استقبال حاشد للرئيس    أبواب مفتوحة على التوجيه المدرسي    قانون جديد للتكوين المهني    المجلس الشعبي الوطني : تدشين معرض تكريما لصديق الجزائر اليوغسلافي زدرافكو بيكار    رئيس الجمهورية يدشن ويعاين مشاريع استراتيجية ببشار : "ممنوع علينا رهن السيادة الوطنية.. "    إثر وفاة البابا فرنسيس.. عطاف يوقع باسم الحكومة الجزائرية على سجل التعازي بسفارة الفاتيكان    تنصيب اللجنة المكلفة بمراجعة قانون الإجراءات المدنية والإدارية    الذكرى ال63 لتأسيس المحكمة الدستورية التركية : بلحاج يشيد بالعلاقات الجيدة بين المحكمة الدستورية الجزائرية ونظيرتها التركية    توقيع عقدين مع شركة سعودية لتصدير منتجات فلاحية وغذائية جزائرية    العدوان الصهيوني على غزة : ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 51439 شهيدا و 117416 جريحا    ولاية الجزائر : انطلاق الطبعة الخامسة من حملة التنظيف الكبرى ببلديات العاصمة    الأغواط : الدعوة إلى إنشاء فرق بحث متخصصة في تحقيق ونشر المخطوطات الصوفية    سيدي بلعباس : توعية مرضى السكري بأهمية إتباع نمط حياة صحي    رئيسة المرصد الوطني للمجتمع المدني تستقبل ممثلي عدد من الجمعيات    الرابطة الثانية هواة: نجم بن عكنون لترسيم الصعود, اتحاد الحراش للحفاظ على الصدارة    عبد الحميد بورايو, مسيرة في خدمة التراث الأمازيغي    انتفاضة ريغة: صفحة منسية من سجل المقاومة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي    سقوط أمطار الرعدية بعدة ولايات من البلاد يومي الجمعة و السبت    النرويج تنتقد صمت الدول الغربية تجاه جرائم الاحتلال الصهيوني بحق الفلسطينيين في غزة    نشطاء أوروبيون يتظاهرون في بروكسل تنديدا بالإبادة الصهيونية في غزة    تصفيات كأس العالم للإناث لأقل من 17 سنة: فتيات الخضر من اجل التدارك ورد الاعتبار    جمباز (كأس العالم): الجزائر حاضرة في موعد القاهرة بخمسة رياضيين    عرض الفيلم الوثائقي "الساورة, كنز طبيعي وثقافي" بالجزائر العاصمة    معسكر : إبراز أهمية الرقمنة والتكنولوجيات الحديثة في الحفاظ على التراث الثقافي وتثمينه    الصناعة العسكرية.. آفاق واعدة    توقيف 38 تاجر مخدرات خلال أسبوع    غزّة تغرق في الدماء    وزير الثقافة يُعزّي أسرة بادي لالة    250 شركة أوروبية مهتمة بالاستثمار في الجزائر    بلمهدي يحثّ على التجنّد    السيد عطاف يستقبل بهلسنكي من قبل الرئيس الفنلندي    معرض أوساكا 2025 : تخصيص مسار بالجناح الوطني لإبراز التراث المادي واللامادي للجزائر    الوزير الأول, نذير العرباوي, يترأس, اجتماعا للحكومة    أمطار رعدية ورياح على العديد من ولايات الوطن    جهود مستعجلة لإنقاذ خط "ترامواي" قسنطينة    استحضار لبطولات وتضحيات الشهداء الأبرار    جريمة التعذيب في المغرب تتغذّى على الإفلات من العقاب    شركة عالمية تعترف بنقل قطع حربية نحو الكيان الصهيوني عبر المغرب    