توظيف تجربة الجزائر الرّائدة لتوفير الخدمات الأساسية    سحب العقار من المتقاعسين تحفيز للاستثمار الفعلي    "قافلة الصمود" ترجمة لعمق تضامن الجزائر مع فلسطين    صعودنا مستحَق بفضل مجهودات الجميع    "الشلفاوة" يستهدفون نقاط البقاء    جمع 295 شهادة لمجاهدين عايشوا أحداث الثورة    الفنانة التشكيلية نورة علي طلحة تعرض أعمالها بالجزائر العاصمة    الاستفادة من تجربة هيئة الدواء المصرية في مجال التنظيم    وصول أول فوج من الحجاج إلى أرض الوطن    بوغالي يدعو لتوسيع الشراكة الجزائرية - الصينية    كمائن الموت تتواصل ضد الأبرياء بغزّة    قبل أيام من موعد امتحان شهادة البكالوريا..سلطة ضبط السمعي البصري تحذر من المساس بحقوق الأطفال    تعيين سفراء الجزائر بكازاخستان والسلفادور وروسيا    كرة القدم/ مباراة ودية: المنتخب الجزائري ينهزم أمام نظيره السويدي 4-3    المحاربون بوجه مشرف في الشوط الثاني    فرط النشاط وتشتّت الانتباه يجمع الأولياء والمختصين    تقنيات جراحية حديثة لمعالجة أمراض الرجال    النقش على الفضة والنحاس انعكاس لتاريخ المنطقة    الديوان الوطني للتطهير: قرابة 800 تدخل خلال أيام عيد الأضحى لضمان استمرارية الخدمة العمومية    لقاء تنسيقي حول التحضيرات لموسم المخيمات الصيفية    ضبط مواقيت عمل المؤسسات البريدية خلال الصيف    مجلة "آفاق سينمائية" : إبراز دور السينما الجزائرية في فضح الاستعمار الفرنسي    نفذتها "منظمة الجيش السري" للاستعمار الفرنسي:حرق مكتبة الجامعة المركزية عام 1962 جريمة ضد الفكر والإنسانية    تحضيرا لموسم الاصطياف.. مخطط خاص بالرقابة والتموين في 14 ولاية ساحلية    القرار يحض حاملي المشاريع غير الجاهزة.. الشروع في إلغاء مقررات الاستفادة من العقار    تحديد وزن الأمتعة المسموح به للحجاج خلال العودة    حادثة محاولة الانتحار أمام مقر وزارة العدل: إيداع 4 متهمين الحبس المؤقت    مجلة الجيش:الجزائر سترفع كل التحديات داخليا وخارجيا    العدوان الصهيوني: الهجوم على سفينة "مادلين" جزء من الإبادة الجماعية    حيداوي يدعو الجمعيات الشبانية للانفتاح على شراكات محلية ووطنية    مجلس الأمن:البوليساريو تدحض ادعاءات ممثل دولة الاحتلال المغربي    البطل سقط في ميدان الشرف يوم 6 جوان 1958..ولاية باتنة تحيي الذكرى ال 67 لاستشهاد علي النمر    موانئ: اعتماد ميناءين كنموذج أولي لتجريب استراتيجية العصرنة الجديدة    في لقاء مع السفير الصيني.. بوغالي يشيد بالعلاقات الجزائرية-الصينية ويدعو لتوسيع الشراكة    جمع جلود الأضاحي, أداة لدفع عجلة تطوير الصناعة الوطنية للجلود    مجلس الأمة: السيد بوجمعة يبرز أهمية الرقمنة بقطاع العدالة    كرة القدم / بطولة افريقيا للاعبين المحليين 2025 : مجيد بوقرة يقر بصعوبة ضبط التشكيلة النهائية    العروض الوطنية للفيلم السينمائي "محطة عين لحجر" تتواصل عبر عدة ولايات    مؤشرات الاقتصاد الجزائري تتحسّن    بطولات وتضحيات خالدة في الذاكرة الوطنية    البرتغال تُتوّج بدوري الأمم الأوروبية    حجز قرابة 1.5 مليون قرص مهلوس بباتنة    الجزائر تتحصّل