮- - هذه‮ هي‮ الأوامر‮ التي‮ كنت‮ أتلقاها،‮ وأنفذها‮ بالحرف‮.‬
‮- إذا،‮ أنت‮ لم‮ تكن‮ ترى‮ عبد‮ المومن‮ خليفة،‮ ولم‮ يسبق‮ لك‮ وأن‮ شاهدت‮ "‬ش‮. عبد‮ الحفيظ‮" وهو‮ يسلم‮ المبلغ‮ لعبد‮ المومن‮ خليفة،‮ ولم‮ تكن‮ تعلم‮ حتى‮ ما‮ إذا‮ كان‮ مومن‮ موجود‮ في‮ مكتبه‮ أم‮ لا؟
‮- - لا،‮ لم‮ يسبق‮ وأن‮ رأيته‮.‬
‮- وهل‮ يسلم‮ لك‮ "‬ش‮. عبد‮ الحفيظ‮" ورقة‮ أو‮ وصل‮ إستلام‮ عندما‮ يستلم‮ المبلغ‮ منك؟
‮- - بعدي‮ بخمسة‮ أشهر‮.‬
‮- وفي‮ تلك‮ الأشهر‮ الخمسة،‮ من‮ كان‮ يأخذ‮ الأموال‮ لعبد‮ المومن؟
‮- - مديرية‮ الأمن‮ لم‮ تكن‮ عملية‮ في‮ تلك‮ الفترة‮.‬
‮- متى أخذت‮ 500‮ مليون‮ سنتيم‮ لعبد‮ المومن‮ خليفة،‮ بعد‮ أم‮ قبل‮ إنشاء ‮ المديرية؟
‮- - بعد‮ إنشائها‮.‬
القاضية‮ تستدعي‮ المتهم‮ "‬آكلي‮. ي‮" باعتباره‮ أمين‮ الخزينة‮ الرئيسية،‮ لمطابقة‮ أقواله‮ مع‮ أقوال‮ "‬ش‮. عبد‮ الحفيظ‮":‬
‮- هل‮ حصل‮ وأن‮ جاء‮ "‬ش‮. عبد‮ الحفيظ‮" إلى الخزينة‮ الرئيسية‮ شخصيا؟
‮- - لا‮.‬
‮- ولماذا‮ قلت‮ لنا‮ من‮ قبل‮ عندما‮ استجوبك‮ قاضي‮ التحقيق‮ بأن‮ "‬ش‮. عبد‮ الحفيظ‮" كان‮ يأتي‮ شخصيا،‮ كيف‮ تفسر‮ تراجعك‮ عن‮ الكلام‮ الذي‮ قلته‮ لقاضي‮ التحقيق؟
‮- - لا‮ أتذكر‮ ما‮ قلته‮ لقاضي‮ التحقيق،‮ سيدتي‮ الرئيسة‮.‬
- قلت له بأن "ش. عبد الحفيظ" كان يأتي شخصيا ويطلب منك الأموال، وقلت بأنك كنت تسلم له الأموال بالعملة الوطنية والصعبة، لخمسة أشخاص هم "رضا. ع. و" الذي كان يحضر دوريا وفي كل وقت ول"دلال. ع. و" و"سليم ب. ع. ل" و"ش. عبد الحفيظ". وقلت كذلك بأنك لا تستطيع تحديد‮ عدد‮ المرات‮ التي‮ جاءوا‮ فيها‮ إليك‮ لتسليمهم‮ الأموال‮ من‮ الخزينة‮ الرئيسية،‮ وذلك‮ بحضور‮ محامييك‮.‬
‮- - لا‮.‬
‮- هل‮ كلفت‮ بنقل‮ الأموال‮ من‮ الخزينة‮ الرئيسية‮ إلى البنك‮ المركزي‮ مرة‮ من‮ المرات؟
‮- - ولا‮ مرة‮.‬
‮- إذا‮ مهمتك‮ الوحيدة‮ كانت‮ نقل‮ المبالغ‮ من‮ الخزينة‮ الرئيسية‮ إلى ‮"‬ش‮. عبد‮ الحفيظ‮" وهنا‮ تنتهي‮ مهامك؟
‮- - نعم‮.‬
‮- هل‮ سبق‮ واتصل‮ بك‮ عبد‮ المومن‮ هاتفيا‮ ليطلب‮ منك‮ إحضار‮ الأموال‮ له؟
‮- - لا،‮ لم‮ أتكلم‮ معه‮ في‮ الهاتف‮ ولا‮ مرة‮.‬