145 مؤسسة فندقية تدخل الخدمة في 2025    مناقشة تشغيل مصنع إنتاج السيارات    تعليمات لإنجاح العملية وضمان المراقبة الصحية    3آلاف مليار لتهيئة وادي الرغاية    قمة في العاصمة وتحدي البقاء بوهران والشلف    محرز يواصل التألق مع الأهلي ويؤكد جاهزيته لودية السويد    بن زية قد يبقى مع كاراباخ الأذربيجاني لهذا السبب    حج 2025: برمجة فتح الرحلات عبر "البوابة الجزائرية للحج" وتطبيق "ركب الحجيج"    الكسكسي الجزائري.. ثراء أبهر لجان التحكيم    تجارب محترفة في خدمة المواهب الشابة    "شباب موسكو" يحتفلون بموسيقاهم في عرض مبهر بأوبرا الجزائر    البطولة السعودية : محرز يتوج بجائزة أفضل هدف في الأسبوع    هدّاف بالفطرة..أمين شياخة يخطف الأنظار ويريح بيتكوفيتش    رقمنة القطاع ستضمن وفرة الأدوية    تحدي "البراسيتامول" خطر قاتل    هذه مقاصد سورة النازعات ..    هذه وصايا النبي الكريم للمرأة المسلمة..    ما هو العذاب الهون؟    كفارة الغيبة    بالصبر يُزهر النصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشروق تنشر شهادات مثيرة حول روسي يقود حملة التنصير في منطقة القبائل
نشر في الشروق اليومي يوم 12 - 02 - 2008

روسي‮ إخترق‮ منطقة‮ القبائل‮ لنشر‮ الردة‮ والمسيحية
‮- قرأ‮ إعترافات‮ المسيحي‮ التائب‮ عبر‮ "‬الشروق‮" فقرر‮ التوبة
‮- زواج‮ غير‮ شرعي‮ وعلاقات‮ جنسية‮ حيوانية‮
شاءت الأقدار أن تنتهي الحقائق والشهادات المثيرة، التي أدلى بها المسيحي الجزائري التائب للشروق اليومي، بتحريك ضمير وشعور أحد معتنقي الديانة المسيحية بولاية تيزي وزو، حيث قرر الاتصال بالشروق لكشف حقائق مثيرة وخطيرة عن واقع المخططات التنصيرية التي يقوم بتنفيذها‮ بعض‮ الأجانب‮ على‮ مستوى‮ الولاية‮.‬
هذا "التائب" الجديد، كشف تفاصيل دقيقة، حول حكايته مع الديانة المسيحية وقائديها بتيزي وزو، ومختلف التناقضات والتجاوزات التي عاشها وسطهم، خلال مدة تزيد عن 6 سنوات؛ وذلك بعد الاتفاق على موعد تنقلت إثره الشروق اليومي للقاء الشاب في مكان عمومي مفتوح على الأنظار‮.. لم‮ نكلف‮ أنفسنا‮ عناء‮ للبحث‮ عنه،‮ عند‮ وصولنا‮ إلى‮ عين‮ المكان،‮ لأنه‮ تعرف‮ علينا‮ من‮ تلقاء‮ نفسه،‮ وتقدم‮ إلينا‮ للتحية،‮ ثم‮ دعانا‮ للجلوس‮ معه‮ والحديث‮ حول‮ تفاصيل‮ قصته‮ مع‮ المسيحيين‮ بتيزي‮ وزو‮.‬
الشاب الذي طلب التكتم عن اسمه وعدم ذكره في التحقيق، هو في السادسة والثلاثين من العمر، عاش لمدة تجاوزت 6 سنوات في رحاب طقوس المسيحيين بتيزي وزو، بما فيهم البروتستانت والكاثوليك.. هو شاب يتيم، فقير وبدون مأوى، ويعاني من مرض يستلزم عملية جراحية..
استغلت الطائفة المسيحية الناشطة بمدينة تيزي وزو، فرصة وجوده في فراغ روحي وحالة يأس وأزمة اجتماعية حادة، وقامت بالاتصال به وإقترحت عليه اعتناق المسيحية بعد إقناعه بأن الله سيغير من حاله، وأنه سيجد يد العون عندهم، وأنهم سيساعدونه على حل مشاكله!.
