شدّدت "إيمان هدى فرعون" وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، الثلاثاء، على أنّ حجب مواقع التواصل الاجتماعي سمح ب "إفشال محاولات إجرامية سعت للتلاعب بمصير آلاف المترشحين لشهادة البكالوريا". في حديث نشرته وكالة الأنباء الرسمية، بررت الوزيرة الهدف الرئيسي من الخطوة المثيرة للجدل بحتمية "وضع مترشحي البكالوريا في منأى عن محاولات التشويش"، وأحالت على "نشر مواضيع زائفة وإشاعات مغرضة مرتبطة بهذه الامتحانات". وشرحت "فرعون": "بالتعاون مع سلطة ضبط البريد والاتصالات وكافة متعاملي الاتصالات، قمنا بحجب أهم مواقع التواصل الاجتماعي خلال فترات معينة"، وإذ توعّدت ب "اتخاذ إجراءات صارمة ضد الغشّاشين"، فإنّ "فرعون" أبرزت أنّ "الحكومة تتمتع بكل الصلاحية لاتخاذ إجراءات تحفظية في حالات إستعجالية". وردا عن الأضرار التي نجمت عن الحجب، علّقت الوزيرة: "يلزمنا التضحية والتنازل عن بعض من رفاهيتنا الشخصية خدمة للمجتمع كافة"، مستطردة: "أنا على يقين أنه رغم ردود فعل بعض المواطنين المستائين التي نتفهمها، إلاّ أنّ الجزائريين المعروفين بحس الوطنية والمسؤولية والثائرين ضد الغش والراغبين في رؤية أطفالهم في منأى عن أي مساومة والحريصين على تكافؤ الفرص بين المترشحين، راضون عن هذه الإجراءات ويقبلون برحابة صدر حرمانهم لساعات قليلة من متعة تصفح حسابهم على الفايسبوك وغيره".
تقليص لا قطع أفادت "فرعون": "الأمر لم يتعلق ب "قطع الانترنت بل بمجرد تقليص في نسبة التدفق خلال النصف الأول من توقيت أول امتحان"، مسجّلة أنّ ذلك استخدم ل "إحباط أي محاولات لمجموعات صغيرة تنشط من أجل التشويش على سير الامتحانات". وتابعت "فرعون" أنّ الحجب ليلا لم يشمل سوى شبكات التواصل الاجتماعي، مؤكدة أنّ الحكومة "تتمتع بكل الصلاحية لاتخاذ إجراءات تحفظية في حالات إستعجالية، ما دام ذلك يخدم المصلحة العامة".
عدة دول سبقت الجزائر نفت الوزيرة صحة مزاعم مفادها أنّ الجزائر سجلت "سابقة" بحجب مواقع التواصل الاجتماعي، وأوعزت: "الجزائر لا تمثل استثناءا، إذ سبق لدول أخرى حجب بعض مواقع التواصل الاجتماعي لأسباب متنوعة، لا سيما تلك المتعلقة بالبكالوريا". وأوضحت "فرعون": "شبكات التواصل الاجتماعي ليست سوى جزءً مما نسميه تطبيقات (OTT) التي تستخدم شبكات ينشرها متعاملو الاتصالات لأغراض تجارية ودون مقابل مما يؤدي إلى اكتظاظ الشريط العريض، وهو ما أثار جدلا بين متعاملي الاتصالات والمجتمعات المدنية والمتعاملين عبر كامل الدول الأوروبية والأمريكية وبعض الدول الآسيوية"، معتبرة أنّ الأمر يتعلق بالتشكيك في مبدأ "حياد" الأنترنت، ما جعل عدة دول تحجب اتصالاتها مؤقتا أو نهائيا، بل وتتفاوض معها بشأن شروط التعريفة لإبقاء الخدمة".
أضرار جسيمة ردا عن الخبراء الذين جزموا ب "عدم جدوى" حجب مواقع التواصل على مدار أيام امتحان البكالوريا، تبعا لاستعانة مستعملي الانترنت بالشبكات الخاصة الافتراضية الخاصة (VPN)، أوضحت الوزيرة: "حجب الشبكات الافتراضية التي تعتبر شبكات خاصة أي مشفرة يتم مقابل تصفية وفرز كل التبادلات المشفّرة مما سيلحق أضرارا جسيمة بالتبادلات غير المحظورة على الشبكة، لا سيما البريد الإلكتروني، ولهذا فضلنا تفادي هذا النمط من الحجب". واعترفت "فرعون" أنّ هذا "التلاعب" الذي يهدف إلى تعميم استعمال الشبكات الافتراضية الخاصة في أوساط الشباب "يتعدى بكثير مجال محاولات الغش العادية"، وعليه أنذرت الوزيرة: "سيتم اتخاذ إجراءات صارمة ضد الغشاشين الذين يلجؤون إلى مثل هذه التقنيات، إضافة إلى الأطراف التي تقف وراء هذا التلاعب". وتأسفت الوزيرة لكون فريق من وسائل الإعلام حثّ الشباب على اللجوء إلى مثل هذه التقنيات، موضحة أن استعمال البروكسي (proxy) وهو تطبيق معلوماتي وسيط بين طرفين لتسهيل أو مراقبة التبادلات بينهما بغرض تفادي الحجب من شأنه أن "يلحق ضررا كبيرا" بالمعطيات الخاصة المخزنة على الحواسيب أو الهواتف الذكية.