القاضية‮ تعود‮ مرة‮ أخرى‮ ل‮"‬ش‮. عبد‮ الحفيظ‮" وتسأله‮ مجددا‮:‬ ‮- هل‮ حصل‮ وأن‮ حملت‮ تلك‮ المبالغ‮ التي‮ كنت‮ تسلمها‮ لعبد‮ المومن‮ بنفسك‮ ووضعتها‮ في‮ السيارة‮ رفقة‮ عبد‮ المومن؟
‮- - لا،‮ ولا‮ مرة‮.‬
‮- لماذا‮ "‬دلال‮. ع‮. و‮" لم‮ يكن‮ يوصل‮ الأموال‮ إلى مكتب‮ عبد‮ المومن،‮ لماذا‮ أنت‮ الذي‮ تستلمها‮ منه‮ وتأخذها‮ بنفسك‮ لعبد‮ المومن‮ خليفة؟‮ ما‮ هو‮ السر‮ في‮ ذلك؟
‮- - أنا‮ أقوم‮ بدوري‮ كعبد‮ مأمور‮ من‮ الرئيس‮ المدير‮ العام،‮ والتنظيم‮ ينص‮ على التعامل‮ بهذه‮ الطريقة‮.‬
‮- ولكن‮ هل‮ التنظيم‮ ينص‮ على أنك‮ تلتقي‮ بدلال‮ في‮ الرواق‮ وتستلم‮ منه‮ مبلغ‮ "‬مليار‮" أو‮ أكثر‮ في‮ الرواق،‮ وداخل‮ "‬شكارة‮" ودون‮ وصل‮ إستلام‮ أو‮ أي‮ وثائق‮ محاسباتية؟
‮- - أنا‮ كنت‮ أنفذ‮.‬
‮- هل‮ تريد‮ أن‮ تقنعنا‮ بأنك‮ فعلا‮ كنت‮ تعطي‮ كل‮ تلك‮ المبالغ‮ لعبد‮ المومن‮ خليفة،‮ وأن‮ دلال‮ لم‮ يرك‮ تسلمها‮ لعبد‮ المومن‮ خليفة،‮ لأنه‮ لم‮ يكن‮ مسموحا‮ له‮ بالدخول‮ لمكتب‮ الرئيس‮ المدير‮ العام؟
‮- - سيدتي‮ الرئيسة،‮ أنا‮ كنت‮ أنفذ‮ الأوامر‮.‬
‮- لكن،‮ إنطلاقا‮ من‮ مهنتك‮ كمفتش‮ شرطة‮ سابق،‮ أنت‮ تعرف‮ القوانين‮ والتنظيم،‮ والله‮ وحده‮ يعلم‮ إن‮ كان‮ فعلا‮ عبد‮ المومن‮ خليفة‮ موجودا‮ في‮ المكتب،‮ ولمن‮ كنت‮ فعلا‮ تسلمه‮ تلك‮ المبالغ،‮ أم‮ أنك‮ كنت‮ تأخذها؟
يتدخل‮ النائب‮ العام‮ سائلا‮:‬
‮- أين‮ كنت‮ تضع‮ الأكياس‮ التي‮ توجد‮ بداخلها‮ الأموال؟
‮- - آخذها‮ لعبد‮ المومن‮ خليفة‮.‬
‮- كم‮ من‮ باب‮ توجد‮ في‮ مكتب‮ خليفة‮ عبد‮ المومن،‮ فلا‮ ربما‮ كنت‮ تأخذ‮ الأموال‮ وتخرج‮ من‮ باب‮ آخر؟
‮- - باب‮ واحدة‮.‬
‮- وهل‮ كنت‮ تمر‮ على السكريتارية،‮ عندما‮ تأخذ‮ له‮ الأموال؟
‮- - نعم‮.‬
‮- ولكن‮ السكرتيرة‮ لم‮ تقل‮ لنا‮ بأنك‮ كنت‮ تمر‮ عليها؟
‮- - استدعوها‮ مرة‮ أخرى‮ واسألوها‮.‬
‮- ولكن‮ دلال‮ قال‮ لنا‮ بأنه‮ أحضر‮ لك‮ الأموال‮ إلى‮ مقر‮ مديرية‮ الأمن‮ والوقاية؟
‮- - لا‮ لم‮ يحضرها‮ لي‮ إلى هناك‮ ولا‮ مرة‮.‬
‮- وما‮ المانع،‮ لو‮ أنه‮ لا‮ يحضرها‮ لك،‮ ويأخذها‮ مباشرة‮ لعبد‮ المومن؟