وبدأت الحكاية.. حيث إستفاد الشاب من "مساعدة أولى" تمثلت في نجاح العديد من القساوسة والقائمين على الكنائس بمدينة تيزي وزو، من إقناعه بالتشبث بمجموعة من الوعود والأحلام، من جهة، واعتناق الديانة المسيحية من جهة أخرى.. وعود أقل ما يقال عنها أنها خيالية، إلا أن‮ هؤلاء‮ المختصين‮ تمكنوا‮ من‮ غرسها‮ في‮ عقله‮ لمدة‮ فاقت‮ 6‮ سنوات‮.‬
وكانت البداية بالمساعدة المالية من أجل الخروج من الفقر وتوفير منصب عمل مريح للشاب يسترزق من خلاله، كما وُعد بالقيام بجميع الإجراءات والتدابير اللازمة من أجل الإشراف على عملية جراحية تخلصه من المرض الذي يعاني منه، إلى جانب منحه منصب ضمن القيادات العليا للمسيحيين‮ بالولاية،‮ وإخراجه‮ من‮ حالة‮ التشرد‮ التي‮ يعيشها،‮ وذلك‮ بتوفير‮ مسكن‮ مريح،‮ وإعداده‮ ليصبح‮ مدرسا‮ للمسيحية،‮ لخلافة‮ القساوسة‮ في‮ نشر‮ تعاليم‮ الديانة‮ المسيحية‮ عبر‮ مختلف‮ ربوع‮ ولاية‮ تيزي‮ وزو‮.‬
ولم تتوقف الوعود عند هذا الحد، بل تلقى الشاب وعودا بتزويجه بفرنسية مع تسوية وثائقه الإدارية.. هذه الوعود كلها إعترف بها، وقال أنه آمن بها طيلة المدة التي عاشر فيها مختلف الطوائف المسيحية بولاية تيزي وزو، لكن في نهاية الأمر وبعد أن طال انتظاره بدأ اليأس يدب‮ الى‮ قلبه‮ والشك‮ يخيم‮ على‮ أفكاره‮ حول‮ ما‮ كان‮ يعتقده‮ طيلة‮ هذه‮ المدة‮ وتحولت‮ أحلامه‮ إلى‮ وهم‮ وسراب‮.
رب‮ للفقراء‮ وأصحاب‮ الشيفون‮ ورب‮ للأغنياء‮!‬
وحسب إعترافات وشهادات الشاب، فإنه انقاد وراء هذه الطائفة، "لإيمانه بها، وبما جاءوا به من نور"، إعتقادا منه أنه أمسك بيد البصيرة التي ستقوده إلى النور وبر الأمان !.. كان يربي شعره ولحيته، ويأتي للصلاة على مستوى كنائس مدينة تيزي وزو، في هيئة سيئة، نظرا لعدم تمكنه من شراء ثياب جديدة، وفي كل مرة كان يتم استقباله من طرف "عرابي" هذه الكنائس بطريقة غريبة جدا، حيث على خلاف السيرة التي كان عليها الأنبياء والرسل الذين كانوا يربون الشعر واللحية، كان هؤلاء المسيحيون يدعون الشاب إلى تغيير مظهره وحلق شعره ولحيته وتغيير ملابسه،‮ والحضور‮ في‮ هيئة‮ لائقة‮ إلى‮ الكنيسة‮.
‬ وأمام هذه الحالة، وحالة التهميش التي كان يلقاها من القائمين على الكنائس، قام الشاب في أحد الأيام، وبعد حصوله على منصب عمل مؤقت استرزق منه بعض الدنانير، بشراء بدلة جديدة بكل قطعها، بما فيها ربطة العنق، وقام بحلق رأسه و لحيته واتجه إلى الكنيسة..
وبمجرد وصوله والدخول تعجب الشاب من الاستقبال والترحيب، اللذان حظي بهما من طرف طاقم الكنيسة.. وبدأ بإثارة العديد من التساؤلات حول مغزى الديانة المسيحية التي يدعو إليها هؤلاء الأفراد، بعد تجاهل تام للحالة التي كان فيها الشاب في هيئته الفقيرة.
