أوقفت مصالح الدرك الوطني لولاية الطارف، الإثنين، ستة أشخاص متورطين في جناية الحرق العمدي للغابات الكثيفة المترامية الأطراف في القالة، وحقول مزروعة، حيث أكدت مصالح الدرك أن العملية جاءت على إثر معلومات وردتها عن قيام هؤلاء بحرق الغابة عمدا، حيث تراوحت أعمار الفاعلين ما بين 14 سنة و44 سنة، تم إيداع ثلاثة منهم المؤسسة العقابية بعين خيار بعاصمة الولاية الطارف، مع وضع اثنين تحت نظام الرقابة القضائية، فيما سلم المشتبه فيه القاصر إلى والده، وذلك بعد استكمال جميع الإجراءات القانونية، إلى غاية موعد المحاكمة. يذكر أن الحرائق التي اتهم المشتبه فيهم بافتعالها، أتت على مئات الهكتارات، وأكثر من 200 رأس من الماشية، وصناديق النحل، وحزم التبن، وعشرات الأكواخ القصديرية. كما امتدت ألسنة النيران التي اشتعلت ببلدية تاكسنة، منذ الأول من عيد الأضحى المبارك، إلى جزء من مقبرة، وشوهدت ألسنة النيران تلتهم الأشجار والنباتات المحيطة بالقبور، كما تفحمت شواهد القبور واكتست بالسواد، وتعد بلدية تاكسنة بجيجل الأكثر تضررا من موجة الحرائق، التي شهدتها الولاية منذ بداية شهر جوان، بعد الميلية، وحسب مصالح الغابات، بالولاية فقد تم تسجيل منذ بداية هذه الصائفة 137 حريق، أتت على 895 هكتار، منها 202 هكتار غابات، و176 هكتار من الأدغال، و451 هكتار من الأحراش، و66 هكتارا من الأشجار المثمرة، فيما تتواصل جهود إخماد حرائق مست كل من زيامة وتاكسنة. من جهته، حمل بلحاجي عبد العزيز مدير محافظة الغابات بالشلف، من وصفهم بأصحاب الأطماع في تأميم مساحات إضافية وتوسيع مزارعهم، ومقيمي جلسات الشواء، بالتسبب في الحرائق، التي ما تزال ألسنتها تلتهم عشرات الهكتارات من غابات الشريط الساحلي وجبال الونشريس، بحيث حولت زهاء 150 هكتار من مختلف الأشجار الغابية والمثمرة إلى رماد، وهذا منذ حلول موسوم الصيف. كما تسببت في ارتفاع درجة الحرارة إلى أعلى مستوياتها، وألحقت أضرارا مادية بالغة بالفلاحين ومربي النحل، ونفوق رؤوس الحيوانات، واختناق بعض المقيمين وسط تلك الغابات، وأضاف المتحدث بأن مصالحه سجلت أزيد من 50 حريقا، بينها أربعة حرائق منذ اليوم الثاني لعيد الأضحى، طالت مساحات واسعة من أشجار الصنوبر والفلين، والأمر الذي دفع بتدخل وحدات محافظة الغابات، مدعومين بأعوان الحماية المدنية ومصالح البلديات والمتطوعين، ليلا ونهارا لتطويقها وإخمادها.
