تعيش بلدية موكلان بالشمال الغربي لولاية سطيف هذه الأيام ظروفا قاهرة ومعاناة ليس لها مثيل، فالأمطار الأخيرة جعلت البلدية تغرق في الأوحال والتنقل يستلزم الأحذية البلاستيكية بسبب غياب مختلف أشكال التنمية، وهو ما جعلتها تعيش دوامة من التخلف، وسكانها يطالبون بالتفاتة تنتموية تخرج المنطقة من دائرة الحرمان. أكد المواطنون بالبلدية ل"البلاد" أن الأوضاع أضحت لا تطاق، وأن المعاناة بالمنطقة في تزايد مستمر، وأن تساقط أمطار طفيفة تجعل مركز البلدية تغرق في الأوحال بسبب هشاشة شبكة الطرق الداخلية وانعدام التهيئة الحضرية، بالإضافة إلى عدم إعادة الاعتبار للشبكة بعد أشغال بعض المشاريع على غرار الغاز والصرف الصحي. تجدر الإشارة إلى أن المصالح المختصة قد أعدت برنامجا لإعادة الاعتبار للوضع الحضري بعد تسجيل دخول اعتمادات مالية جديدة تقدر ب13 مليار سنتيم، وهو المبلغ الذي لا يكفي لأشغال إعادة الاعتبار وترميم شبكة المياه أو شبكة الصرف الصحي، وهو ما يرهن الواقع ويحتم استمرار هذه المعاناة، هذه الأوضاع تعرفها مركز البلدية. أما الحديث عن القرى والمداشر فالوضع أسوأ بكثير حيث إن معظم الطرق الرابطة بين البلدية وهذه القرى غير معبدة على الإطلاق وهي مسالك ترابية على غرار الفرادة، بني ملول، أولاد ساري، العقاقين، تيلماتين.. وغيرها من المناطق التي تعرف عزلة بسبب افتقار البلدية إلى شبكة طرق لائقة. هذا وقد علمت "البلاد" من مصادر حسنة الاطلاع أن البلدية تعرف عجزا في هذا القطاع يفوق 40 كم من شبكة الطرق الهشة على مستوى إقليم البلدية، الأمر الذي اعتبره المواطنون تراكمات جعلت البلدية تعيش دوامة من التخلف وفي مختلف المجالات. وفي سياق ذوي صلة فقد تحدث المواطنون عن معاناتهم اليومية مع المياه الشروب، حيث إن نسبة التغطية لم تتجاوز ال40 بالمائة، وبقيت أكثر من 15 قرية من غير تغطية بالمادة على الإطلاق، على غرار كل من قرية العقاقين أولاد بعرورة، قمشوش، تقرنيزين، بني ملول، أولاد ساري، مستحم وغيرها. وهي قرى لم يتم ربطها بالشبكة إطلاقا، في حين أن قرى أخرى مربوطة بالشبكة ولم تر المياه منذ سنين. أما بالنسبة لمركز البلدية فإن الاستفادة تكون مرة في الأسبوع بمقدار ساعتين في كل فرصة، في الوقت الذي تبقى فيه أحياء لم تر المياه منذ سنوات. هذا وقد أرجعت بعض الجهات المشكل إلى غياب المياه الجوفية وأن الحل يتم بعد تزويد المنطقة من سد تيشي حاف ببجاية أوعن طريق سد عين زادة، علما أن المصالح الولائية كانت قد قدمت وعودا بإنجاز نقب كبير ينهي الأزمة، وهو المشروع الذي سيرى النور قريبا بتسجيله بمنطقة نعايج بعين مرقوم بقيمة 3 ملايير ونصف لإنهاء أزمة المياه بالبلدية. إن الحديث عن المعاناة بهذه البلدية يدفعنا دون شك للتطرق إلى مشكل غياب المداومة الطبية وافتقار البلدية إلى قاعة للولادة، علما أن البلدية هي مركز الدائرة التي تضم قرابة ال50 ألف نسمة. وعلى الرغم من الكثافة السكانية التي تعرفها الدائرة إلا أنها لم تستفد من مؤسسة استشفائية محترمة، وبقيت الخدمات الصحية محصورة في بعض الخدمات الطفيفة، مجبرة المواطنين على التنقل إلى مستشفى بوقاعة على مسافة تزيد على 30 كم، من أجل فحوصات طبية استعجالية. هذا وقد طالب المواطنون بالتفاتة تنموية للمنطقة المعزولة والمهمشة، والتي عرفت مؤخرا نسبة هجرة رهيبة بسبب الأوضاع المتدهورة، كما عرفت مؤخرا عدة حركات احتجاجية للمطالبة بتغيير الأوضاع، مطالبين المصالح الولائية بضرورة التدخل لانتشال السكان من مشاكل نغصت عليه يومياتهم. وتؤكد مصالح البلدية أن الأمور ستنفرج بتسجيل بعض الاعتمادات المالية السالف ذكرها وزيارة الوالي إلى المنطقة مؤخرا أتت بالكثير من الإضافات حسب المصالح ذاتها. وخلال الأيام المقبلة سيرى السكان الثمار.