وبعد ما قام بتغيير جذري مس هيئته، تغيرت فجأة طريقة التعامل مع الشاب، وتم تقديمه كضيف شرفي للكنيسة، وقدموه لإلقاء خطبة على الحضور!، من أجل شرح تفاصيل هذا التغير الجذري الذي حدث في حياته إثر اعتناقه المسيحية..
الشاب لم يخف الحيرة التي كانت تنتابه حول الديانة المسيحية وقام بالإعلان عنها مباشرة داخل الكنيسة، مفسرا الحالة التي كان فيها والطريقة التي كان يعامل ويستقبل بها عندما كان "بالشيفون"، والحالة التي أصبح عليها عندما ارتدى بدلة جديدة وربطة عنق.. والطريقة التي إستقبل بها، دفعته إلى أن يعتقد من جديد بأن هناك إلهين اثنين!، رب للفقراء وأصحاب الشيفون، ورب آخر لأصحاب المال والجاه و"الكوستيمات"!.. لكنه وبعد مرور أزيد من 6 سنوات، تيقن الشاب أنه لم يمسك باليد الصحيحة وأدرك أنه أمسك بيد كفيف غير مبصر، قاده إلى ظلام وظلمات!.
إعتقادات الشاب حول المسيحية، بدأت تتغير وتتبدد، إثر هذه الحادثة الغريبة والعجيبة، حيث أصبح يرى في المسيحيين الذين يلاقيهم، أنهم يتحابون بينهم حسب المصالح، وليس تبعا لما تقوله الديانات السماوية، التي تنص كلها على أن حب الفرد لأخيه من الواجبات المقدسة على جميع العباد..
وبعد مرور أكثر من 6 سنوات على الوعود "الكاذبة" التي تلقاها، أيقن الشاب أن هؤلاء الأفراد، لن يلبوا وعودهم وعهودهم، مرجعا ذلك إلى حالته الاجتماعية البسيطة، قائلا في اعترافاته: أنه أدرك أنهم لن يقوموا بمداواته لا اليوم و لا غدا، بل يفضلون التقرب أكثر‮ من‮ الأغنياء‮ وأصحاب‮ "‬الكوستيمات‮".‬
روسي‮ في‮ مهمة‮ سرية‮ بتيزي‮ وزو
عاش الشاب بعدها في فترة فراغ ورحلة بحث مستمر عبر الكنائس.. عثر على أحد دعاة المسيحية ووقع اختياره على مسيحي أرثوذوكسي يدعى "تيري كونستونتينوف"، في الثامنة والأربعين من العمر، من جنسية روسية، كان يلتقي به في إحدى كنائس تيزي وزو، وعندما علم أنه من جنسية أجنبية حاول التقرب منه لطلب يد العون والمساعدة.. مساعدة لم يبخل بها الروسي، الذي قدم إلى أرض الجزائر وبالتحديد إلى تيزي وزو خصيصا للإشراف على إقامة قواعد خلفية استخباراتية لتنصير العديد في مختلف المناطق وتحديدا منطقة القبائل، وهذا عبر عملية اختراق لجميع المصالح،‮ من‮ أجل‮ بذل‮ مختلف‮ الجهود‮ اللازمة‮ لتنشيط‮ مختلف‮ الكنائس‮ الكاثوليكية‮ المتواجدة‮ سابقا‮ على‮ مستوى‮ كل‮ من‮ بني‮ يني‮ وعزازقة‮ وواضية‮.‬