‮- - من‮ باب‮ الإحترام‮ للرئيس‮ المدير‮ العام،‮ آخذها‮ له‮ أنا‮ وليس‮ هو‮.‬
القاضية‮ تستعيد‮ الكلمة‮ من‮ النائب‮ العام‮ وتستدعي‮ الحارس‮ الشخصي‮ لعبد‮ المومن‮ خليفة‮ "‬رضا‮. ع‮. و‮" وتسأله‮:‬ ‮- عندما‮ يكون‮ عبد‮ المومن‮ في‮ العاصمة‮ ويدخل‮ لمنزله،‮ هل‮ حصل‮ ورأيته‮ يصل‮ وهو‮ حاملا‮ كيس‮ أموال‮ يدخله‮ معه‮ للمنزل؟
‮- - لا‮.‬
‮- هل‮ كنت‮ ترى‮ "‬ش‮. عبد‮ الحفيظ‮" يرافقه‮ دائما،‮ ويسوق‮ له‮ السيارة‮ ويسوق‮ سيارة‮ مومن‮ بالتحديد؟
‮- - أحيانا‮.‬
‮- وأين‮ كنت‮ تحمل‮ الأموال‮ التي‮ كنت‮ تنقلها‮ في‮ بعض‮ المرات‮ من‮ الخزينة‮ إلى عبد‮ المومن‮ خليفة؟
‮- - في‮ أظرفة‮.‬
‮- هل‮ شاهدته‮ يدخل‮ بها‮ لمنزله؟
‮- - لا‮.‬
القاضية‮ تعود‮ ل‮"‬ش‮. عبد‮ الحفيظ‮":‬ ‮- فيما‮ يتعلق‮ بال11‮ إشعارا‮ هل‮ أنت‮ الذي‮ ناديت‮ على الأشخاص‮ لإيجاد‮ حل‮ للثغرة‮ المالية‮ التي‮ كانت‮ في‮ الخزينة‮ الرئيسية؟
‮- - لا،‮ لست‮ أدري،‮ ولست‮ أنا‮ من‮ نادى‮ عليهم‮.‬
القاضية‮ تستدعي‮ "‬آكلي‮. ي‮" أمين‮ الخزينة‮ الرئيسية‮ لمطابقة‮ أقواله‮ مع‮ أقوال‮ "‬ش‮. عبد‮ الحفيظ‮" وتسأله‮:‬ ‮- من‮ استدعاك‮ للإجتماع؟
‮- - ش‮. عبد‮ الحفيظ‮.‬
‮- ومن‮ وجدت‮ لما‮ ذهبت‮ للإجتماع؟
‮- - وجدت‮ بايشي،‮ كريو‮ اسماعيل،‮ وش‮. عبد‮ الحفيظ،‮ ونقاش‮ حمو‮.‬
‮- هل‮ كانوا‮ جميعا‮ على علم‮ بوجود‮ ثغرة‮ في‮ الخزينة؟
‮- - نعم،‮ كلهم‮ كانوا‮ يعلمون‮.‬
ثم‮ تقاطعه‮ القاضية‮ لتستدعي‮ "‬حمو‮" وتسأله‮: ‮- من‮ اتصل‮ بك‮ في‮ الهاتف؟‮ وطلب‮ منك‮ المجيء‮ للإجتماع؟
‮- - بايشي‮ وش‮. عبد‮ الحفيظ،‮ وش‮. عبد‮ الحفيظ‮ تكلم‮ معي‮.‬
‮- ماذا‮ قال‮ لك؟
‮- - قال‮ لي‮: لقد‮ تلقينا‮ تعليمات‮ من‮ الرئيس‮ المدير‮ العام‮ للقيام‮ بتسوية‮ المبالغ‮ غير‮ المدرجة‮ في‮ الحسابات‮.‬
القاضية‮ تعود‮ مجددا‮ ل‮"‬ش‮. عبد‮ الحفيظ‮":
‮- هل‮ كلمت‮ بايشي‮ على الثغرة،‮ أم‮ لا؟
‮- - لا،‮ لم‮ أكلمه‮ ولم‮ أكن‮ أعلم‮ بالثغرة‮ إطلاقا‮.‬
تطلب منه الإنصراف، بعد أن فقدت أعصابها بسبب تناقض تصريحاته وإصراره على الإنكار، وتستدعي "ن. حمو"، و"ت. محمد"، باعتبارهما يعملان في المحاسبة والخزينة، تستفسرهما حول بعض الأمور، ثم تستدعي المفتش العام المساعد المتهم "أحمد. م" وتسأله:
