حذّر الرئيس الصحراوي «محمد عبد العزيز» ملك المغرب محمد السادس من القيام بأية تجاوزات لعرقلة سير المفاوضات التي من المنتظر أن تنطلق يوم 17 ديسمبر الجاري بنيويورك. وبلهجة حادة قال الرئيس الصحراوي، على هامش المؤتمر الدولي الذي عقد أمس بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين لبيان حق الشعوب في تقرير مصيرها، إن المغرب مطالب بالالتزام بالقانون الدولي وإجراء استفتاء تقرير المصير بالأراضي الصحراوية المحتلة وفق ما ينص عليه القانون الدولي، ودون تشويش على المفاوضات التي ستستأنف في 17 من الشهر الجاري بنيويورك تحت إشراف الأمين العام لهيئة الأممالمتحدة. وطالب «عبد العزيز» بإيفاد لجنة تحقيق أممية لتحري واقع تجاوزات المخزن المغربي في الأراضي الصحراوية، والحصار المفروض على الشعب الصحراوي منذ نوفمبر المنصرم. وأشار الرئيس الصحراوي إلى أن المغرب ارتكب انتهاكات خلال الأسابيع الماضية ضد حقوقيين صحراويين وهو ما يتطلب ضرورة دخول بعثة المينارسو الأراضي الصحراوية وتسجيل التجاوزات المرتكبة من طرف جيش الاستعمار المغربي. وفي معرض حديثه عن سيرورة المفاوضات أعرب «محمد عبد العزيز» عن تفاؤله باللقاء الذي سيجمعه بممثلي الأممالمتحدة الأسبوع القادم بنيويورك، غير أنه أبدى تخوفه من النوايا المغربية، التي قال إنها تسببت في المرات السابقة في إيقاف المفاوضات وإعادة الملف إلى نقطة الصفر. كما لم يفوت الرئيس الصحراوي فرصة حضوره المؤتمر المنعقد بالجزائر ليقوم بإبداء تأسفه من تأزم وضع العديد من الشعوب رغم مرور 50 سنة عن إقرار ميثاق حق الشعوب في تقرير مصيرها، ومن بينها الشعب الصحراوي الذي تجرع الأمرين من طرف الجيش المغربي. وقال «عبد العزيز» أن الحل الوحيد أمام الصحراوين للخروج من دائرة المعاناة التي يرزحون فيها، هو إجراء استفتاء لتقرير المصير، وهو الحل الذي يرفضه المغرب بقوة ويعمل في كل مرة على منع استكماله بالرغم من عقد عدة جولات للمفاوضات. ومن جانبه قال وزير خارجية الصحراء الغربية «محمد السالم ولد السالك» أن فرنسا متواطئة مع المغرب في ما يخص قضية الصحراء الغربية، موضحا أن فرنسا التي رفضت قبل 50 سنة استقلال الجزائر هي نفسها اليوم التي ترفض حرية واستقلال الشعب الصحراوي. وعبّر الوزير الصحراوي عن أمله في أن تجد مشكلة الصحراء الغربية حلا عاجلا، بفضل وقوف الكثير من الدول في صف قضية الشعب الصحراوي. وعن المفاوضات التي تخوضها جبهة البزليزاريو مع المغرب قال «ولد السالك» أن «الصحراويين سيذهبون إلى المفاوضات لإيمانهم بالجهود التي تبذلها الكثير من الدول لفائدة الصحراويين، وأيضا لإيمان الصحراويين بالدور الكبير الذي تلعبه الأممالمتحدة من خلال هذه المفاوضات إلا أن المغرب يعمل على التصعيد المستمر وعرقلة كل الجهود الدولية التي تفضي إلى حل القضية الصحراوية، وإعطاء الشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير».