يا لفرحة العرب.. كأس العالم في قطر

وتحقق الحلم ..

بعد كان أبعد من الخيال أن يحظى بلد عربي باستضافة تظاهرة عالمية مثل كأس العالم.. إلا أن رابع أصغر دولة عربية من حيث المساحة رفعت التحدي ونافست أكبر دول العالم واستطاعت أن تكسب الرهان في آخر المطاف وأبكت أمراءها وحيرت العالم أجمع في قوة ملفها وأحرجت أكبر زعماء العالم بدءا ب "أوباما" وانتهاء برئيس الوزراء الاسترالي " كافين رود " وقع الاختيار على دولة قطر لاستضافة كأس العالم 2022 . حيث جاء القرار نتيجة اقتراع سري لأعضاء لجنة التنفيذية للفيفا يوم الخميس 2 ديسمبر 2010 بزيوريخ. وقد قدمت خمسة بلدان ملفات ترشيحها لاحتضان نسخة 2022. فإلى جانب روسيا – الفائزة بشرف التنظيم – قدمت أستراليا وكوريا الجنوبية وقطر واليابان والولايات المتحدة ملفات ترشيحها لنيل حق تنظيم أم البطولات على أرضها. وكانت الولايات المتحدة واليابان وكوريا قد استضافت الحدث العالمي في السابق، حيث احتضن البلدان الآسيويان نهائيات 2002 في ملف مشترك، بينما نظم الأمريكيون البطولة عام 1994.
"بلاتير" يهنئ قطر
وفور الإعلان عن اسم قطر لاستضافة كأس العالم 2022 قال رئيس الفيفا "جوزيف بلاتر" "تهانينا للإتحاد القطري وأريد أن أشكر أيضاً كل الذين ترشحوا لكأس العالم 2022. كل الشكر للجنة الفيفا التنفيذية لأننا سنذهب إلى بلاد جديدة. شرق أوروبا والشرق الأوسط ينتظرون. أنا رئيس سعيد." من جهته قال سمو الشيخ محمد بن حمد آل ثاني "شكراً لإعطاء الفرصة لقطر. أنا فخور وأعدكم بأنكم ستكونون فخورون بنا."
رسالة سلام إلى العالم
أكد الشيخ "محمد بن حمد آل ثاني" رئيس الملف القطري أنه غير قادر على وصف مشاعره بعد هذا الحلم الذي تحقق، وأضاف في تصريح صحفي: "أشعر بالفخر أنني قطري وعربي، وأن قطر قدرت على تمثيل منطقة الشرق الأوسط، وكلمة الشرق الأوسط هذه كانت السر وراء النجاح". وتابع الشيخ محمد: "رأى الفيفا أن البطولة ليست مسألة تقنية فقط، فنحن بعثنا برسالة أننا مستعدين تقنياً، ولكننا أيضاً أوضحنا المنظور الاجتماعي للملف وبعثنا برسالة سلام". وختم رئيس الملف القطري تصريحاته قائلاً: "اليوم نحتفل وغداً نبدأ العمل، أعتقد أننا قد بذلنا كل مجهودنا، والحمد لله على ما تحقق". وهنأ الشيخ "حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني" رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم، الشعب القطري وكل شعوب الشرق الأوسط، وشكر القيادة السياسية وعلى رأسها سمو الأمير على المجهودات التي بذلت لإنجاح الملف القطري. وأضاف: "سيكون دور الاتحاد القطري لكرة القدم أن يقوم بتجهيز فريق يشرف قطر حتى لو لم ينافس على كأس العالم، ولكن سيكون له تواجد بشكل جيد". وقال "ناصر الخاطر" مدير الاتصالات في ملف قطر 2022: "لم أصدق نفسي حين رأيت كلمة قطر على الورقة التي حملها بلاتر وصرخت من الفرح". وأضاف: "بذلنا جهداً كبيراً في هذا الملف الذي دعمته دول من كل أنحاء العالم، وهو ما جعل له معنى كبيراً وليس مجرد بطولة لكرة القدم، ففي خلال عام ونصف فقط غيَّر هذا الملف وجهة نظر الكثيرين عن الشرق الأوسط". وختم بقوله: "سيكون هذا فخراً للوطن العربي كله".
