هدّد الملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية، الجزائر دون ذكرها بالاسم باتخاذ خطوات جادة وعدم الوقوف مكتوفي الأيدي حيال ما أسماه ''عرقلة خصوم وحدتنا الترابية للمسار الأممي لإيجاد حل سياسي وتوافقي للنزاع المفتعل حولها على أساس مبادرتنا للحكم الذاتي الخاصة بالصحراء المغربية. صعّد جارنا ملك المخزن المراكشي من سقف اتهاماته للجزائر التي لم يتوان في وصفها ب''الخصم''، وهذا خلال خطاب استثنائي ألقاه أول أمس الأحد بمدينة مراكش أمام المسؤولين المغاربة وأمناء الأحزاب السياسية الرئيسية في المملكة. وحمل خطاب وريث الحسن الثاني على العرش، لهجة تهديد ووعيد تجاه من يقف ضد مشروع الحكم الذاتي الموسع الذي اقترحه على الأممالمتحدة كحل نهائي لمعضلة احتلالهم الصحراء الغربية. وبادر ملك المغرب إلى طرح مبادرة قال إنها تهدف إلى تكريس مبدأ اللامركزية والبدء في صياغة مقترحات لتطبيقها في مختلف جهات المغرب، وستكون في مقدمة المناطق التي ستطبق فيها الجهوية منطقة الصحراء المحتلة. وبنبرة استعمارية ردد محمد السادس ''أسطوانة الصحراء المغربية'' حيث قال ''وإذ نؤكد أن هذه المبادرة ذات المصداقية الأممية تظل مطروحة للتفاوض الجاد لبلوغ التسوية الواقعية والنهائية فإننا سنمضي قدما في تجسيد عزمنا القوي على تمكين أبناء وسكان صحرائنا المغربية الأوفياء من التدبير الواسع لشؤونهم المحلية وذلك ضمن جهوية متقدمة سنتولى تفعيلها بإرادة سيادية وطنية''، وكذلك في قوله'' الأقاليم الجنوبية المسترجعة''. يذكر أن العاهل المغربي دائما ما يحاول في خطاباته الزج بالجزائر كطرف في مشكل الصحراء الغربية، مع أن السلطات الجزائرية كثيرا ما صرحت بأن القضية تهم المخزن وجبهة البوليساريو باعتبارهما الطرفين الرئيسيين في القضية، وأن المسألة بالنسبة إليها تأخذ طابع تصفية الاستعمار من شأن هيئة الأممالمتحدة النظر فيه وإيجاد حل لها وفقا لمبادئ وميثاق الأممالمتحدة الناص على حق الشعوب المستعمرة في تقرير مصيرها بنفسها. وكان الملك محمد السادس في آخر خطاب له قد رفض ربط التطبيع مع الجزائر بملف الصحراء، مجددا طلبه في هذا الخصوص بفتح الحدود البرية المغلقة بين البلدين منذ .1994 بل إن بعض خطاباته حملت أسلوب الاستجداء لأجل فتح الحدود حين قال في كلمته الشهيرة بمناسبة الذكرى الثالثة والثلاثين لما يسمى بالمسيرة الخضراء، ''إن التمادي في رفض كل مساعي التطبيع المغربية.. يعد توجها معاكسا لمنطق التاريخ والجغرافيا الذي يتنافى مع إغلاق الحدود بين بلدين جارين شقيقين''. وأضاف إن ''تشبث بلادنا بفتح هذه الحدود وتطبيع العلاقات ليس إلا وفاء لأواصر الأخوة وحسن الجوار''، وهو ما رأى فيه كثير من المحللين السياسيين أنه بمثابة رجاء للسلطات الجزائرية من أجل فتح الحدود لإعادة الانتعاش إلى الولاياتالشرقية لمملكة أمير المؤمنين التي صارت تعيش أوضاع اقتصادية عسيرة بسبب هذا الإجراء .