على جائزة لبيتم    العدوان الصهيوني على غزة : ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 54981 شهيدا و126920 مصابا    تكريس لإرادة سياسية واضحة لحماية "ذاكرة وطن"    ضرورة تفعيل الحسابات وتحميل الملفات قبل 12 جوان    تكرس قيم الاحترافية والوطنية التي تحدو منتسبي القطاع    ورقلة : حجز أزيد من 62 ألف كبسولة من "بريقابالين"    يختطف سفينة "كسر الحصار" على قطاع غزة    تنظيم عودة أول فوج للحجاج الجزائريين إلى أرض الوطن    تتويج سيليا العاطب سفيرةً للثقافة الإفريقية 2025    "التطور الحضاري لمدينة تلمسان" محور يوم دراسي    لماذا سميت أيام التشريق بهذا الاسم    الخضر يضعون اللمسات الأخيرة    توسعة الحرم المكي: انجاز تاريخي لخدمة الحجاج والمعتمرين    ويلٌ لمن خذل غزّة..    هذه أفضل أعمال العشر الأوائل من ذي الحجة    عيد الأضحى المبارك سيكون يوم الجمعة 06 جوان 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أيمن وسلسبيل وغيرهما .. آيات ربانية في حفظ القرآن الكريم
يشرفون الجزائر محليا ودوليا

"إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى".. هذه الآية الكريمة تنطبق على الكثير من فتيان وفتيات الجزائر الذين ضربوا أروع الأمثلة في حفظ كتاب الله داخليا وخارجيا.
وفي هذا الملف ارتأينا أن ننتقي نماذج حية بوصفها آيات ربانية حقيقية من هؤلاء الفتية في حفظ القرآن.. ليكونوا مثالا راقيا يحتذى به لدى الجيل الصاعد وخاصة أن فرصة رمضان الكريم مواتية لكي يلتحق من تبقى بركب هؤلاء من الفتية المؤمنين المهتدين.
لديه قدرة عجيبة على الحفظ بالتراجع
أيمن أيجر… آية ربانية في حفظ القرآن الكريم
أيمن أيجر، طفل من مواليد جوان 2010 بالعاصمة، حافظ وخاتم للقرآن الكريم تلاوة وأحكاما منذ حوالي سنة، أنار الله قلبه منذ الصغر وهداه إلى فوز كبير يتمناه كل أب لابنه، ما يميز أيمن، هذا الطفل الخجول عن باقي حفظة القرآن الكريم هو قدرته على الحفظ والإلقاء بالتراجع فيستطيع أن يعود بذاكرته إلى الآيات والسور السابقة، بل حتى إلى آخر حرف من كل آية تسبق الآية التي يلقيها,
عادة فإن كل الحفظة يسترسلون في تلاوة القرآن سورة بعد سورة آ بعد آية، غير أن أيمن أيجر ولقوة ذاكرته وتميزه يحفظ المصحف حرفا بحرف مع رقم السورة والآية والصفحة، والخارق في هذا الطفل أيضا، أن بإمكانه العودة إلى الوراء في الحفظ، فيكفي أن تذكر له أول كلمة من الآية القرآنية فيعطيك ما سبقها برقمها ورقم الصفحة ومكانها إن كانت في الأعلى او الأسفل أو في الوسط…
أذهلتنا موهبته التي أنارت وجهه ووجه والده الذي كان فخورا بختم ابنه للقرآن الكريم، نعمة يتمناها كل مسلم، وبما أن الطفل أيمن لا يكاد يتكلم إلا بتلاوة القرآن، من شدة خجله، قال لنا والده انه تأخر في النطق منذ ولادته، فلم يتكلم إلا بعد ثلاث سنوات تقريبا إلى درجة أن العائلة كانت تعتقد انه أبكم، بعدها نطق وبدأ يرتاد المسجد رفقته باستمرار، وكلما سمع تلاوة القرآن لهف قلبه لسماع المزيد وانجذبت روحه إلى كلمات الله، ويطلب ويلح عليه أن يدخله إلى مدرسة قرآنية ليحفظ القرآن كاملا.