وبعد دردشة مع الروسي وتأكد هذا الأخير بأن الشاب بمثابة بنك معلومات لما يحصل بإقليم ولاية تيزي وزو، ومختلف المعلومات والخبرة التي يكتسبها في معرفته للعديد من الشخصيات بالمنطقة، إضافة إلى العديد من المعلومات والمعارف الأخرى عن أدق خصوصيات سكان مختلف قرى وبلديات‮ تيزي‮ وزو،‮ وافق‮ "‬العراب‮" على‮ مساعدته‮ بتوفير‮ غرفة‮ له‮ في‮ الشقة‮ التي‮ إستأجرها‮ بأحد‮ ضواحي‮ عاصمة‮ الولاية،‮ شريطة‮ أن‮ يمده‮ بكل‮ ما‮ يملكه‮ من‮ معلومات،‮ ومساعدته‮ على‮ تنفيذ‮ المهمة‮ التي‮ بعث‮ لأجلها‮.‬
وبناء على هذا، قام الشاب بجمع أغراضه المبعثرة هنا وهناك، عبر مختلف نواحي مدينة تيزي وزو، وذهب مع الروسي إلى الشقة، وبدأ حياة جديدة، وأملا جديدا في مستقبل مشرق(...)، معتقدا أنه وجد المرآة التي انعكست فيها آماله وتمنياته، ومع مرور الوقت، بدأ الشاب يكتشف حقائق‮ مثيرة‮ ومخيفة‮.. أولها‮ طريقة‮ إقامة‮ هذا‮ الأجنبي‮ بتيزي‮ وزو،‮ بطريقة‮ غير‮ قانونية،‮ حيث‮ قام‮ بكراء‮ شقة‮ بأحد‮ أحياء‮ تيزي‮ وزو‮ باسم‮ شخص‮ آخر،‮ من‮ أبناء‮ المنطقة،‮ وهذا‮ منذ‮ أزيد‮ من‮ ستة‮ أشهر‮.‬
هذا، وقد اكتشفت "الشروق اليومي" من مصادر جد موثوقة، أن الروسي دخل إلى تراب الوطن من فرنسا، بعد حصوله على تأشيرة من المصالح القنصلية الجزائرية بباريس، وعقب تلقيه شهادة إيواء من أحد أبناء بني يني، جاء بعدها إلى أرض الوطن للمشاركة في أحد الاجتماعات على مستوى كنيسة السيدة الإفريقية بأعالي بولوغين.. ولم يعد!.. له نشاطات سابقة على مستوى كل من روسيا، فرنسا والمغرب، أين أقام مؤخرا لمدة سنتين ونصف، وحسب المتحدث فإن هذا الأخير، وبعد الاجتماع، قام بعقد اتصالات مع بعض المسيحيين بتيزي وزو، تلتها العديد من الزيارات لعاصمة جرجرة..
عند دخوله للصلاة قام بنسج خيوطه مع العديد من الأشخاص، وبدأ يستفسر عن معتنقي الديانة المسيحية بالولاية، أملا في العثور على أحد الميؤوسين من حالهم من أجل مساعدته، ووقع اختياره على رب عائلة مسيحي يمر بأوقات عصيبة جراء إقامته مع عائلته داخل غرفة واحدة وقرر التقرب منه لعرض المساعدة بمبلغ مالي..
