آخر فصول التهريب على الحدود، وليس الأخير يكشف تحسنا ملحوظا في التجارة الخارجية بواسطة الترابندو، الزاحف على الحدود مثل الجراد، مبشرا بميلاد اتحاد اقتصادي مغاربي بكامل المواصفات يكمل بعضه البعض أمام تعنت الحكومات؟ فمهربو رؤوس الأغنام باتجاه تونس قرروا مبادلة هذه البضاعة التي يكثر الطلب عليها هناك وعندنا أيضا، بمآزر بن بوزيد التي طلبها موحدة في آخر لحظة بعد أن غير هو رأيه على طريقة أصحاب الراي حين يزورون جارنا في الغرب، ثم يزعمون أنهم أخطأوا أو كانوا من المغرر بهم على شاكلة الإرهابيين! التحسن حكم ثابت ومؤكد ولو من باب المصلحة الخاصة التي تحقق المصحلة العامة حسب النظرية الرأسمالية، وهو مالم يثبت بدليل أنهم جرونا لأزمة عالمية لاناقة لنا فيها ولاجمل ولا حتى معزة مهربة. فالمهربون اعتادوا مثلا على مبادلة المازوت أو الأغنام بالهيروين، وهو منتهى الغباء الذي لايضاهيه إلا غباء الدجاج (الحاكم) وصاحب الريش، قبل أن يتطور ويتنوع لتتحول العملية لمبادلة الطيور (العابرة للحدود) بدون جواز سفر بالماشية. والأكيد أن هذا تطور ذهني مهم، لأن الحظيرة الوطنية المشكلة للطيور وحتى السردين، تشير خلال السنوات الأخيرة وبالأرقام الموثقة الى هجرة المليح منها ولم يبق إلا القبيح! وهكذا غادر الشحرور وقبله الأسد والضرغام، ولم يبق إلا الحلوف والثعلب والذئب، وبعض اليمامات وقليل من الحمام ''الفنيان'' الذي لايريد أن يتطلع الى أفق جديد كما يفعل الحرافة منذ سنوات وإلى الآن! قبل سنوات كانت الحكومة تمنع تهريب المواد المدعمة لأنها كانت أقل سعرا من تلك المطبقة عند الجيران! ولهذا اهتدت إلى حيلة دجاجية عمادها رفع الدعم عن كل المواد بما فيها الأساسية كالسكر والزيت، إلى حد لم يجرؤ على القيام به جيراننا رغم فقرهم مقارنة بنا. والنتيجة أن حركة السلع صارت معكوسة على مستوى التهريب. وعندما تلتقي هذه السياسة الرشيدة على الأقل -حسب أصحابها- مع عقول العصافير التي تحكمنا لدرجة أنها لم تستقر على رأي حول لون مئزر تلميذ، يصبح التهريب على الحدود الأربعة النشاط الأكثر حيوية ولا