وأمام إصرار أيمن على دخول المدرسة القرآنية، سجله والده بمدرسة مسجد مالك بن نبي في المحمدية بالعاصمة، وكان أستاذه الشيخ عبد الباسط حيكون يحتكم إلى تقنية تحفيظ القرآن بطريقة سهلة مكنت أيمن من ختمه في ظرف سنتين، كان يلتحق بالمدرسة يوميا بعد صلاة الفجر مباشرة إلى غاية السابعة والنصف، ثم يتوجه مباشرة إلى مدرسته الابتدائية، وفي المساء يعود إلى حفظ القرآن بعد صلاة العصر حتى موعد صلاة العشاء.
وتمكن أيمن في ظرف قصير ومنذ التحاقه بالمدرسة القرآنية في سن السابعة أن يحفظ أول خمسة أحزاب بسهولة، وأدرك معلمه أن هذا الطفل له قدرة خارقة على الحفظ، حيث ختم المصحف في سن التاسعة، أي خلال سنتين فقط.
شارك أيمن في عدة مسابقات وطنية آخرها "مسابقة مزامير داوود" على قناة الشروق وفاز بجائزة التميز في حفظ القرآن، حيث أذهل لجنة التحكيم بقدرته على الحفظ والإلقاء ب"الرجوع إلى الخلف"، يحفظ مكان كل آية من القرآن الكريم، برقمها وصفحتها وموقعها إلى درجة انه يستطيع ان يعرف آخر حرف من الآية السابقة، وهي قدرة نادرة وخارقة على الحفظ.
كما تمكن في ظرف شهرين أن يحفظ أحكام القرآن كاملة.
ويتمتع أيمن بالوقار والبهاء وحسن الأخلاق مما جعله قدوة لكل أطفال مدرسته وفخرا لعائلته وكنزها الحقيقي.
برقوق سلسبيل كفيفة تحفظ القرآن سمعا وعن طريق البراي
اجتهد لنيل البكالوريا بامتياز
لامست سلسبيل برقوق القرآن بقلبها قبل أن تلامسه بجوارحها، فقد شاءت الأقدار أن تولد وهي محرومة من نعمة البصر، غير أن هذا لم يقعدها حبيسة الألم، ولم يكن حاجزا في بلوغها مرتبة حفظة كتاب الله، نالت بذلك فضل وشرف أهل الله وخاصته وهو خير مقام.
بنت 12 ربيعا، تصل اليوم إلى خمسين حزبا في الحفظ، بفخر كبير حدثنا والدها، الذي لم يجد الكلمات في وصف ما تحققه ابنته الكفيفة من تميز، بأنها ترى الحياة بقلبها لا بعينيها، تضع اللمسات الأخيرة في ختم كتاب الله عز وجل: "لم تجد صعوبة كبيرة أثناء الحفظ، فقط في البدايات الأولى لم تكن تملك مصاحف بالبراي، لذا كانت تسمتع القرآن وتحفظه وهي طريقة صعبة، لكن عندما تحصلت على البراي، وتعلمت الكتابة، أصبحت والدتها تملي لها وهي تكتب، ثم تقوم بحفظ ما كتبته، وهي طريقة سهلت لها الحفظ على عكس الطريقة الأولى".
عرج والد سلسبيل في حديثه إلينا، عن السبب المباشر لفقدانها لبصرها، ويرجع في الأصل إلى الضغط الذي أصيبت به والدتها، وهي في الشهر الثامن من حملها، حادثة ظاهرها قاسيا، لكنها حملت في ثناياها بنتا مكفوفة شاع نور القرآن في صدرها، فقدت نور عينيها، غير أن الله عز وحل خصها بنور يشع في كيانها، وها هي اليوم تنير به طريقها رغم الظلمة التي حلت ببصرها.