‮- لماذا‮ لم‮ تفتشوا‮ مديرية‮ التجارة‮ والمحاسبة؟
‮- - لأن‮ هذا‮ الإجراء‮ ممنوع،‮ وكان‮ يجب‮ أن‮ يتم‮ بأمر‮ من‮ الرئيس‮ المدير‮ العام،‮ ولم‮ يكن‮ لدينا‮ تعليمات‮ بتفتيش‮ مديريتي‮ التجارة‮ الخارجية‮ والمحاسبة‮.‬
- وكيف يتم منعك من دخول وتفتيش أهم المديريات التي تمر عبرها الميزانية، وتقبل بذلك، وتقبل أيضا وأنت مفتش بنقل "الشكارة المملوءة بالأموال" وتقبل السفر مع الرئيس المدير العام للسعودية ولألمانيا، وأنت مفتش في بنك الخليفة؟ كيف يمنع عليك التفتيش الذي هو مهمتك الأصلية،‮ ويأخذك‮ معه‮ في‮ سفريات‮ لا‮ علاقة‮ لها‮ بمهامك‮ الحقيقية؟‮ أجبنا‮ على‮ هذه‮ الأسئلة‮.‬
‮- - ممنوع،‮ ليس‮ عليّ‮ أنا،‮ ممنوع‮ على المفتش‮ العام،‮ لأنهم‮ لم‮ يعطونا‮ أمرا‮ بمهمة‮ لتفتيش‮ مديرية‮ المحاسبة‮ ومديرية‮ التجارة‮ الخارجية،‮ ونحن‮ كنا‮ نعمل‮ تحت‮ أمره‮.‬
‮- ولكنك‮ في‮ سنة‮ 2000‮ ذهبت‮ لتفتيش‮ الخزينة‮ الرئيسية،‮ رغم‮ تلقيك‮ لأمر‮ بمهمة،‮ ثم‮ منعوك‮ من‮ تفتيشها،‮ كيف‮ تفسر‮ لنا‮ هذه‮ التناقضات‮ في‮ سلوكاتك‮ كمفتش؟
‮- - سيدتي‮ الرئيسة،‮ عندما‮ قلت‮ لك‮ ممنوع‮ علينا‮ تفتيش‮ مديرية‮ ما‮ دون‮ تكليف‮ بمهمة،‮ كنت‮ أقصد‮ أنه‮ ممنوع‮ على المفتش‮ العام‮ وليس‮ ممنوع‮ عليّ‮ أنا‮ شخصيا‮.‬
‮- ولماذا‮ كنت‮ تذهب‮ كمترجم‮ مع‮ الرئيس‮ المدير‮ العام‮ للبنك،‮ عبد‮ المومن‮ خليفة،‮ أليس‮ له‮ مترجم؟
‮- - هو‮ كان‮ يطلب‮ مني‮ ذلك،‮ وكنت‮ أرافقه‮ للخارج‮ لكي‮ أترجم‮ له،‮ لأني‮ أعرف‮ الإنجليزية‮ بحكم‮ أني‮ عشت‮ عدّة‮ سنوات‮ في‮ كندا‮.‬
القاضية تسمح له بالإنسحاب وترفع الجلسة لبضع دقائق من أجل الإستراحة، ثم تعود مجددا وتستدعي المقاول ملاك عبد القادر، للإستماع له كشاهد، غير أنه غائب، ثم تستدعي المتهم "ع. الهادي"، الذي اشترى فيلا فاخرة من عند مدير أمن الخليفة "ش. عبد الحفيظ" بمبلغ رمزي، وتسأله‮:‬
‮- هل‮ تعرف‮ ش‮. عبد‮ الحفيظ؟
‮- - لا‮.‬
‮- من‮ تعرف‮ إذا،‮ كيف‮ علمت‮ أن‮ لديه‮ فيلا‮ للبيع؟
‮- - أعرف‮ والده‮ والتقيت‮ به‮ في‮ حفل‮ زفاف‮ فأخبرني‮ بأن‮ إبنه‮ لديه‮ فيلا‮ للبيع‮ في‮ قرية‮ الفنانين‮ بزرالدة‮.‬