قطر تعيش أحلى فرحة
تفجرت فرحة عارمة في الدوحة فور إعلان رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيف بلاتر فوز قطر بشرف استضافة مونديال 2022. وقد تداعى الآلاف من القطريين والجاليات العربية والأجنبية في الدوحة منذ ساعات ما بعد الظهر للتجمع في ساحات رئيسية حددتها قطر لمتابعة التصويت. وشهد سوق واقف التراثي القريب من كورنيش الدوحة أكبر هذه التجمعات وأكثرها تنوعا، كما تقاطر الآلاف إلى المدينة التعليمية في ضواحي الدوحة ومنطقة "اسباير زون" التي تضم ملعب خليفة الدولي وأكاديمية أسباير للتفوق الرياضي. وقد سادت حالة من الترقب والتلهف لسماع خبر إعلان فوز قطر بتنظيم نهائيات كأس العالم 2022 فرضتها أشهر من حشد كافة المؤسسات الإعلامية ومؤسسات قطر وحتى مؤسسات النفط والغاز والبتروكيماويات لحملة دعم ملف قطر الشعبية. وقال المصري "أشرف جابر" (34 عاما) الذي اصطحب معه عائلته إلى سوق واقف كالكثيرين من المتابعين "أريد لقطر أن تقوم بهذه الاستضافة لرفع اسم العرب عاليا، فكوريا واليابان ليستا أفضل منا وملف قطر تضمن كل ما أراده الفيفا ويضاهي الملفات الأخرى والحرارة لن تكون عائقا". من جانبه، اعتبر اللبناني روبير خوري (26 عاما) أن "فرصة متابعة النهائي كاملا في قطر لا تماثلها أي فرصة"، ولا يتخوف "من التضخم وغلاء الأسعار استنادا لخبرة استضافة الآسياد 2006"، ويضيف "المونديال سيجلب الفرص الاقتصادية والرخاء للجميع". وكانت أصوات الفوفوزيلا التي اشتهرت في مونديال 2010 في جنوب إفريقيا، طاغية في سوق واقف مع الأطفال والكبار ومئات الأشخاص الذين تجمعوا وقوفا أمام شاشة عملاقة لمتابعة التصويت النهائي بعد أن ضاقت بهم مقاعد عشرات المقاهي المنتشرة في السوق التراثي.
دول الخليج معنية بدعم الاستضافة القطرية
هنأ الشيخ أحمد الفهد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي قطر بفوزها بتنظيم كأس العالم 2022 واعتبر أن دول الخليج معنية بهذه الاستضافة وقال الفهد "أمس فرحنا مرتين، الأولى بفوز قطر باستضافة نهائيات كأس العالم، والثانية بتأهل الكويت لنهائي خليجي 20" وأضاف "نحن في الخليج مطلوب منا الشيء الكثير لدعم قطر في مهمتها العالمية، ودول الخليج معنية بكل ما تحمله الكلمة من معنى في دعم الاستضافة القطرية" من جهته، قال الشيخ طلال الفهد رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم إن "فوز قطر باستضافة نهائيات كأس العالم 2022 هو فوز لكل الخليج بل فوز لكل العرب، والمطلوب حاليا من الاتحادات العربية على وجه العموم والاتحادات الخليجية وحكوماتها الوقوف إلى جانب قطر في كل ما يدعم استضافتها لنباهي العالم بأسره" وتابع "سجل القطريون نجاحا باهرا في آسياد الدوحة 2006 وأذهلوا العالم في التنظيم والنجاح وهم قادرون على إبهار العالم في 2022 في نهائيات كأس العالم".
أما رئيس الاتحاد الإماراتي "محمد خلفان الرميثي" فقال بدوره "بدون شك إنه فوز لكل الخليج وقد شاهدنا ملعب 22 ماي قد انتفض عن بكرة أبيه بمجرد إعلان ساعة الملعب أثناء لقاء الكويت والعراق فوز قطر بالاستضافة وأضاف "قطر واجهة حضارية خليجية في التنظيم، وكما أبدعت في السابق في تنظيم المناسبات الرياضية الكبرى ستنجح بدرجة امتياز في استضافة كأس العالم 2022" ، وزير الرياضة والشباب اليمني "حمو عباد" قال أيضا "الإعلان عن فوز ملف قطر باستضافة نهائيات كأس العالم 2022 عبّر عنه الجمهور اليمني في الحال أثناء مباراة الكويت والعراق فهتف أكثر من 20 ألف متفرج لقطر في فرحة كبيرة من قبل الجميع رغم أن الإعلان جاء في وقت حساس من ركلات الترجيح".