تدرجت سلسبيل في الحفظ، ونالت التقدير والاحترام، استطاعت بذلك أن تحقق الاستثناء في حفظ القرآن، كفيفة تقف منتصبة القامة في تمدرسها سواء في العلم الدنيوي أو الشرعي، كان التوثيق لاجتهادها بداية من سنة 2015 حين نالت الجائزة الأولى لحفظها ربع القرآن الكريم بالطارف، تلتها جائزة أصغر مرتل ومنشد سنة 2016، وحافظت على هذه الجائزة سنة 2017، كما تحصلت في نفس السنة على جائزة حفظها 30 حزبا من القرآن الكريم، واليوم تشرف على بلوغ المقام الأعلى وهي ختم القرآن الكريم، وهي لم تتجاوز سن الثانية عشر.
بالإضافة إلى حرص "سلسبيل برقوق" على العلم الدنيوي الذي تفوقت فيه بكل جدارة، تحرص كل الحرص على بلوغ المراتب العليا في العلم الشرعي، وعن ما تصبو إليه مستقبلا، يضيف والدها: "بعد ختم القرآن الكريم في الأيام القليلة المقبلة، تريد أن يبدأ حلمها بنيل شهادة البكالوريا بامتياز، ثم الانتقال إلى جامعة فسنطينة للعلوم الإسلامية، من أجل الارتواء أكثر من نهر كتاب الله، تفسيرا وتدبرا في معانية والعمل به".
صاحبة الجائزة الأولى في حفظ القرآن بالأردن نسيبة حمزة:
أسعى إلى حفظ القراءات العشر للقرآن وأتوسع في تفسيره
طالبة جامعية طب عام، تنشط على مستوى المدرسة القرآنية صلاح الدين بباتنة، شرفت الجزائر بحصولها على الجائزة الأولى للحفظ التي أقيمت مؤخرا بالأردن، رغم الحفظ المتقطع والقليل في الجمعيات، إلا أن هذا لم ينقص من عزيمتها في ختم خير كتاب، خاصة بعد ما بدأت الحفظ المنظم في سن السادسة عشر، بمعدل نصف حزب أسبوعيا أو أكثر بقليل مع مراجعته وعرضه على الشيوخ في عطلة نهاية الأسبوع، كان الجو العائلي السند والدعامة التي دفعتها إلى الأمام، وكذا الصحبة الصالحة على حد قولها، بالإضافة إلى تحفيزها من مشايخها لمواصلة الدرب، حتى شاع نور القرآن في صدرها، واكتمل حفظها له في سنتين.
الجائزة الأولى… بين 29 دولة
قبل حديثها إلينا عن التتويج الأخير الذي اعتبرته نصرا آخر للجزائر، لأنه صادف عيد النصر 19 مارس، أرادت "نسيبة" أن تعرج على مسارها في حفظ القرآن: "كانت البداية عبر قناة "الشروق تي في" تحصلت خلالها على الجائزة الأولى في حصة جواهر القرآن، بعدها شاركت في التصفيات الولائية بباتنة سنة 2017، ونلت المرتبة الثانية وطنيا بعنابة في حفظ القرآن وتفسير جزء منه، وبترشيح من وزارة الشؤون الدينية شاركت في المسابقة الدولية التي أقيمت مؤخرا في الأردن، وكان لي شرف الفوز بالمرتبة الأولى بتوفيق من الله، في ظل التقارب الكبير في المستوى بين متسابقات 29 دولة، لم أكن انتظر هذا الفخر حتى آخر لحظة، تحصلت اندونيسيا على المرتبة الثانية، وحلت إيران في المرتبة الثالثة، ومصر في المرتبة الرابعة، والسعودية في المرتبة الخامسة".
على عكس من كان يظن أن حفظ القرآن يعرقل النجاح في الحياة الدراسية، أرجعت نسيبة نجاحها للقرآن والانفتاح عليه: "مخطئ من يظن أن القرآن قد يكون سببا أو عائقا للنجاح الدراسي، بل ساعدني كثيرا، خاصة في تنظيم وقتي وتقوية ذاكرتي، وهذا مثبت علميا، اليوم أنا اليوم في السنة 5 طب عام، وبرغم البرنامج المكثف، إلا أنه و بالقرآن زاد إيماني في النجاح وبلوغ الدرجات العلا سواء في العلوم الشرعية أو الدنيوية".