المسكين اختار مباشرة قبول المبلغ المالي ودخل في شباك الروسي الذي باشر عليه بطرح فكرة مساعدته لكراء منزل لائق له ولعائلته، إلى جانب مساعدته في التكفل بجميع أموره وإمداده بالمال لحل جميع مشاكله، ولكن بشرط أن يقبل بأن‮ يتنازل‮ له‮ عن‮ جزء‮ من‮ الشقة‮ التي‮ سيتم‮ كراؤها،‮ لأنه‮ سيمضي‮ مدة‮ في‮ الولاية‮ بغرض‮ السياحة‮ فيها‮.‬
وبهذه الطريقة، تمكن الروسي من تحقيق مبتغاه، وأقنع الرجل بكراء منزل باسمه، وأن يخفي في بنود عقد الكراء تواجده بالشقة!.. ومن هنا بدأت خطة الروسي تدخل حيز التنفيذ، وبدأ ينسج خيوط علاقاته مع مساعديه.. كان يتنقل دوما عبر العديد من بلديات وقرى الولاية وبرفقته كمبيوتر نقال، يحوي العديد من البيانات والتفاصيل حول مهمته.. كان يدخل يوميا إلى قاعات الإنترنيت للاتصال بعدة جهات، بعث تقارير مفصلة عن أعماله -حسب شهادة الشاب - والتي تتلخص في الفترة التي أقام فيها بهذه الشقة، وتشير الشهادات إلى أن الهدف الأول للروسي، هو إعادة فتح كنيسة عزازقة لمد الخيوط عبرها لفتح المزيد من الكنائس عبر باقي قرى وبلديات المنطقة، ومن ثمة إعادة فتح كنيسة بني يني التي كانت تقوم عليها سابقا "Les soeurs"، مع محاولة استغلال الغرف ال 33 المتواجدة بها لإنشاء قاعدة بيانات خلفية ومركز لتكوين المسيحيين..‬‮ وبعده‮ الانتقال‮ إلى‮ واضية‮ وباقي‮ المناطق‮ الأخرى،‮ تحت‮ غطاء‮ الدعم‮ المالي‮ من‮ بعض‮ المصالح‮ الأجنبية،‮ التي‮ تقدم‮ الإعانات‮ المادية‮ من‮ أجل‮ نشر‮ الديانة‮ المسيحية‮ وتنصير‮ المسلمين‮..
طقوس‮ غريبة‮ وخيارات‮ أحلاها‮ مر
أما فيما يخص الظروف التي كان يعيش فيها هذا الروسي داخل الشقة، فقد نقل منها الشاب ما يشد الأنظار ويثير الدهشة في عقول كل من يسمع، بحيث قام الروسي بتخصيص ركن من أركان المنزل وقام بإدخال بعض التعديلات عليه، ليأخذ هيئة مصلى، عبر تعليق الصليب على الجدار وبعض المجسمات التي تصف المسيح عيسى والعذراء مريم.. كان يقوم بالصلاة حوالي 8 مرات في اليوم، ويقوم بدعوة العديد من المسيحيين الجدد، الذين يلتقي بهم، إلى مشاركته في ممارسة الطقوس الأرثوذوكسية والدعاء معه في الشقة، ليقوم فيما بعد بإمدادهم بمبالغ مالية معتبرة، من أجل إبقائهم تحت خدمته بغرض مساعدته للوصول إلى غايته وزرع جذور شبكة استعلامات على مستوى مختلف مناطق الولاية، كما تضمنت شهادة الشاب، قصة زواج غير شرعي وعلاقة قائمة بين رجل من بومرداس وبالتحديد من منطقة "الحد"، وفتاة من عزازقة داخل الشقة، زوج غير قانوني يبيت في إحدى غرف الشقة ويتلقون دروسا خاصة حول مختلف الطرق المستعملة في تنصير المسلمين من الروسي، بصفة يومية..
قدموا للمبيت في الشقة في بادئ الأمر ليومين، لكن الأمر لم يكن كذلك، بل تواصل مجيئهم منذ ذلك اليوم، وإلى غاية يومنا هذا، مازالوا يقيمون في إحدى غرف الشقة.. ونظرا لأن المكان الذي ينام فيه الشاب لا يفصله سوى جدار عن غرفة هذا الزوج، -يضيف الشاب- أنه كان طيلة الفترة التي قضاها بالشقة، شاهدا مباشرا على مختلف العمليات الجنسية التي كان يمارسها الزوج الجديد بالشقة، كان يسمع طيلة الليالي التي أمضاها هناك، جميع تفاصيل العلاقة الجنسية، حيث وصفها بالحيوانية.. كانت الصيحات المتعالية من الغرفة ووقع الضربات النازلة على جسد تلك المرأة، مؤشرا على ذلك..