مواقع الإنترنت: قطر أبهرت العالم
الفوز القطري كان أمرا واقعا في العالم الافتراضي وعلى صفحات الانترنت، حيث تمكن موقع مؤيدي قطر على "الفيس بوك" من جذب أكثر من نصف مليون مشترك لدعم الملف القطري فقد صوت أكثر من 90 ألف مصري على الموقع لصالح قطر و45 ألف أردني و38 ألف سعودي أما لبنان فقد وصل عدد الداعمين منها إلى 23 ألف شخص ونيجيريا 22 ألفا وفلسطين 18 ألفا وغانا 17 ألفا وحتى أن الولايات المتحدة التي تنافست مع قطر على شرف الاستضافة فقد صوت منها 10 آلاف شخص لصالح قطر ضد بلادهم كذلك صوت 14 ألف من كينيا و6 آلاف من جنوب افريقيا ، ويقول عدد من مواقع "الفيس بوك" أن العرض القطري الالكتروني على المواقع والانترنت تمكن من تحطيم الجدار الثلجي الذي يفصل بين الشرق والغرب لذا حصلت قطر على أكبر نسبة تصويت عالمية لصالحها على الانترنت متفوقة على الدول المنافسة لها بفارق كبير حيث وصلت أصوات مؤيدي الولايات المتحدة إلى 200 ألف صوت فقط واستراليا 230 ألف.
أمريكا تهنئ قطر على شرف استضافة مونديال 2022
تقدمت الولايات المتحدة الأمريكية أمس الجمعة بتهانيها لروسيا وقطر على اختيارهما لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم عامي (2018) و(2022) رغم خيبة الأمل التي تعيشها واشنطن في أعقاب الإخفاق في ملف استضافة مونديال 2022 . وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية "فيليب كراولي" في مؤتمر صحفي "أتقدم بالتهنئة لقطر ، ونتطلع لإرسال فريق أمريكي قوي للمنافسة في هذين الحدثين". كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما انتقد قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بمنح حق استضافة بطولة كأس العالم 2022 إلى قطر ووصف القرار بأنه "خاطئ". وأشار أوباما بذلك إلى أن اللجنة التنفيذية بالفيفا أخطأت عندما فضلت الملف القطري على نظيره الأمريكي حيث وصل الملفان إلى الجولة الرابعة الأخيرة من التصويت بين أعضاء اللجنة البالغ عددهم 22 . تفوق الملف القطري على نظيره الأمريكي بفارق كبير حيث حصل على 14 صوتا من أعضاء اللجنة مقابل ثمانية أصوات فقط للملف الأمريكي. توقع الأمريكيون أن يحظى ملفهم باختيار اللجنة لتنظم الولايات المتحدة نهائيات البطولة للمرة الثانية في التاريخ بعدما نجحت في استضافة مونديال 1994.
الإعلام الدولي: قطر عروس المونديال عن جدارة واستحقاق
أشادت الصحف والمواقع الإخبارية العالمية بحصول قطر على شرف استضافة كأس العالم 2022 مشيرة إلى أن الإنجاز القطري التاريخي كان كبيرا لدرجة لا تصدق، خاصة وأنها المرة الأولى التي تحصل فيها دولة شرق أوسطية على شرف استضافة أضخم وأهم حدث كروي في تاريخ اللعبة، وقال موقع "بالتيمور صن" الأميركي إن انتصار قطر وخروج أميركا في مواجهتها جسد العبارة التي قالها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر حول أن كرة القدم لا تتعلق بالفوز فقط، بل إنها تتحول إلى مدرسة حياة عندما تخسر. وأضاف الموقع أن الولايات المتحدة تعلمت الدرس بعد أن خسرت استضافة كأس العالم على يد قطر الدولة الشرق الأوسطية التي تعتبر أصغر دولة تتقدم بطلب لاستضافة الحدث في تاريخ المنافسة الكروية.