‮- وبعد؟
‮- - طلبت‮ منه‮ أن‮ يسأل‮ إبنه‮ عن‮ سعر‮ الفيلا‮ ويخبرني‮ بذلك‮.‬
‮- تابع
‮- - بعدها‮ التقيت‮ والد‮ ش‮. عبد‮ الحفيظ،‮ وهو‮ عمي‮ احمد،‮ فقال‮ لي‮ بأن‮ سعر‮ الفيلا‮ 800‮ مليون‮ سنتيم‮.‬
‮- صف‮ لنا‮ الفيلا؟
- - تتربع على 500 متر مربع، تقع في حي الفنانين بزرالدة، فيها طابق أرضي، وهي من نوع "آر + 1" فيها حديقة ومسبح، مساحتها الداخلية 350 متر، لكن لما اشتريتها كانت تنقصها الكثير من اللمسات والجزئيات.
‮- مثلا
‮- - المسبح‮ لم‮ يكن‮ كاملا،‮ المرآب‮ كذلك،‮ المهم‮ كانت‮ تتطلب‮ أشغالا‮.‬
القاضية‮ تستدعيه‮ لمشاهدة‮ صور‮ الفيلا‮ التي‮ كانت‮ لديها،‮ والتأكد‮ منها،‮ فالقاضية‮ كانت‮ تملك‮ ألبوم‮ صور‮ كامل‮ حول‮ الفيلا،‮ وتسأله‮:‬ ‮- هل‮ ترى‮ المطبخ‮ المجهز،‮ والمسبح‮ الجاهز،‮ والرخام‮ والحمام‮ المجهز،‮ والأبواب‮ المركبة،‮ والخشب‮ الفاخر‮ الرفيع‮ والرخام‮ المركب‮ في‮ الأرضية‮.‬
‮- - نعم،‮ صح‮ هي‮ الفيلا‮ التي‮ اشتريتها‮ من‮ ش‮. عبد‮ الحفيظ‮.‬
‮- إذا،‮ مواد‮ البناء التي‮ استعملت‮ في‮ بناء الفيلا‮ هي‮ من‮ نوعية‮ رفيعة‮.‬
‮- - نعم‮.‬
‮- كيف‮ إذا‮ يبيع‮ لك‮ هذه‮ الفيلا‮ ب700‮ مليون‮ سنتيم؟
‮- - كانت‮ صفقة‮ بالنسبة‮ لي،‮ لم‮ يكن‮ بمقدوري‮ أن‮ أضيعها‮.‬
‮- كيف‮ تمت‮ عملية‮ الشراء؟
‮- - أحضر‮ لي‮ العقد،‮ أخذته‮ للموثقة،‮ وأكدت‮ لي‮ الموثقة‮ بأن‮ عقد‮ الفيلا‮ صحيح،‮ وبإمكانك‮ أن‮ تشتري،‮ فاشتريت‮.‬
‮- بكم؟
‮- - ب700‮ مليون‮ سنتيم‮.‬
‮- وأين‮ وقعت‮ العقد‮ معه؟
‮- - عند‮ نفس‮ الموثقة‮.‬
‮- لمن‮ أعطيت‮ الأموال؟
‮- - 140‮ مليون‮ لعمي‮ احمد‮ والباقي‮ سلمته‮ ل‮"‬ش‮. عبد‮ الحفيظ‮".‬
‮- أين‮ سلمته‮ المبلغ؟
‮- - عند‮ الموثقة‮.‬
‮- سلمته‮ له‮ في‮ الحين؟
‮- - في‮ البداية،‮ لم‮ يكن‮ لدي‮ المبلغ،‮ وطلبت‮ منهم‮ أن‮ يصبروا‮ عليّ‮ وفعلا‮ إنتظروني‮ حتى جهزت‮ المبلغ،‮ ودفعت‮ لهم‮ في‮ أفريل‮ 2003‮.‬
‮- كم‮ دفعت‮ ل‮"‬ش‮. عبد‮ الحفيظ‮"‬؟
‮- - 560‮ مليون،‮ لأني‮ دفعت‮ 140‮ لوالده‮.‬
‮- والضرائب؟
‮- - 180‮ مليون‮.‬
‮- ألم‮ تخبرك‮ مصالح‮ الضرائب‮ بأن‮ السعر‮ لا‮ يعكس‮ قيمة‮ الفيلا؟
‮- - لا‮.