بعد ما نالت هذا التتويج، كبر سقف أحلام نسيبة، سواء في العلم الشرعي وهو حفظ القراءات العشر للقرآن وتفسيره، أو تخصصها في الطب، الذي اختارت أن تكون طبيبة أطفال، على حد قولها.
كان حديثنا إلى نسيبة مناسبة لها لتوجيه رسالة منها إلى كل الشباب، تلخصت في الحرص على حفظ القرآن الكريم: "اغتنم هذه الفرصة لكي أوجه رسالة إلى كل الشباب، الذين يظنون أن العلم الشرعي أو حفظ القرآن قد يكون سببا في الفشل الدراسي أو العملي، بالعكس، القرآن يزيد من انفتاح النفس والروح، وهو فسحة روحانية لا يذوق حلاوتها إلا من عاشها، وينمي القدرات العقلية عند المتمرس مهما كان تخصصه، لذا من كانت له فرصة الحفظ فلا يتردد، ففيه خير له في الدنيا والآخرة".
الفائز بالمرتبة الأولى في الحفظ والتفسير بمصر الطالب خير الدين بلقسام
أرجو أن يكون التتويج صدقة جارية لروح والدتي
فسحة أخرى في رحاب القرآن والذكر تأخذنا هذه المرة إلى مدينة "بودواو" وبالضبط إلى بيت الطالب "بلقسام خير الدين"، المتحصل على المرتبة الأولى في الحفظ والتفسير التي أقيمت مؤخرا بمصر، وشاءت الصدف أن يكون هو كذلك طالبا في مجال الطب، كحال المتسابقة الجزائرية التي تحصلت على المرتبة الأولى في الأردن في صنف الإناث "نسيبة حمزة"، وبرغم كثافة هذا الاختصاص، إلا أن هذا لم يقف حاجزا أمامهما ليكونا خير سفيرين للجزائر في التلاوة والحفظ، وشهادة أخرى على أنه بالقرآن نزيد علوا واجتهادا، وليس كما يعتقد البعض.
جلسنا إلى الطالب بلقسام خير الدين رفقة الوالد الكريم وبعض من أهله، للخوض في تفاصيل الحفظ، ومن أين كانت البداية، التي اتضحت أنها كانت مند نعومة الأظافر: "رغبتي في حفظ وختم القرآن، كانت قبل الدخول إلى السنة التحضيرية وفي مسجد لتعليم القرآن بالقبة، كانت البداية بقصار السور وتعلم الحروف والكتابة وقواعد اللغة العربية والنطق السليم لمخارج حروف القرآن الكريم، إلى أن تجاوزت المرحلة الابتدائية والطور المتوسط، حيث وضعت برنامجا خاصا بالحفظ لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع بمسجد الرحمة. الوالدة رحمها الله ساعدتني كثيرا في الحفظ، اسأل الله أن يكون هذا التتويج صدقة جارية لها، كما كانت المنافسة بين الطلاب دافعا كذلك للحفظ، غير أن أصعب مرحلة كانت أحكام التجويد، لذا تنقلت إلى جرجرة من أجل تعلمها، في دورة للطلبة الجامعيين في الصيف لمدة 15 يوما ونلت منها إجازة سنة 2016".
كان الشيخ المشرف على الحفظ، يوجه الطلبة في حفظ صفحة واحدة أو أكثر بقليل فقط، لكن لما لاحظ أن المستوى عال، والرغبة في الحفظ كبيرة، فتح مجال الحفظ ووصل إلى حزب واحد أو أكثر في الأسبوع، وتيرة سمحت لبلقسام حفظ أكثر من ثلاثين حزبا في السنة الأخيرة لختم القرآن،على حد قوله.
