نشرت صحيفة "هيت نيوزبلاد" البلجيكية، الثلاثاء، أول صورة للمشتبه فيه الأول في هجمات باريس "صلاح عبد السلام" في سجن بروغه شديد الحراسة. وتظهر الصورة شكلاً آخر لعبد السلام (26 عاماً) الذي استطاع الاختفاء عن أعين رجال الشرطة والمخابرات، لمدة أربعة أشهر كاملة، حيث نراه وقد زاد وزنه وأطلق شاربه ولحيته، ولعينيه هالتين سوداوين من الأرق. ونشرت الصحيفة الفلمنكية الصورة، وعلقت عليها قائلة: "استطاع محررنا الحصول على أول صورة للإرهابي صلاح عبد السلام من داخل سجنه في بروغه، والتي تظهره بشكل مغاير تماماً عن الصورة المشهورة له في وسائل الإعلام، حيث أطلق لحيته، وطال شعره فوق رأسه، ويبدو أنها الطريقة التي انتهجها ليغير من شكله أثناء هروبه، إلى الدرجة التي جعلت الشرطة الفيدرالية تتشكك في هويته، لحظة القبض عليه في مولنبيك في 18 من مارس الماضي". وأشارت الصحيفة إلى أن صلاح عبد السلام منذ أن دخل سجن بروغه الشهير، ويعتبره السجانون المكلفون بحراسته "نموذج مثالي للسجين"، حتى أن أحد المكلفين بحراسته صرح للصحيفة قائلاً: "إنه شخص مهذب للغاية، وأعتبره مثالاً جيداً لكل السجناء، فهو لا يعترض على شيء، وليس لدي أي ملاحظات سلبية على سلوكه، وفوق ذلك شهيته جيدة جداً". ويبدو صلاح عبد السلام في الصورة الجديدة بشكل مختلف عن صورته الإعلامية، التي انتشرت عقب اكتشاف مشاركته في هجمات باريس، في الصورة الجديدة يبدو شاباً خجولاً، شعره أشعث، وأطلق لحيته وشاربه، وتظهره الصورة متعباً وتحت عينيه هالتين سوداوين، وهو ما حاول أحد المكلفين بحراسته توضيحه للصحيفة قائلاً: "ربما يكون ذلك صحيحاً نتيجة لنظام السجن القاسي، حيث أن عبد السلام مسجون في القسم المشدد من السجن، ويلقي عليه حراسه النظر ثمان مرات في الساعة الواحدة، ليتأكدوا أن كل شيء على ما يرام". جدير بالذكر أن عبد السلام ينتظر تسليمه خلال الأسابيع المقبلة إلى السلطات الفرنسية، ولكن يبدو أن اعترافات شريكه محمد عبريني الأخيرة، ستزج بصلاح عبد السلام إلى إدانته هو الآخر في هجمات بروكسل، رغم وقوعها بعد اعتقاله، إلا أن إنكاره في التحقيقات لمعرفة أي شيء عنها، يتعارض مع اعترافات رفيقه محمد عبريني، والذي قال "إن صلاح عبد السلام كان على علم بها، وكان من المقرر أن يشارك فيها، لولا اعتقاله".