أُرسُم

بقلم: خالد كاكي/ العراق
اُرسُم بحراً
وسمّهِ نافذة
سترى
كيفَ أنّ الجدارُ يتنفّس
أُرسم صخرةً كبيرة
وسمّها قلباً
وأدع الناس
ليسحبو منه الشرايين
إلى بيتوهم الحزينة
أُرسم للفقراء
مائدةً عامرة
وللأغنياء زهرةً لا تؤكل
أُرسم للطفل النائم
لعبةً في حُلمه،
وللشيخ الغائرِ في أعوامه
غزالاً يعدو في البرّية!
أُرسم لجنرالاتِ الحرب
جيوشاً من النمور الورقية
وعلى طاولة كل منهم
عُلبة كبريتٍ مبتلّة
أُرسم زقاقاً
وسمّه مدينةً لا تؤدّي،
لا تنس أن تزرع
في باحة كل منزلٍ، نخلة!
أُرسم عنكبوتا
لكلّ شَركٍ لا صاحب له،
أرضاً لكلّ غيمة تخنقها عَبرة،
ولكل صبيةٍ
أسكَرَتها فراشات العشق،
أُرسُم صدراً شاسعاً كالأبديّة
أُرسم للشعبِ المقهور بطلاً،
لخيلِ المعركة، سطول الشعير
وارسم لقافلةٍ غيّبتها الصحارى
خَيط ضوءٍ أخير!
أُرسم لمفاوز الجهل
شُموعاً لا تنفَد!
لقبضة الشرّ لجاماً،
ولزلّة الصقرِ في الأعالي
وَسائد صدماتٍ وفرامل!
أُرسم موجةً
وسمّها زحافةً مائيةً للسعادة!
وانصب لكل علامات الاستفهام
خيمةً في العراء!
أُرسم للقدر السيء مخدّة!
ولسوء الظن
سريراً دائرياً
أُرسم للمرايا أبواباً،
للأنفاق حدائق
أما للظلام يا صديقي
للظلام الذي يخنق الجَمال كله