علاقات كانت تمنع الشاب من النوم والراحة وتبقيه مستيقظا إلى غاية ساعات متأخرة من الليل، وعندما طفح الكيل، حاول الشاب إبلاغ الشخص الذي تم كراء المنزل على اسمه بما يحدث تحت سقفه، لكنه تهرب بحجة أنه لا يملك وجهة اخرى يقصدها، وهو غير قادر على التحرك أمام إغراء الأوراق الخضراء لعملة اليورو، التي يستقبلها من الروسي في مطلع كل شهر، مؤكدا أنه لو تيسر عليه كراء منزل آخر لقام به وترك الروسي لوحده‮.‬
وبعد مرور نحو 6 أشهر على الإقامة بعين المكان، وعقب تمكن الروسي من تحقيق هدفه، والحصول على جميع المعلومات اللازمة من بنك معلومات الشاب، اغتنم فرصة إعادة تذكيره من طرف الشاب بمختلف الوعود السابقة، وإعترف له بأنه لا يعرفه إطلاقا قبل أن يطرده من الشقة.
الشاب الذي لم يتحمل ما تعرض له على أيدي الروسي، بعد ما وضع فيه ثقة عمياء لعدة أشهر، قرر في البداية أن ينفذ جريمة ويلحق الضرر بالروسي، الذي خان أمانته وأمانة صديقه المغلوب عليه، لكنه وبعد التفكير مليا، مع الخوف من عاقبة الوقوف في مراكز الشرطة والمحاكم، قرر اللجوء إلى الصحافة والكشف عن مخططات هذا الشخص، الذي جاء من أجل تدمير منطقة القبائل خاصة والجزائر عامة، مبرزا أن اختياره لجريدة الشروق لم يكن اعبتاطيا، وإنما بسبب سلسلة الحقائق التي نشرتها الشروق اليومي في أعدادها السابقة، حول مختلف المخططات التنصيرية الممارسة على مستوى العديد من المناطق..
وكذا بعد وقوفه على التحقيق الأخير، الذي أدلى فيه مسيحي بروتستانتي جزائري تائب، بالعديد من الشهادات والحقائق المثيرة، حول التنصير في الجزائر، حيث قرر الشاب عندها "الاستنجاد" بالشروق اليومي و"تفريغ قلبه" والإدلاء بشهاداته، ومحاولة‮ تمرير‮ رسالة‮ ونصيحة‮ إلى‮ الشباب‮ الذين‮ ينوون‮ اعتناق‮ المسيحية‮.‬
نصيحة‮ من‮ الشاب‮ المغرر‮ به‮
‬ أراد الشاب، أن يقدم عبر صفحات الشروق، نصيحة إلى الشباب القبائلي خاصة والجزائري عامة، بأن لا ينقادوا وراء الأحلام التي يزرعها هؤلاء الأشخاص، الذين لهم علاقة بكل شيء إلا الدين.. مشيرا إلى أن الحالة الاجتماعية لأغلب شباب المنطقة، يمكن تداركها، وقال: "لقد ورث أبناء المنطقة كنزا غاليا من أجدادهم، ورثوا الأرض الطيبة التي ضحى من اجلها أزيد من مليون ونصف المليون شهيد"، وعلى الرغم من إيمانه بأن طريقة تفكير أغلب الشباب تختلف، إلا أن الشاب المغرر به، اعتذر واحمرت عيناه وطلب السماح منهم جميعا، مؤكدا أنه يحترم جميع آرائهم ويقدرها، إلا أنه مصر على أن ينقل هول ما عاشه من خداع وخيانة ولعب بالمشاعر لمدة 6 سنوات، في قالب ديني يدعو إلى الإنسانية والرحمة بين الأفراد..
نصيحة لخصها ضحية "حزب الإنسانية"، في نداء صارخ إلى الشباب الجزائري من "المغرر بهم"، بالاستفاقة من النوم وعدم السقوط‮ في‮ المصيدة‮ الي‮ ترمي‮ الى‮ خلق‮ الشقاق‮ والتفرقة‮ وزرع‮ الفتنة‮ الطائفية‮ بين‮ الجزائريين‮.‬
تيزي‮ وزو‮/ حسان‮ زيزي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.