وبين الموقع أن صدمة خروج الولايات المتحدة كانت عنيفة وأحس بها جميع الأميركيين على امتداد الولايات الأميركية التي كانت تتطلع إلى حدث شبيه بذلك الذي استضافته أميركا عام 1994 كما بين الموقع أن الصدمة كانت أكبر في مدينة "بالتيمور" الأميركية التي كانت تتهيأ لتشهد حفل الافتتاح. و قال مراسل الموقع إن الناس في المدن الأميركية أصيبوا بخيبة أمل عميقة بعد أن ذاع نبأ الفوز الساحق الذي حققته قطر على الولايات المتحدة التي كان الكثير من الأميركيين يعتقدون أن فوزها مضمون تماما.
بوتين : روسيا ستتكلف 10 مليارات دولار لتنظيم كأس العالم 2018
صرح "فلاديمير بوتين" رئيس الوزراء الروسي أمس الجمعة بأن بلاده ستتكلف بنحو 10 مليارات دولار لاستضافة كأس العالم 2018 موضحا أن التقديرات الأولية تشير إلي أنه سيتم إنفاق نحو 200 مليار روبل لإنشاء الملاعب الضرورية والمرافق الخاصة بها. ونقلت وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية عن بوتين الجمعة قوله ان الاتحاد الدولي لكرة القدم قرر منح روسيا حق استضافة كأس العالم نظرا للاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي في روسيا. وأضاف رئيس الوزراء الروسي أن إقامة الدورة السابقة لبطولة كأس العالم في جنوب افريقيا تكلفت نفس الانفاقات.
تصريحات..تصريحات ..تصريحات
محمد مشرارة: "قطر بلد كبير بإمكانياته ورجاله"
أكد رئيس الرابطة الوطنية لكرة القدم السيد "محمد مشرارة" أن استضافة قطر لكأس العالم 2022 يعد "عهدا جديدا للعبة الأكثر شعبية في العالم". "هذا رائع، إنه حلم كل البلدان العربية الذي تحقق اليوم و انتصار كبير للعالم العربي. هذا عهد جديد للعبة الأكثر شعبية في العالم" ، ويمثل هذا الحدث الرياضي للسيد "مشرارة" الانتصار الكبير، ل" بلد قدم لنا يد العون بعد تأهلنا إلى كأس العالم 2010 ووفر لنا الدعم الكامل" كما قال. "أنا مقتنع أن دورة 2022 ستكون ناجحة بكل المقاييس".
عزالدين آيت جودي: أهنئ إخواننا القطريين
"لا يسعني إلا أن أغتنم هذه المناسبة لأهنئ إخواننا في قطر على هذا الانتصار الذي كان يتمناه كل الجزائريين. هذا البلد برهن عبر التطور الذي أظهره في مجال التنظيم، انه يستحق استضافة المرحلة النهائية لكأس العالم. أنا متفائل، قطر سيرفع التحدي ويبين أنه كان في مستوى الثقة التي أسدتها إياه الهيئة الدولية لكرة القدم".
كاوة عبد النور: هذا حدث جميل
"هذا شيئ جميل. إنه شرف لكل البلدان العربية. أنا متأكد أن قطر سيرفع التحدي بالعمل على إنجاح واحدة من أجمل المراحل النهائية لكأس العالم".
توفيق قريشي: حان الوقت لكي يكتسب العرب ثقة الفيفا
" هذا خبر سعيد، بالنسبة لنا نحن الجزائريين. قطر يتوفر على الوسائل الضرورية فيما يخص المنشآت القاعدية على غرار الفنادق، النقل و الملاعب لتنظيم أكبر التظاهرات الكروية. المسافات بين مختلف هذه الملاعب ليست بعيدة وهذا ما يسهل تنقل وفود المنتخبات المتأهلة وكذا المناصرين. حان الوقت لكي يكتسب العرب ثقة الفيفا .
حفيظ درّاجي:" انه يوم عظيم للقطريين ومفاجأة سارة لنا"
ومن جانبه،أكد حفيظ درّاجي الصحفي الجزائري العامل في قناة تلفزيونية الجزيرة القطرية أن القطريين سيحيون هذا اليوم لمدة من الزمن، لمن عليهم العمل على إنجاح الحدث بتكثيف الجهود طالما أن لجنة التنظيم القطرية حظيت بجميع التسهيلات المادية والسياسية لتسهيل مهمتها، قبل أن يختم حديثه بقوله:"إننا كجزائريين نتقاسم فرح أشقائنا في قطر بفخر واعتزاز".
سليم. شقعار