‮- لماذا،‮ ذهبت‮ تحتج‮ لدى‮ مصالح‮ الضرائب؟
‮- - لأن‮ الضرائب‮ كانت‮ مرتفعة‮ في‮ حين‮ أني‮ اشتريت‮ الفيلا‮ ب700‮ مليون،‮ وأنا‮ كنت‮ أريد‮ أن‮ يخفضوا‮ لي‮ حجم‮ الضرائب‮.‬
‮- كيف‮ وقعتم‮ العقد‮ ومع‮ من‮ تفاوضت؟
‮- - تفاوضت‮ مع‮ والد‮ عبد‮ الحفيظ‮ واتفقنا‮ على بنود‮ العقد‮ وتوجهنا‮ للموثق‮ للتوقيع،‮ ولم‮ ألتق‮ عبد‮ الحفيظ‮ إلا‮ عند‮ الموثق‮.‬
‮- ومن‮ ناقش‮ المبلغ‮ معك؟
‮- - والد‮ عبد‮ الحفيظ‮.‬
‮- كم‮ قال‮ لك‮ في‮ البداية؟
‮- - 800‮ مليون،‮ ثم‮ خفضه‮ بعد‮ استشارة‮ إبنه‮ إلى‮ 700‮ مليون‮.‬
‮- لكن،‮ الفيلا‮ بيعت‮ بعد‮ أن‮ كان‮ ش‮. عبد‮ الحفيظ‮ متابعا‮ قضائيا‮ في‮ قضية‮ الخليفة؟
‮- - لا‮ أعلم‮.‬
‮- هل‮ كنت‮ على علم‮ بقيمتها‮ الحقيقية؟
‮- - كنت‮ أعلم‮ بأنها‮ صفقة،‮ فاشتريتها،‮ لأنها‮ كانت‮ أرخص‮ من‮ سعرها‮ الحقيقي‮.‬
‮- نعم،‮ واضح،‮ أصفار‮ كثيرة‮ كانت‮ تنقص‮ سعرها،‮ ألم‮ تسأل‮ نفسك‮ لماذا‮ سعرها‮ منخفض‮ هكذا؟
‮- - لا،‮ كانت‮ صفقة‮ مربحة‮ بالنسبة‮ لي،‮ ولهذا‮ لم‮ أضيع‮ الفرصة‮.‬
النائب‮ العام‮ يتدخل ‮- ماذا‮ تعمل؟
‮- -‬‮ تاجر‮ في‮ الخشب
‮- لديك‮ سجل‮ تجاري؟
‮- -‬‮ نعم
‮- متى‮ توقفت؟
‮- -‬‮ توقفت‮ في‮ 2004،‮ كنت‮ أنوي‮ تغيير‮ المهنة‮.‬
‮- وماذا‮ كنت‮ تعتزم‮ العمل؟
‮- -‬‮ لا‮ أعلم،‮ لم‮ أفكر‮ بعد‮.‬
‮- هل‮ تربطك‮ علاقة‮ صداقة‮ أو‮ علاقة‮ قرابة‮ بعائلة‮ "‬ش‮. عبد‮ الحفيظ‮".‬
‮- -‬‮ لا
‮- كم‮ المسافة‮ بين‮ منزلك‮ ومنزلهم؟
‮- -‬‮ حوالي‮ 2‮ كيلومتر
- لكن رجال الدرك الوطني جاؤوا يفتشون الفيلا سنة 2004، فوجدوا فاتورة الكهرباء باسم "ش. عبد الحفيظ"، رغم أنه كان قد مرت سنة على شرائك للفيلا، والحارس الذي كان هناك شاهد، من كان يدفع للحارس؟
‮- - أنا‮.‬
‮- بكم‮ تقيم‮ السعر‮ الحقيقي‮ للفيلا؟
‮- - حوالي‮ مليار‮ و200‮ مليون‮ أو‮ مليار‮ و100‮ مليون‮.‬
‮- أنت‮ أنفقت‮ 495‮ مليون‮ على أشغال‮ الفيلا‮ فيما‮ بعد،‮ هذا‮ صحيح؟
‮- - نعم‮.‬
‮- ألا‮ تلاحظ‮ أن‮ الرخام‮ وأمور‮ التزيين‮ باهظة‮ الثمن‮ ويفوق‮ سعرها‮ سعر‮ الفيلا؟
‮- - بلى‮.‬
‮- هل‮ كنت‮ تعتزم‮ بيعها؟
‮- - لا