برغم أن خير الدين كان يؤم الناس في صلاة التراويح من كل رمضان، إلا أنه لم يكن يعلم بمثل هذه المسابقات وشارك فيها صدفة: "لم تكن لدي فكرة عن هذه المسابقات، سواء لنقص الإعلانات عنها أو لعدم تناولها من طرف الإعلام بشكل كبير، شاركت في أول مسابقة عن طريق اتصال أحد معارفي لتمثيل الولاية في حفظ القرآن، بحكم أنني خاتم للقرآن وأصلي بالناس التراويح، ومنه في المسابقة الوطنية في دار الإمام سنة 2016، كانت المنافسة كبيرة في وجود ممثلي الكثير من الدول في الجائزة الدولية التي تنظمها الجزائر في رمضان، تجربة فيها تحصلت على المرتبة الثامنة، وفي سنة 2017 شاركت في نفس المسابقة بحضور الأوائل الدوليين لترشيح المتسابق الأحسن لتمثيل الجزائر، نلت المركز السابع من بين ثمانية عشر متسابقا، كما شاركت في مسابقة المدرسة الخاصة "سعيد سحنون" في بن عكنون وتحصلت على المرتبة الخامسة، ثم في عنابة في المولد النبوي ونلت المرتبة الخامسة في فرع الحفظ والتجويد، ومن هنا رشحت لتمثيل الجزائر في المسابقة الدولية".
من أجل الحفظ الجيد والتلاوة الحسنة، برمح بلقسام ضمن تربص خاص للحفظ لمدة أربعة أيام: "قبل المشاركة في المسابقة الدولية، نظمت الوزارة تربصا خاصا بخنشلة كان مفيدا جدا لنا، وصراحة تلقينا عناية خاصة هناك، كانت مدة التربص هذا أربعة أيام، من تأطير أساتذة في الحفظ والتجويد والقراءات، واختبارات نظرية وتطبيقية".
وختم بلقسام خير الدين حديثه إلينا، بشهادة تخص الجو العام لهذه المسابقة الدولية، التي كانت مسابقة راقية جدا في الكثير من الأشياء، لخصها لنا في قوله: "الطبعة في مصر كانت أحسن طبعة، ومرت بكل شفافية، مسابقة تحكمت فيها التكنولوجيا كثيرا، كل شيء يظهر أمامك على الشاشة وحتى أمام الجمهور، سواء التنقيط أو النتائج، وحتى حذف النقاط، والمعدل النهائي يظهر آليا في الأخير، لم يكن هناك تحيز في المسابقة، حيث أنني تحصلت على أقل نقطة من محكم جزائري، وهو ما حدث مع طالب مصري كذلك، بصراحة في هذه المسابقة الدولية وأمام علماء الأزهر، لم أكن انتظر الإجابة والتوفيق، بحكم أن تخصصي كان بعيدا عن الشريعة كحال الكثير من المتسابقين، لكن الحمد لله توفيق منه".
6 ألقاب في حفظ القرآن و3 في الإنشاد
شباب يشرفون الجزائر في مسابقات القرآن والإنشاد
تحظى الجزائر في كل مسابقات حفظ القرآن والأناشيد بمكانة مرموقة، ويتصدر المتسابقون الجزائريون قوائم الفائزين بين مقرئي وحفظة القرآن الكريم الذين يأتون من كل حدب وصوب من بقاع الإسلام، وفي تناقض صارخ يجر عشاق ذي فويس واراب ايدول أذيال الخيبة كل سنة جريا وراء وهم اسمه الشهرة، "الشروق العربي" تسترجع شريط ألقاب أحباب الله وتمسح دموع الخسارة من على خدود الواهمين.
تتوالى مسابقات حفظ القرآن وتتوالى اسماء الفائزين من الشباب الجزائري الملتزم بالمراتب الأولى، ففي سنة 2015 فازت المتسابقة نادية بوساق بالمرتبة الأولى في الجائزة النسوية بالمملكة الأردنية، بينما تحصل عمار يوسفي على المركز الثاني في جائزة الخرطوم الدولية، أما علي سعيد من ولاية الوادي فقد اكمل ثلاثي القمة في حفظ وتجويد وتفسير القرآن الكريم في عمان، وأحرز ابراهيم مجاهد المركز الخامس قي الاحتفال العالمي للقرآن الكريم بماليزيا.
