لعبة أمريكية كبيرة في السودان..من التالي؟؟ في الوقت الذي يواجه الرئيس السوداني عمر حسن البشير ضغوطا دولية وصلت حد المطالبة باعتقاله، أعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان ترشيحها لرئيسها سلفاكير ميارديت لخوض الانتخابات الرئاسية القادم. * ويتولى سلفاكير حاليا منصب النائب الأول للرئيس البشير. وأكدت الحركة أنها ستخوض الانتخابات العامة على كافة المستويات بما فيها رئاسة الجمهورية.. * وكشف ياسر عرمان، نائب الأمين العام بعد اجتماع للمكتب السياسي في جوبا عاصمة إقليمجنوب السودان، إن الحركة ستخوض الانتخابات على مستوى الولايات ورئاسة الجمهورية، وتحدث عن خارطة طريق لم يكشف عنها لمعالجة مشاكل البلاد. وشاركت الحركة الشعبية في الحكومة بعد توقيع اتفاق سلام نيفاشا عام 2005 الذي أنهى سنوات من الصراع بين الحركة والحكومة في الخرطوم.. وكان سلفاكير قد قضى سنوات من التمرد في الغابات الاستوائية جنوبي السودان، ولكنه برز على الساحة السياسية السودانية بعد الوفاة الغامضة للرئيس السابق للحركة الشعبية لتحرير السودان، جون قرنق والذي كان هو نائبا له. * وكان سلفاكير قد زار واشنطن وتباحث مع الرئيس جورج بوش، وهي الزيارة التي قال الرئيس عمر البشير أنها رتبت مع مكتب الحركة الشعبية بواشنطن وليس مع السفارة السودانية. * ويأتي إعلان الحركة الشعبية لترشيح سلفاكير ميارديت للانتخابات الرئاسية القادمة بعد نحو أسبوعين من دعوة مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو قضاة المحكمة إلى إصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني واتهمه بارتكاب "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وعملية إبادة" في دارفور، غرب السودان، حيث تدور حرب أهلية منذ العام 2003.. وبخصوص دعوى المحكمة الجنائية، دعا مسؤول الحركة الشعبية الحكومة السودانية إلى التعاون مع هذه المحكمة الدولية "لأن ذلك يعزز المصالحة الوطنية"، كما أشار إلى أن الحركة ستركز إمكاناتها كافة لتجاوز الأزمة الحالية داخليا وخارجيا مما يعطي سلاما عادلا في دارفور يحدد المصالح الوطنية.. ويذكر أن سلفاكير ميارديت حذر في السابق من أن يؤدى اتجاه المحكمة الجنائية الدولية لتوقيف الرئيس عمر البشير إلى تقويض اتفاقية نيفاشا للسلام والتحول الديمقراطى.. * وعلى صعيد قرار المحكمة الجنائية، أعلن رئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي أن الرئيس البشير يجب ألا يكون محل ملاحقة "لأن ذلك سيزعزع مسيرة السلام في دارفور". وقال لقناة جنوب افريقية متحدثا في بوردو، حيث التقى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي "لا أعرف كيف سيفعلون ذلك إذا قالت محكمة جنائية دولية ها هو ذا شخص أدين، لأن عليهم حينها إنهاء التعامل معه، لأنه مجرم مطلوب". * وطلب ساركوزي من مبيكي المساعدة في الضغط على البشير ليتعاون مع الجنائية، مطالبا الرئيس السوداني بإجراءات تثبت أنه فهم رسالة المحكمة.. ويأتي ذلك بينما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن نقاشات بدأت بمجلس الأمن لتعليق إجراءات الملاحقة بحق البشير، واقترحت ليبيا وجنوب افريقيا تضمين قرار يجدد مهمة القوة المشتركة التي تنتهي بعد أيام، وطلبا بتأجيل القضية، ولقي ذلك بعض التأييد من روسيا والصين ومعارضة دول غربية.