‮- ألم‮ تذهب‮ أنت‮ و‮"‬ش‮. عبد‮ الحفيظ‮" إلى الفيلا؟
‮- - لا،‮ أبدا‮.‬
‮- لكن‮ المقاول‮ ملاك‮ عبد‮ القادر‮ يقول‮ إنك‮ جئت‮ معه‮ وسمعكما‮ تتفاوضان‮ حول‮ من‮ يدفع‮ له‮ نفقات‮ الأشغال؟
‮- - نعم‮ ذهبنا‮ بسيارتي،‮ أنا‮ أحضرته‮ من‮ البليدة‮ بسيارتي‮ وذهبنا‮ معا‮.‬
‮- وهل‮ سمعت‮ بفضيحة‮ 2‮ مليون‮ أورو‮ التي‮ حجزت‮ للخليفة‮ في‮ المطار؟
‮- - سمعت‮ بها‮ في‮ الجرائد‮.‬
‮- وهل‮ كنت‮ تعلم‮ أن‮ عائلة‮ "‬ش‮. عبد‮ الحفيظ‮" تعمل‮ في‮ بنك‮ الخليفة؟
‮- - كنت‮ أعلم‮ فقط،‮ أن‮ والد‮ "‬ش‮. عبد‮ الحفيظ‮" يعمل‮ كعون‮ أمن‮ في‮ وكالة‮ الخليفة‮ بالبليدة‮.‬
يتدخل‮ النائب‮ العام ‮- هل‮ لديك‮ حساب‮ في‮ الخليفة؟
‮- - لا‮.‬
يتدخل‮ دفاع‮ المتهم‮:‬ ‮- لو‮ كنت‮ تعلم‮ أن‮ هناك‮ مشاكل‮ حول‮ الفيلا،‮ هل‮ تشتريها؟
‮- - لا‮.‬
‮- وهل‮ كنت‮ تعلم‮ بذلك؟
‮- - لا،‮ لو‮ كنت‮ أعلم‮ لما‮ اشتريتها‮.‬
يتدخل‮ دفاع‮ "‬ش‮. عبد‮ الحفيظ‮"‬
‮- ماهو‮ تاريخ‮ الاتفاق‮ بينك‮ وبين‮ "‬ش‮. عبد‮ الحفيظ‮" على شرائك‮ الفيلا‮.‬
‮- - في‮ نوفمبر‮ 2002،‮ واشتريتها‮ في‮ أفريل‮ 2003‮.‬
‮- ومن‮ يدفع‮ نفقات‮ المقاول؟
‮- - أنا،‮ اتفقنا‮ على ذلك‮ عند‮ الموثق‮.‬
‮- هل‮ لديك‮ فيلات‮ أخرى؟
‮- - لدي‮ فيلا‮ في‮ الشريعة‮ تبعد‮ عن‮ منزل‮ عائلة‮ عبد‮ الحفيظ‮ بحوالي‮ 2‮ كيلومتر‮.‬
‮- ونوافذ‮ الفيلا‮ على ماذا‮ تطل؟
‮- - على البحر‮.‬
‮- هل‮ مازلت‮ مدينا‮ للمقاول؟
‮- - نعم‮.‬
القاضية تشرع في قراءة شهادة المقاول ملاك عبد القادر الذي تغيب عن الشهادة، يقول في شهادته "إن أشغال التزيين بالجبس والرخام بلغت 450 مليون، وعلمت فيما بعد أن عبد الحفيظ باع فيلا لشخص آخر، ولا أظن أن قيمة الفيلا هي فعلا 700 مليون، لأن قيمة الجبس والرخام فقط وأشغال‮ التزيين‮ وحدها‮ كانت‮ تفوق‮ هذا‮ المبلغ‮".‬
‮- تسمح‮ للشاهد‮ والمتهم‮ بالانسحاب‮ وتستدعي‮ الشاهد‮ "‬فوفة‮ حميد‮" وهو‮ خبير‮ معتمد‮ لدى المحاكم‮ محلف،‮ وتطلب‮ منه‮ أن‮ يدلي‮ بشهادته،‮ فيقول‮:‬