حافظات على أبواب الجنة
بعد سنة فقط وفي 2016 بالضبط، افتكت الطالبة الزهراء هني، ابنة الواحد والعشرين سنة جائزة دبي للقرآن الكريم من بين العشرات من المتسابقات من 72 دولة، كما اختارتها لجنة الحكم كأحسن صوت في الدورة.
وكررت الطفلة الجزائرية وهيبة تومي ذات الإنجاز في مسابقة مصر لحفظ القرآن فئة المشاركات في المسابقات الدولية، بعد أن أظهرت مهارات كبيرة في الحفظ والتجويد مع إتقان كبير لأحكام الترتيل.
وأعطت المتسابقة نسيبة حمزة معنى للمثل الفرنسي القائل "لا يوجد آثنان إلا ومعهم ثلاثة"، وهذا بفوزها بالمركز الأول هذه السنة في مسابقة القرآن الكريم بالأردن في دورتها الثالثة عشر، متفوقة على منافسات من 29 دولة من مختلف دول العالم العربي والإسلامي والجاليات المسلمة في أوروبا وأمريكا.
ما فرقته الكرة جمعه القرآن الكريم
بقيمة جوائز تفوق المليون جنيه، شارك العديد من حفظة القرآن الجزائريين في المسابقة العالمية للقرآن الكريم لوزارة الأوقاف المصرية، وتحصل المتسابق الجزائري بلقاسم خير الدين على المركز الأول في فرع حفظ القرآن كاملا وفهم أحكامه ومقاصده العامة وبمبلغ 125 ألف جنيه مصري.
ولم يكتف الشباب الجزائري بهذه الألقاب المتميزة، بل أضافوا لها ألقابا أخرى كما فعل المقرئ عبد الله مصطفى لعريبي بفوزه بالمركز الأول في أكبر مسابقة للقرآن الكريم وهي مسابقة الملك عبد العزيز، وهذا في دورتها السابعة والثلاثين وجائزة مالية قدرها 120 ألف ريال سعودي.
كما تأهل المقرئ أبو جلال زكريا للنهائي من مسابقة البحرين العالمية لتلاوة القرآن الكريم في فئة القراءة المجودة بمرتبة الترتيل، وكتب هذا الأخير فور حصوله على المرتبة الثانية "هذا الفوز لكل الجزائريين والحمد لله".
منشد الشارقة... ثلث الألقاب للجزائر
للجزائر تاريخ حافل بالألقاب في مسابقة منشد الشارقة، فقد فاز ثلاثة جزائريين باللقب وهم المنشد نجيب عياش ابن مدينة بوسعادة في الطبعة الثالثة للمسابقة والمنشد عبد الحميد بن سيراج في النسخة السادسة وآخر المتوجين هو ابن مدينة الوادي كمال رزوق وهذا للسنة الثانية على التوالي. وفتح المنشد عبد الرحمن بوحبيلة شهية المنشدين بعد افتكاكه المركز الثاني لدى مشاركته في الطبعة الأولى من هذه المسابقة العريقة.
بعيدا عن الإمارات وناطحاتها، فاز الجزائري ياسين حموش بالمركز الثاني في فرع الإنشاد الديني في مسابقة بورسعيد بمصر، لكن لم يحالفه الحظ هذه السنة في الفوز بلقب منشد الشارقة في طبعتها العاشرة.
ورغم أن هذه المسابقة تستعمل نظام التصويت، إلا أن نزاهة المنظمين جعلت من هذه التظاهرة السنوية مثالا يحتذى به في النتظيم المحكم وعدم الانحياز لأي بلد عكس ما يحدث في مسابقات الغناء العربية التي تدخل فيها العديد من الحسابات وتحاك في كواليسها العديد من المؤامرات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.