شنت أمس الصحف والفضائيات المصرية حربا إعلامية كبيرة على كل ماهو إفريقي وتونسي، وحتى كل ما يرتبط بشمال إفريقيا من قريب أو بعيد، لتبرير إقصاء الأهلي المصري من الدور نصف النهائي لكأس رابطة الأبطال الإفريقية أمام الترجي التونسي بهدف للمهاجم النيجيري إينيرامو، أودعه شباك الحارس شريف أكرامي بيده في "نسخة كربونية" للهدف الذي سجله الفريق المصري في مباراة الذهاب بالقاهرة على نظيره التونسي كان وراءه المهاجم المصري محمد فضل، اللقاء انتهى بتوفق الأهلي 2 - 1 ، لكن دون أن يحدث ذلك ردة فعل مماثلة أو يتسبب في حملة إعلامية شديدة قوامها اتهامات خطيرة بعيدة عن الأخلاق الرياضية التي لا تعترف بالأخطاء التحكيمية التي هي جزء من اللعبة، وما هدف مارادونا الشهير في شباك إنجلترا في ربع نهائي مونديال 1986 ببعيد عن الذاكرة العالمية. * واتهمت بعض الصحف المصرية الحكم الغاني جوزيف لامبتي بالرشوة والتحيز الفاضح للترجي التونسي بعد أن احتسب هدفا غير شرعي للتونسيين، ما حرم، حسبها، الأهلي المصري من التأهل إلى نهائي رابطة الأبطال الإفريقية ومواجهة تي بي مازيمبي الكونغولي المتأهل على حساب شبيبة القبائل، فضلا عن ذلك انتقد المصريون الظروف التي جرت فيها المباراة، على حد تعبيرهم، ووصفوها بالمشحونة والاستفزازية في ردة فعل مصرية اعتيادية لتبرير أي إخفاق كروي. * * البدري يصف ماحدث ب"الفجور" * * هذا، وخطف مدرب الأهلي المصري حسام البدري الأضواء بعد المباراة، ليس بتفوقه التكتيكي وحسن إدارته للمباراة، ولكن بتصريحاته النارية كما حدث تماما بعد مباراة الأهلي وشبيبة القبائل ذهاب بالجزائر، عندما توعد لاعبي الشبيبة وأنصارها بالذبح حركة وقولا، وانتقد الحكم باحتساب هدف زيتي الذي جاء حسبه من تسلل واضح قبل أن تفضحه الإعادة التلفزيونية وتؤكد صحته، حيث قال البدري إن ما حدث في مباراة الترجي "فجور" بكل المقاييس في إشارة ضمنية منه إلى ما وصفه بالظلم التحكيمي، مؤكدا أن الحكم الغاني قضى على لاعبيه بعد احتسابه لهدف إينيرامو غير الصحيح، كما ذهب البدري بعيدا في تصريحاته عندما قال إن الأجواء التي جرت فيها المباراة كانت مشحونة ووسط صيحات استهجان أنصار الترجي التونسي الطبيعية في مثل هذه المواقف طيلة المباراة، رغم أن القاصي والداني يعرف أن المصريين يستعينون بمكبرات الصوت في ملعب القاهرة لرفع صوت حوالي 80 ألف مناصر مصري.. * * تشابكَ مع الصحفيين ويتبرأ من إفريقيا * * والغريب في أمر مدرب الأهلي أنه تشابك مع الصحفيين التونسيين بعد نهاية المباراة عندما أطلق تصريحات مستفزة جدا بقوله إن الترجي لا يستحق تأهله إلى النهائي وأنه استعان بالحكم من أجل الفوز، كما قال إنه لا يشرفه أن يكون إفريقيا رغم أنه كان يسعى للتتويج بلقب قاري جديد يضيفه إلى "خزائن الألقاب القارية" التي يتغنى بها أنصار النادي الأحمر، ولم يفوت البدري الفرصة لانتقاد الاتحاد الإفريقي لكرة القدم واتهمه بإصراره "بالوقوف ضد كل ماهو مصري سواء أندية أومنتخبات.." حتى ولو أن هذه الأطروحة بعيدة جدا عن الواقع ولن يصدقها أي إفريقي يعرف خبايا كرة القارة السمراء. * * مصريون يبررون بأجواء شمال إفريقيا المشحونة * * وفي خطوة متوقعة للإعلام المصري لتبرير إخفاق الأهلي، اختفى هذا الأخير وراء حجج واهية تندرج ضمن أسطورة "التفوق الفرعوني" الافتراضي في كل المجالات، عندما أكد أن المصريين يواجهون صعوبات كبيرة وأجواء مشحونة في كل شمال إفريقيا خلال المباريات الكروية، وأشارت الصحف المصرية إلى أن هذه الظروف غير رياضية وغير مشجعة، حسب وصفها، للعب كرة القدم، في موقف معروف عن المصريين لتبرير كل إخفاق لهم أمام عرب شمال إفريقيا. * * تحدثوا عن 7000 مناصر جزائري لم يظهر لهم أثر برادس.. * * وفي سياق آخر، ورغم أن مباراة الترجي والأهلي كانت بعيدة عن كل ماهو جزائري، إلا أن المصريين أصروا على إقحام الجزائر في الموضوع قبل وبعد المباراة، حيث تحدثت الصحف المصرية قبل اللقاء عن حضور 7000 مناصر جزائري إلى ملعب رادس من أجل مساندة الفريق التونسي، وتوقعت تحضيره للقيام بأعمال شغب وردود عنيفة تجاه المصريين في حملة غريبة نفتها وفضحتها صور المباراة التي كشفت غياب الجزائريين عن الملعب، كما صوره المصريون، كما أكد بعض المحليلين والصحفيين المصريين بعد المباراة أن ما حدث للأهلي، خلفيته الأحداث التي عرفتها مباراة الجزائر ومصر في التصفيات المونديالية الاخيرة. * * زاهر يتحدث عن "ملف ثقيل" حتى لا يتكرر هذا "الظلم" * * إلى ذلك، انتقد سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم حكم مباراة الأهلي والترجي، وقال إنه تسبب في إقصاء النادي الأحمر، باحتسابه هدفا غير شرعي وإخراجه لوابل من البطاقات الصفراء والحمراء، تماما كما حدث مع زملاء بلحاج في أنغولا على يد كوفي كوجيا، كما دعا زاهر إدارة الأهلي إلى تقديم احتجاج رسمي للكاف مدعم بملف ثقيل، وهي عادة زاهر في مثل هذه المواقف لتبرير الفشل، من أجل وقف ظلم الحكام الأفارقة للأندية المصرية وحتى لا يتكرر ذلك مستقبلا، على حد تعبيره.