- - قمنا بمهمة طبقا للأمر الصادر من قاضي التحقيق بمحكمة الشراڤة بتاريخ 6 / 12 / 2003، وكانت بداية المهمة الاتصال بمصفي بنك الخليفة لتحديد حجم الثغرة المالية في الصندوق الرئيسي لبنك الخليفة، وطلبنا من المصفي أن يضع تحت تصرفنا كل الوثائق والكشوف التي تساعدنا‮ على ذلك،‮ وكان‮ الجواب‮ أن‮ عمليات‮ التفتيش‮ السابقة‮ أثبتت‮ وجود‮ خلل‮ في‮ الخزينة‮ الرئيسية،‮ مبرر‮ ب‮ 11‮ إشعارا،‮ وكان‮ المبلغ‮ مضبوطا‮.‬
‮- ولو‮ بحثتم‮ من‮ قبل‮ هل‮ ستجدون‮ ثغرات‮ ماعدا‮ ثغرة‮ ال‮ 11‮ إشعارا‮.‬
‮- - نعم،‮ هناك‮ عدة‮ ثغرات‮ وليس‮ ثغرة‮ واحدة،‮ لكن‮ مسؤولي‮ الخزينة‮ كانوا‮ قد‮ عدّلوا‮ الكثير‮ من‮ الثغرات‮ ولم‮ يبق‮ سوى‮ مشكل‮ ال‮ 11‮ إشعارا،‮ لم‮ يكونوا‮ قد‮ برروها‮ بعد‮.‬ والدليل على وجود ثغرات أخرى هي المفاجآت التي بقينا نكتشفها بين الحين والآخر منذ مجيء المصفي إلى غاية نهاية مهمته، وكذلك المبلغ الذي وجد نفسه مطالبا بإرجاعه للمودعين والذي يفوق بكثير حجم الثغرة المالية.
‮- وماذا‮ لاحظت‮ بالنسبة‮ للمبررات‮ ال‮ "‬11‮"‬؟
‮- - وضعوها‮ في‮ الحسابات‮ دون‮ أن‮ يضعوا‮ مبررات‮ لها‮ من‮ أجل‮ تغطية‮ الثغرة‮.‬
‮- وكم‮ هو‮ حجم‮ الثغرة‮ التي اكتشفتها؟
-‬‮ -‬‮ الأورو‮: 8‮ مليون‮ 705‮ ألف‮ و371‮ أورو‮.‬ الدولار‮ الأمريكي‮: 1‮ مليون‮ 796‮ ألف‮ 051‮ دولار الدولار‮ الكندي‮: 110‮ دولار الفرنك‮ السويسري‮: 1266‮ فرنك الفرنك‮ البلجيكي‮: 8700‮ فرنك الفرنك‮ الفرنسي‮: 7‮ مليون‮ 420‮ ألف الدينار‮ الجزائري‮: 2‮ مليار‮ 292‮ مليون‮ 788‮ ألف‮ و780‮ دينار‮.‬
‮- وماهو‮ المجموع؟
- - 3 مليار 277 مليون 786 ألف دينار، كانت ناقصة من الخزينة الرئيسية، كان هناك فرق كبير بين ماهو موجود في الخزينة وبين ماهو مسجل في الإعلام الآلي، كما لم نجد نشرية خاصة بالخزينة الرئيسية على غرار كل البنوك، ولم تكن هناك سجلات لمطابقة الأرقام الموجودة في الإعلام‮ الآلي‮ معها‮.‬
‮- وكيف‮ تفسر‮ كل‮ هذا‮ الإهمال؟
‮- - كان‮ هناك‮ نقص‮ في‮ الخبرة‮ لدى عمال‮ الخليفة‮ بنك‮ ومسؤولي‮ الخزينة،‮ وكانوا‮ يتعاملون‮ مع‮ الحسابات‮ بغباء،‮ هذا‮ هو‮ تفسير‮ الإهمال‮ المسجل‮.‬
البليدة‮: جميلة‮ بلقاسم: [email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.